حرب 1967 تكشف مدى خوف قادة الاحتلال

حرب 1967 تكشف مدى خوف قادة الاحتلال
الإثنين ٢٩ مايو ٢٠١٧ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

سمحت الرقابة العسكرية لدائرة الأرشيف الإسرائيلي بالكشف عن قرابة 150 ألف وثيقة شملت بروتوكولات ومداولات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (كابينيت) قبيل وخلال وبعد حرب 1967.

العالم - فلسطين

ووفقا للوثائق التي سمح بنشرها الجيش الإسرائيلي، فقد كان هذا الجيش مستعدا في مايو/أيار 1967 للحرب، لكن لم تكن هناك قرارات باحتلال القدس الشرقية والضفة الغربية حتى نهر الأردن، أو الوصول إلى قناة السويس، واحتلال الجولان وقطاع غزة.

وعزت القيادة العسكرية الإسرائيلية التوسع خلال تلك الحرب عبر احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية؛ إلى ما سمتها "التطورات الميدانية مع تراجع الجيوش العربية وانسحابها".

وعكست البروتوكولات حالة الخوف والهواجس التي عاشها المجتمع الإسرائيلي، والتي عبر عنها رئيس الوزراء في حينه ليفي أشكول، وهو ما حفز القيادة العسكرية لحسم الموقف بحرب مباغتة مع انشغال الدول العربية والرئيس جمال عبد الناصر بالحرب الدائرة في اليمن، وتحقيق انتصار عسكري يتضمن  احتلال أراض جديدة تكون موضوعا للتفاوض والاتفاقيات في أي تسوية مستقبلية للقضية الفلسطينية.

 تهويل:
كشفت الوثائق عن تهويل القيادة العسكرية الإسرائيلية للمخاطر الوجودية المحدقة بالاحتلال بعد 19 عاما على نكبة فلسطين، إذ توقع وزير الحرب موشيه ديان -قبيل الحرب- وعندما تجاوزت قوات برية كبيرة من الجيش المصري قناة السويس ورابطت في شبه جزيرة سيناء، أن ينجح الجيش المصري في احتلال جنوب فلسطين المحتلة، مما دفع حكومة أشكول إلى إعلان حالة تأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وفي اليوم الأول للحرب حذر ديان من إمكانية أن يصل الجيش المصري إلى مشارف تل أبيب، كما توقع سيطرة الجيش الأردني على القدس الغربية، ودخول فرق من الجيش المصري إلى تل أبيب وقتل آلاف الإسرائيليين، مما دفع المستوى السياسي إلى قبول موقف القيادة العسكرية بالتعمق في المعارك البرية على جبهتي سيناء والأردن.

وتم التكتم على تقديرات موقف الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي تطرقت للمخاطر حيال إمكانية تدمير سلاح الطيران المصري للمفاعل النووي الإسرائيلي.

بيد أن البروتوكولات كشفت النقاب عن أن طائرات مصرية حلقت مطلع مايو/أيار1967 فوق مفاعل ديمونا النووي، الأمر الذي دفع تل أبيب للمبادرة بعمليات عسكرية على جبهتي الأردن وسوريا لجس النبض لعمل عسكري كبير، وفحص مدى جاهزية الجيوش العربية للحرب.

ولإثبات مدى جاهزية الجيش وقدرته على حسم الحرب وتحقيق الانتصار على ثلاث جبهات، كشفت مداولات جلسات حكومة الاحتلال التي شاركت فيها القيادة العسكرية يوم 2 يونيو/حزيران -قبل ثلاثة أيام على اندلاع الحرب- النقاب عن تصريحات رئيس هيئة الأركان في حينه إسحاق رابين الذي أكد جاهزية الجيش لاحتلال دمشق، بينما حث قائد فرقة المدرعات حينها آرييل شارون حكومة الاحتلال على الخروج إلى الحرب، وأكد جاهزية الجيش لتدمير القوات العربية في ساحات القتال.

مقص الرقيب:
مقص الرقيب العسكري حذف العشرات من البروتوكولات ومحاضر الجلسات، وما زال يتكتم على آلاف الوثائق التي تتطرق لجرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي على جبهات القتال الثلاث، وانتهاك حقوق الإنسان، وتشريد قرابة 400 ألف مصري وسوري، فضلا عن تعامل غير أخلاقي مع الأسرى العرب من مدنيين وجنود، وذلك للتعتيم عما إذا كان الجيش والقيادة الإسرائيلية أصدرا أوامر تحذر من ارتكاب جرائم كهذه أم لا.

وعزا مسؤول الأرشيف الإسرائيلي ياكوف لازوفيك التكتم على العديد من الوثائق وأداء القيادة السياسية والعسكرية، ومتابعة ديناميكية الحكومة فيما يتعلق بحرب الأيام الستة، ومواقف الوزراء الأولية فيما يتعلق بمستقبل الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، إلى "التخوف من إمكانية أن يؤدي النشر إلى المس بأمن الدولة وعلاقاتها الخارجية".

 الوطن البديل:
بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وتحديدا في 15 يونيو/حزيران، بحث "الكابينيت" خيارات مختلفة للأراضي المحتلة، بحيث تقرر -حسب الوثائق- أن تظهر حكومة الاحتلال استعدادا للتفاوض على الأراضي التي احتلتها في سيناء والجولان، مع الامتناع عن الخوض في مستقبل الأراضي بالضفة الغربية والقدس الشرقية والإبقاء عليها تحت السيادة الإسرائيلية.

وطرحت فكرة "الوطن البديل" للفلسطينيين وإمكانية نقلهم إلى العراق، إذ قال أشكول "لو كان الأمر متعلقا بنا، لأرسلنا العرب إلى البرازيل".

أما وزير الخارجية في حينه أبا إيبان فحذر من تداعيات ذلك، قائلا للوزراء إن "العالم سيساند حركة التحرر لـ1.55 مليون فلسطيني تحت الاحتلال"، بينما قال وزير القضاء ياكورف شابيرا "هم سكان الأرض وأنتم تسيطرون عليها الآن، ولا يوجد سبب لطردهم إلى العراق".

 المصدر : الجزيرة

106-1