هنية: تحريرالأسرى بات أقرب من أي وقت مضى

هنية: تحريرالأسرى بات أقرب من أي وقت مضى
الأربعاء ٠٥ يوليو ٢٠١٧ - ٠٤:٢٥ بتوقيت غرينتش

تناول رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، في خطاب له هو الأول منذ توليه منصبه الجديد، حول الأوضاع الفلسطينية والإقليمية.

العالم ـ فلسطين

الأسرى
فقد أكد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية أن تصعيد الاحتلال ضد الأسرى يجب أن يتوقف.
وأكد أيضا أن استمراره في سياسة الاعتقال الإداري الظالمة التي تطال المئات من قيادات الشعب الفلسطيني ونوابه وأبنائه، وقال إنه:  إرهاب على مرمى ومسمع العالم دون أن يحرك ساكناً.
وقال هنية: إن ظلم السجان لن يطول ولن يكسر إرادة أسرانا الأحرار، وإن تحريرهم بات أقرب من أي وقت مضى.

تحية للمقاومة والشهداء
ووجه هنية التحية للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وقال: "هذه المقاومة التي واجهت العدو وإرهابه في كل ميدان ولازالت تعد العدة ليل نهار من أجل تحقيق طموحات شعبنا في التحرير والعودة".
وأكد هنية أن: المقاومة الفلسطينية هي مصدر فخر واعتزاز لشعبنا وأمتنا ولكل أحرار العالم فهي بحق المقاومة بحق شرف فلسطين وفخر الشعب وأمل الأمة.
وتقدم هنية بالشكر للأجهزة الأمنية التي ردت على اغتيال الشهيد مازن فقها ولاحقت عملاءه وأذنابه.
كما وجه بالتحية للشهيد التونسي المجاهد القسامي محمد الزواري الذي التحق بكتائب القسام قياماً بواجب النصرة والجهاد على أرض فلسطين.
وقال: لا يفوتني أن أوجه التحية لكل أبناء شعبنا التشريعية والقضائية والصحفيين ورجال الأعمال والفلاحين، والعمال والصناعة والتجارة والصيادين الذين تلاحقهم إجراءات الاحتلال ليل نهار، والطواقم الطبية والدفاع المدني، كل القطاعات.
وأضاف: من أرض فلسطين ومن قلب غزة أخاطب شعبنا في كل مكان بكل أطيافه ومكوناته، شعبنا الواحد الذي لا يقبل التجزئة وصاحب القضية العادلة التي لا تقبل القسمة ولا يمكن التنازل عن حبة من ترابها.
وتابع: أخاطب فيكم وحدة الآلام والأهداف والآمال، واقع الحال والمسار الذي سنسلكه وأولوياتنا الوطنية في المرحلة المقبلة.

تسلم قيادة حماس
وأكد هنية أن حركة حماس أثبتت مجدداً كما في كل مراحلها أنها فتية أبية أصيلة بأصالة رؤيتها وعمق نهجها وتضحيات أبنائها ومؤسسيها الأطهار.
وقال: ها نحن اليوم وثلة من إخواني نتسلم قيادة الحركة العملاقة من إخوة كرام وقادة عظام على رأسهم خالد مشعل، الذين حلموا أمانة القيادة خلال السنوات السابقة فصانوا الأمانة وسلموا الراية مرفوعة، وتمكنوا من تطوير الحركة والحفاظ على وحدتها والارتقاء بدورها وتعزيز دورها خلال فترات عصيبة حتى أصبحت موضع ثقة شعبنا.
وأكد أن مغادرة أبو الوليد موقع القيادة كنتيجة؛ لن يغادر خندق المقاومة ولا الدور الجهادي والسياسي كقائد وطني وقامة شامخة ورمز نضالي كبير لشعبنا ومقاومتنا.

وثيقة حماس
وأشار إلى أن حماس أصدرت مؤخراً وثيقتها السياسية التي تضمنت الرؤية والمبادئ والأهداف التي تسير وفق مضامنيها وتعمل بمقتضها وتمثل موقفها الموحد من مجمل القضايا التي تواجهها وبرهنت الوثيقة على قدرة الحركة في الجمع بين الأصالة والمعاصرة والثابت والمتغير والاستراتيجي والمرحلة.
وأكد أن الوثيقة فتحت الأبواب لمقاربات سياسية وفكرية.

واقع الأمة المرير
وأشار إلى أن: أمتنا تمر بمرحلة غير مسبوقة من الصراعات الداخلية بين القوى الإقليمية والمحلية وتعاني من نزيف واستنزاف متواصل لمقدرتها ما أرهق القوى ومزق المنطقة وعقد المشهد.
وقال: هناك من يريد لهذا الحال أن يتواصل ويتعمق، وأن تتتسع دائرة الحرائق وتنشر مساحة الخراب والدمار، بحيث يستمر التدمير الداخلي بين شعوب المنقطة من أجل دفع الأمة إلى صحراء التيه والضياع والبقاء في دائرة الاقتتال وتهديد وسلامة الأقطاب. وذلك لإضعافها وتركيها وفرض خيارات القوى المعادية عليها.

