وصولاً الى يالطا 2.. هل ستنقلب السعودية على حلفاءها في سوريا؟

وصولاً الى يالطا 2.. هل ستنقلب السعودية على حلفاءها في سوريا؟
الأربعاء ١٤ يونيو ٢٠١٧ - ١١:٥٨ بتوقيت غرينتش

لا نسخر حين نقارن بين دونالد ترامب والليدي غاغا. على الاقل نجمة الاستعراض تلجأ احياناً، في تغريداتها، الى نصوص من الكتاب المقدس، او الى مقتطفات من خطب مارتن لوثر كينغ، او الى مقاطع من اغنيات فرانك سيناترا او ايللا فيتزجرالد....

العالم - السعودية
الرئيس الاميركي يغرد ام يرقص عارياً على صفحات التواصل الاجتماعي؟ غياب مطبق للرؤية الاستراتيجية، وتعليقات (ومواقف متناقضة). منتصف الليل يطلق موقفاً صارخاً ضد قطر يكاد الناس هناك ان ينزلوا الى الملاجئ. وفجأة يتصل بالشيخ تميم ليبلغه انه وقّع، منذ لحظات قراراً ببيع الدوحة طائرات هليكوبتر عسكرية، مثنياً على الدور القطري «العقلاني» في مقاربة الصراع داخل مجلس التعاون الخليجي..

ترامب مرهق جداً، ان لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، او لوزير الدفاع جيمس ماتيس، او لمستشار الامن القومي هربرت ماكماستر. الثلاثة يحاولون، بشتى الوسائل، تصحيح المواقف لان ما يفعله ترامب يضرب السياق الفلسفي للسياسة الاميركية في المنطقة...

في الاروقة الخلفية الخليجية ان سفيراً اميركياً بعث الى وزارة الخارجية في واشنطن تقريراً جاء فيه ان اكثر من نصف سكان دول الخليج الفارسي (الخمس) يقفون الى جانب قطر ان في علاقاتها، او في سياساتها، او في تصديها لـ «الهيمنة» السعودية على القرار الخليجي...

هؤلاء، او بعضهم على الاقل، يدركون ان ترامب الذي يفتقد الحد الادنى من الاخلاقية السياسية، كما يتأرجح بين النرجسية والبارانويا، انما يعتمد فلسفة الاستنزاف المنهجي للثروات الخليجية، في حين ان المنطق يفترض ابدال الصراع مع ايران بالتفاهم او حتى بالتعاون لتخطي المسار التراجيدي (القاتل) للاقليم...

على كل، هناك من يعتقد في بعض عواصم الخليج ( الفارسي )، وصولاً الى موسكو وربما الى واشنطن، ان الازمة السعودية - القطرية التي انعكست حتماً، توتراً غير معلن بين الرياض وانقرة، لابد ان تؤدي الى تغيير دراماتيكي في المسار العسكري، كما السياسي، للملف السوري...

لا بل ان تعليقات تصدر في عواصم اوروبية، ومنها باريس، تفيد بان واشنطن وموسكو تقتربان من يالطا  2 من اجل صياغة قواعد للنظام العالمي الجديد لا بد ان تنسحب على قواعد النظام الاقليمي في الشرق الاوسط... مبدئياً يخرج الاطراف الآخرون، وعلى رأسهم الطرف العربي، من اللعبة...

في موسكو يقال ان السعوديين الذين باتوا بحاجة ماسة الى التأييد المصري (لاحظوا كيف انقلبت الصورة لمصلحة القاهرة) قد يصغون الى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والجيش المصري تحديداً، للتسوية في سوريا...
السيسي يعتقد ان سوريا لا يمكن، ولو انقلبت الدنيا، ان تصبح ايرانية، لكنها يمكن ان تصبح تركية، ودون ان يبقى سراً ما فعلته القاهرة ديبلوماسياً حين قرر رجب طيب اردوغان منح الجنسية التركية لـ 3 ملايين سوري لاجئين في بلاده او يقيمون في المناطق المتاخمة...

ماذا يمكن ان يحدث للمعارضة السورية، المعارضة العسكرية، حين يتوقف الطوفان المالي الذي فتك سياسياً واخلاقياً بتلك المعارضة وقد تحولت الى عصابات من المرتزقة، ودون اغفال المأزق الذي يواجهه الآلاف من الاجانب الذين تم استجلابهم بالدور التركي وبالمال العربي، وهم يبدون الآن وقد تقطعت بهم السبل...

هذا لا يعني ان الامور على ما يرام. اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة مستنفر، ودونالد ترامب مقتنع باقامة محور مصري - سعودي - اسرائيلي يمسك بخيوط المنطقة، وبطبيعة الحال تحت مظلة اميركية....

الصراع السعودي - القطري اماط اللثام عن الكثير. انتظروا الاكثر....

نبيه البرجي / شام تايمز

109-3