بين زيارة ترامب الى الحجاز والعرس الديمقراطي في ايران: تبعية وسيادة مطلقة

بين زيارة ترامب الى الحجاز والعرس الديمقراطي في ايران: تبعية وسيادة مطلقة
السبت ٢٧ مايو ٢٠١٧ - ٠٨:٣٥ بتوقيت غرينتش

ليس مشهدا عاديا ذاك المشهد الذي ظهر فيه قائد الثورة الاسلامية ومرشد الجمهورية الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي وهو يدلي بصوته في صندوق انتخابات حرة وديمقراطية ضمن نطاق السيادة الشعبية للجماهير الايرانية!! انه مشهد يعكس تالق وتعملق النظام من اعلى جهة فيه الى اخر مواطن في اقصى ايران.

العالم - مقالات

وليس مشهدا عاديا ان ينبري المرشحون الستة لعقد مناظرة تلفزيونية مباشرة للحديث عن خططهم وبرامج عملهم في حال الفوز، فهذا ما لم تألفه الدول التي حول ايران! 

وليس مشهدا عاديا ان يملأ الشعب الساحات للمشاركة بالانتخابات بهذه النسبة العالية، وهو باحتشاده للتصويت على الانتخابات يصوت تلقائيا لمصلحة بقاء النظام.

وليس مشهدا عاديا ذاك المشهد الذي يفوز فيه رئيس على منافسه بنسبة متقاربة بعيدا عن بيعة طويل العمر، وعن الـ ٩٩ بالمائة!!

فقد نجح في الجمهورية الاسلامية الايرانية ذاك العرس الانتخابي الحر والنزيه والامن بكل معايير النجاح، وهو نجاح مبهر ومذهل بكل المقاييس.

وتزامنا مع هذا العرس الانتخابي الديمقراطي الحر والسيادي اتت زيارة الرئيس الاميركي ( ترامب ) الى بلاد الحجاز لزيارة العائلة المالكة لكي يترأس القمم المعقودة، وقد لاقت هذه الزيارة استقبالا من قبل العائلة المالكة لم تعهده كل الزيارات السابقة لرؤساء الولايات المتحدة الامريكية من قبل، والسر في ذلك واضح! ان هذا الرجل قالها قبل ذلك بكل وضوح: نحن السبب في بقاء انظمة الخليج (الفارسي). عليهم ان يدفعوا مقابل حمايتنا لهم. اذا جئت الى السعودية ولم يذعنوا لمطالبي سوف لن انزل من الطائرة وساعود. وغير ذلك من الكلام الذي لا يشتم منه رائحة الاحترام للكيان السعودي.

من هنا كان الاستقبال لهذا الرجل مميزا من قبل ال سعود، وقد تم انفاق اموال مرقومة كثيرة من اجل اظهار حسن ضيافة العائلة المالكة بالرغم من ان الوهابية تعتبر كل هذه الاحتفالات بدعة وشرك.

والمراقب لكيفية تعاطي ترامب مع من حوله يلاحظ اعتداده بنفسه وعدم اكتراثه بكل من حوله، وهذا حقه! فهو يعلم انهم يرون فيه الحامي والملجأ وخشبة بقاء سلطانهم.

لقد اتى ترامب الى بلاد الحجاز بكل استعلائه من اجل ان يرسم حدود مصالح امريكا و"اسرائيل" في المنطقة ويشاهد عن قرب ما قدمته العائلة السعودية وما ستقدمه من ارواح واموال في سبيل رسم حدود مصالح امريكا و"اسرائيل"! فحدود الدول المستقلة والحرة والسيادية يتم رسمها بدماء ابناء الارض الطاهرة، بينما هنا مع ترامب ومن خلال ال سعود يتم رسم حدود مصالح امريكا و"اسرائيل" بدماء التكفيريين ومن شابههم ، وباموال الشعب الحجازي المظلوم!!

*بقلم توفيق حسن علوية العاملي

114-1