تصفية القضية الفلسطينية
وتابع: منذ وصول ترمب إلى سدة الحكم وبضغط وتشجيع من العدو الصهيوني بدأت بشكل متسارع التحركات لجني ثمار الأوضاع الراهنة، لتصفية القضية الفلسطينية وفرض ما يسمى المصالحة التاريخية أو "صفقة القرن" والضغط بقوة لتوفير الغطاء الفلسطيني والعربي والإسلامي لها.
وأكد أنه: أمام هذا الوضع لابد لنا كشعب فلسطيني أن نملك زمام المبادرة أن نملك أواعنا وأن نكوم موحدين كشعب في تويجيه رسالة للعالم أجمع، أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وإقامة الدولة، لن يكتب لها النجاح وسنقف سداً منيعاً في وجهها.
كما أكد أن: كل صفقة مشبوهة لن تلزم شعبنا ولا المستقبل وسنقف سداً منيعاً في وجهها مهما كلفنا ذلك من ثمن، كما أسقط شعبنا مؤمرات سابقة لتصفية قضيته العادلة، وعلى العالم أن يصغي لصوت الحق.
وأشار إلى أن المسؤولية التي نحملها تقتضي أن نضع معالم الرؤية وتمثل أولويات عملنا في المرحلة المقبلة.

الأقصى والقدس
وأكد أن محاولات الاحتلال فرض أمر واقع في الأقصى والاقتحامات والتقسيم، وقرار نتنياهو لن تفلح في أهدافها ولن يكون لها أثر بفضل صمود المقدسيين وإرادة المرابطين في الأقصى وإبداع أبطال انتفاضة القدس، وسيقى الأقصى إسلامياً وسنظل نحمل مشعل الجهاد والمقاومة، حتى تنعم أمتنا كلها بالصلاة في الأقصى ويحقق الله لمجاهدينا.
وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس أن حركته ترفض نسبة حائط البراق للصهاينة المحتلين، فحائط البراق جزء أصيل من المسجد الأقصى ولا يمكن التنازل عنه، وهو موروث النبوة في ليلة الإسراء، وشعبنا الفلسطيني فجر ثورة أطلق عليها ثورة البراق.

الضفة مركز الصراع
وفي حديثه، قال هنية: الضفة تحتضن جيل يفجر الانتفاضة يعيدون صياغة الوعي بحيويته وعنفوانهم، مؤكدا أنها ستبقى مركز للصراع وعنوان للانتفاضة والمقاومة ولن يوقفها أحد، وستعمل الحركة على مواجهة كل ما تتعرض له الضفة من سياسات التغييب والتنكيل.
وأكد أن حماس ستواصل دعم صمود أهلنا وشعبنا في مواجهة أهلنا في مواجهة مخططات العدو ومحاولات التدجين، كما أكد التعاون مع مكونات شعبنا للتصدي لغول الاستيطان.
وقال: معضلتنا الوطنية تكمن في التنسيق الأمني والتعاون، والاعتقالات وضرب الانتفاضة وإجهاض المقاومة.
وأكد أن حماس نُجرم التعاون الأمني في الضفة، داعيا إلى وقفه فوراً التزاماً بالنهج الوطني السلمي، وتنفيذاً لقرار المجلس المركزي لحركة فتح.
وأعلن وقوف حركته إلى جانب نواب شعبنا، قائلا: نتضامن مع نواب القدس الذي يدافعون عن قدسهم ودينهم، مطالبا بعودتهم كحق مشروع غير قابل للنقاش.

فلسطينيو الداخل المحتل
وفي موضوع آخر قال: الصابرون في 1948 أمناء على الأرض والهوية ويعانون الإرهاب والتمييز العنصري ويواجهون سياسة الهضم والضم، وهم قابضون على جمر الانتماء لهذا الوطن ويقفون في مقدمة الصفوف للحفاظ على الأقصى والثبات في صراع الهوية.
وأضاف: يسمعون صوت أذانهم ويؤكدون انتمائهم الذي لا يتزعزع ومنغرسون في أرضهم كقلاع عكا وصفد، مؤكدا أن حماس تدعم أهلنا في الداخل وتتبنى مطالبهم وحماية حقوقهم.
وقال: شعبنا وأمتنا لن تسلمهم لأنهم درة تاجها.

