"داعش" أعجز من ان تمسخ الشخصية العراقيةً

الإثنين ٢٩ مايو ٢٠١٧ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

قبل ايام عثر الملازم أول زهير جاسم البياتي من الشرطة الاتحادية العراقية، أثناء عملية تفتيش في منطقة العريبي في الموصل، بصحبة عدد من المقاتلين، على مبلغ تجاوز الـ 100 ألف دولار وكيلو ونصف الكيلوغرام من المصوغات الذهبية في منزل عائلة نازحة، وقام الضابط الأمين بالبحث عن تلك العائلة، حتى تمكن من الوصول إلى محل اقامتها المؤقت وتسليمها الأمانة.

العالم - العراق

هذا الخبر الذي لم يتجاوز سوى اسطر قليلة وتناقلته مصادر عراقية عديدة، تم تجاهله بالكامل من قبل الاعلام العربي وخاصة الاعلام الخليجي، الذي يرصد كل شاردة وواردة عن العراق وخاصة ما يجري في المناطق الغربية بذريعة “الدفاع عن اهل السنة”، وكلنا يتذكر حجم الاكاذيب والاخبار الملفقة والحوادث المزعومة، عن ابطال الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية، بهدف النيل منهم واثارة الفتن الطائفية بين ابناء الشعب الواحد.

وسائل الاعلام العربية وخاصة الخليجية، يصيبها العمى والخرس والطرش، عندما تتناقل وسائل اعلام عراقية بطولات الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية، وهم يقدمون الاف الشهداء والجرحى لتطهير المناطق الغربية والموصل من دنس “الدواعش” ، فهذه البطولات تفند اكاذيبهم وتكشف ابعاد حربهم الطائفية ضد العراقيين، وكلنا يتذكر كيف انشغلت وسائل الاعلام الخليجية بحكاية “سرقة مقاتل من الحشد الشعبي ثلاجة” في مدينة تكريت، التي قدم الحشد الشعبي والقوات المسلحة اكثر من 200 شهيد ومئات الجرحى من اجل تحريرها من عصابات “داعش”، وهي الحكاية العار التي اثبتت مدى تهافت وعجز الجهات الداعمة لـ”داعش” في العراق، امام بطولات وتضحيات الحشد الشعبي والقوات المسلحة.

رغم كل ما قيل عن الاسباب التي كانت وراء صناعة “داعش” في العراق، الا ان هناك سببا يمكن ان يكون الاهم من بين تلك الاسباب وهو مسخ الشخصية العراقية من خلال شحنه بكل نوازع الشر الطائفي والعرقي والمناطقي من اجل قتل الروح الوطنية في داخله وصولا الى تحريضه على قتل ابناء وطنه بدوافع طائفية وعرقية ومناطقية دون ان يرتد له جفن.

الحقيقة ان الجهات التي تقف وراء صناعة “داعش”، لم تنجح في تحقيق هدفها في مسخ الشخصية العراقية، بدليل ان كل من التحق بـ”داعش” في العراق هم من بقايا القوات الخاصة وقوات الحرس الجمهوري وفدائيي صدام والمجرمين واصحاب السوابق واصحاب العقول الطائفية المغلقة والمتعصبة والمريضة، فهؤلاء هم ممسوخون منذ البداية ولم تمسخهم “داعش”، بل هم وبارادة منهم وبتحريض من قوى اقليمية دخلوا تحت عباءة “داعش”، اما باقي ابناء الشعب العراقي فرفضوا الفكر “الداعشي” الدموي، وقاتلوا “الدواعش” وما يزالون.

العالم كله كان شاهدا على جريمة سبايكر المروعة التي ارتكبها “الدواعش” الممسوخون في تكريت، فقد اعدموا  وذبحوا نحو 2000 شاب عراقي بعمر الورود في ساعات قليلة، لا لجريمة اقترفوها الا لكونهم من اتباع اهل البيت عليهم السلام، في محاولة لدفع اتباع اهل البيت عليهم السلام للانتقام لابنائهم في سبايكر عبر اساليب “داعشية”، وهو ما لم يحصل مطلقا، بل على العكس تماما التحق اشقاء واباء واصدقاء شهداء سبايكر في كتائب الحشد الشعبي لا من اجل الانتقام، بل من اجل تحرير تكريت واهلها وباقي المناطق العراقية الاخرى في المناطق الغربية والموصل من “الدواعش” وقدموا على هذا الطريق الالاف من الشهداء والجرحى.

حكاية الملازم اول البطل زهير جاسم البياتي ومئات الحكايات الاخرى، خير دليل على ان الشخصية العراقية مازالت بخير وان العراقيين مازالوا يضعون الوطن والوطنية في سلم اولوياتهم، وما “داعش” و “الدواعش” الا مرحلة عابرة من عمر العراق، رغم كل دمويتها، وهذه الحقيقة ما كانت لتتضح بهذا الشكل الناصع الا بفضل وجود ابطال امناء ومخلصين وكرام من امثال الملازم اول زهير جاسم البياتي ورفاقه، بالرغم من انهم فقدوا اشقاء واصدقاء لهم في سبايكر وغيرها من مجازر “داعش”.

على جميع العراقيين والشرفاء في العالم ان يقفوا طويلا امام حكاية الملازم اول البطل زهير جاسم البياتي، فهذه الحكاية تلخص حقيقة الشخصية العراقية التي استهدفتها “داعش” ، وهي الحكاية التي تروي واقع العراق كما هو بعيدا عن الروايات المشوهة والملفقة والكاذبة التي ترويها وسائل الاعلام الحاقدة على العراق والعراقيين، فالعراقي الذي يعيد اكثر من 100 ألف دولار وكيلو ونصف الكيلوغرام من المصوغات الذهبية الى اصحابها بعد ان يبحث عنهم من بيت الى بيت، وعندما يجود العراقي بنفسه، والجود بالنفس اقصى غاية الجود ، من اجل انقاذ شرف العراقيات في تكريت والرمادي والموصل، من دنس “الدواعش”، فهل يبقى هناك من يصدق “دواعش” السياسة والاعلام من العراقيين والعرب، وهم يحاولون الصاق التهم الحاقدة والغبية بالعراقيين؟.

المصدر / شفقنا

109-2