الفلسطينيون في الشتات
وحول موضوع اللاجئين في الشتات، قال إسماعيل هنية إن حماس تحمل هم كل فلسطيني يتواجد في أي مكان، وتتابع قضاياهم، وأكد أنهم سيعودون لبناء الوطن.
وأكد أن قضية اللجوء لن تتحول إلى قضية منسية في تيه الغربة، وإنما سيبقى اللائجون هم جوهر القضية وحق العودة مقدس لا يسقط بالتقادم، سنحبط مع كل أبناء شعبنا في الداخل والخارج وأحرار الأمة كل محاولات التوطين وما يسمى بحل الوطن البديل فلا بديل عن فلسطين إلا فلسطين.
وتابع: هي وطننا لا نرضى عنهم بديلاً، وندعو الدول العربية المضيفة إلى توفير شروط العيش الكريم لأهلنا في المخيمات وندعو لوضع استراتيجية عربية فلسطينية لحماية حق العودة، ونطالب الأمم المتحدة.
ومضى يقول: نتوقف أمام المأساة الجديدة لفلسطيني سوريا الذين ذاقوا مرارة التهجير واللجوء فدفعوا فاتورة باهظة من التشرد والحرمان وندعو لإييوائهم واحترامهم وحماية كرامتهم ولن نتخلى عن واجبنا تجاههم.
وأكد أن حماس تعمل على حماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتعزيز العلاقات الإخوية اللبنانية الفلسطينية ومتابعة الوضع الفلسطيني في لبنان من أجل أمن المخيمات واستقرارها ونعمل لتكون عامل استقرار وتساهم في ترسيخ السلم الأهلي، استقرار لبنان مصلحة فلسطينية.
ووجه التحية إلى كل الجاليات الفلسطينية، مثمنا دورها في حفظ حقوق الشعب الفلسطيني في عودته.
وأكد رئيس مكتب حماس السياسي أنهم سيواصلون العمل ووضع الخطط لطي صفحة التهميش والتغييب لمراحل خلت حتى يعود لفلسطيني الخارج 6 مليون فلسطيني، ليشكلون الجناح الآخر لاستنئناف دورهم الرائد في الحركة الوطنية والمساهمة في مشروع التحرير والاستمرار في دورهم الداعم في الوطن المحتل.

حصار غزة ومساعي حماس لكسره
وخلال حديثه عن غزة المحاصرة، قال: دخل حصار غزة عامه 11 وأهل القطاع صامدون ثابتون على مبادئهم مدافعون عن حقوقهم، ولن تفلح آلة الحرب في كسر إرداتهم بلك أنهزمت، هذا القطاع بدل أن يكافئ أهلهم تحاك الإجراءات التصعيدية وتقطع عنهم الرواتب والدواء والغذاء والتحويلات الطبية التي بسببها أزهقت أرواح أطفال.
وتابع: أبناء غزة ما وهنوا وما قبوا يوماً بالذلة والهوان وبهم ومعهم كبرت المقاومة واشتد عودوها وتطور أدواتها واستراتيجيها وخططها وأصبحت المقاومة في غزة وعلى رأسها مصدر أمل في تحرير الوطن السليب، غزة هزمت المحتل بصبرها وصمودها، إن غزة كانت وستبقى عصية على كل المؤمرات لا تركع إلا لله، عزيزة بمقاومتها لا تهدأ أو تذل لها راية، آن الأوان لإنهاء الحصار عن غزة وليس تشديده.
وحمل الاحتلال المسؤولية المباشرة عن الحصار، القرارات والإجراءات التي اتخذتها أساءت للنسيج الوطني الفلسطيني، أبناء القطاع يمدون اليد لجمع الكلمة وإعادة اللحمة.
وأشار إلى أنه وأمام هذا التطور صار لازما على قيادة الحركة أن تتحرك لإنقاذ غزة وتوفير مقومات الحياة الكريمة لأهل غزة، وما زيارات وفودنا المتتالية إلى مصر الشقيقة إلا تأكيداً على هذا المسعى وقد وجدنا كل الاستعداد للعمل على حل أزمات غزة، وقد صدرت الأوامر بتنفيذ حزمة من الأوامر ومن السياسات.
وأكد أن البناء مستمر في معبر رفح لإعادة فتحه في أقرب وقت، وبحث العديد من المشاريع الإنسانية، وأسفرت المباحثات عن جملة من النتائج التي سيكون لها أثرها في تخفيف أعباء الحصار.
وقال هنية: لا يسعنا هنا ونحن نتحدث عن حصار غزة إلا أن نستذكر الموقف الأصيل لدولة قطر الشقيقة في دعم شعبنا والوقوف إلى جانب غزة في سنوات الحصار والحروب، فكان لها المواقف في المشاريع والإعمار والرواتب والبنى التحتية والصحة.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

104-3