الكشف عن خلفية ابعاد الامير محمد بن نايف عن ولاية العهد !

الكشف عن خلفية ابعاد الامير محمد بن نايف عن ولاية العهد !
الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

مشهد محمد بن نايف وهو يبايع بن سلمان ولياً للعهد ، لم يكن إلا خاتمة معركة إطاحة بن نايف التي اشتغل عليها سلمان منذ اليوم الأول لتوليه منصب ولي ولي العهد، وقد كشفت مصادر محيطة بمحمد بن نايف فصول اللقاء الفصل والأخير بين بن نايف وعمه الملك سلمان ونجله محمد.

العالم - مقالات

اللقاء جاء بطلب من بن نايف الذي حصل على نص الاتفاق السري بين ابن عمه اللدود والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي برأيه كان ثمن إطاحته، وأبرز ما في المحاضر السرية التي حصل عليها بن نايف خطة بن سلمان السرية التي أطلق عليها اسم ” مبادرات رؤية المملكة العربية السعودية للشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية ” ، والأهم مما سبق الاتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 13 مارس ، وهو تقرير أعده الفريق التحضيري التابع لبن سلمان الذي مهد للقائه بترامب بسلسلة لقاءات عقدها مع دوائر القرار المؤثرة في الإدارة الأمريكية الجديدة قبل أن تتشكل في نوفمبر 2016
سجل بن نايف في الشكل اعتراضاً على اتفاق كامل بين ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي ترامب دون علمه بالأمر، ثم بدأ بمصارحة عمه الملك وتفنيد بنود رؤية الشراكة التي تعهد فيها بن سلمان بتنفيذ البرنامج الانتخابي لترامب وما أطلقه من وعود خلال حملته الانتخابية التي تعهد فيها ترامب بدعم تثبيت بن سلمان كملك للسعودية .
واقتبس بن نايف من تقرير الفريق التحضيري إلى واشنطن الذي تنبى مطالب صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، وضمن بند الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية ما يلي:” إن السعودية تمتلك القدرة على دعم البرنامج الاقتصادي للإدارة الأمريكية الجديدة من خلال تعزيز استثمارات صندوقها السياسي داخل وخارج الولايات المتحدة ، كما أن السعودية أعدت برنامج استثماري في الولايات المتحدة قد يصل إلى 500 مليار دولار خلال عشر سنوات مما سيساهم في خلق أكثر من مليون فرصة عمل في الولايات المتحدة ، وهنا سأل بن نايف هل يسمح احتياطنا المالي بذلك في ظل انخفاض أسعار النفط ؟ وهل خفضنا نسبة البطالة في المملكة قبل أن نساعد على خلق فرص عمل في أمريكا؟

وتابع بن نايف كيف تتعهد خطة شراكة بـ ”تمكين الولايات المتحدة الأمريكية من التلويح بالضغط على المملكة لرفع قدرتها الإنتاجية إلى 15 مليون برميل نفط يومياً ، لتعزيز موقف واشنطن التفاوضي مقابل روسيا ؟ وهل نقامر برصيدنا الإستراتيجي الوحيد وهو النفط؟
وانتقل بن نايف إلى المسألة الأهم والأعقد حسب اعتباره وهي المسألة الدينية و الاجتماعية التي تتعلق بثوابت وتقاليد سعودية طالما شكلت نقطة الجمع بين العائلة المالكة والمؤسسة الدينية ، وقال ألم تتعلق خطة الشراكة بـ ” السماح للمرأة السعودية بالقيادة ، وتعزيز حقوقها وفق التعاليم الإسلامية والمفاهيم التي تدعمها الولايات المتحدة ، وزيادة عدد برامج التواصل الثقافي لاسيما في مجال تدريب وتمكين المرأة بما يبرز جهود الرئيس الأمريكي في تعزيز حقوق المرأة “؟، فضلاً عن البند المفخخ حسب رؤية بن نايف الذي ورد في تقرير الفريق التحضيري وهو ” تمكين المرأة وتطوير التعليم في المملكة وتسريع وتيرة ذلك من خلال رؤية 2030 وهذا أمر طالما طالبت أمريكا والأوربيين الرياض بتعديله أو تغييره وهو أيضاً من اختصاص المؤسسة الدينية .
وجه بن نايف المزيد من الأسئلة في سياق شكواه لعمه الملك، واقتبس مختصر لقاء الفريق التحضيري مع مايكل كوين المستشار القانوني للرئيس الأمريكي الذي يقول:” إن الرئيس سيكون هو المؤسسة السياسية ولن يكون للدولة العميقة دور في اتخاذ القرارات“، أما الأخطر برأي بن نايف فهو خلاصة الفريق بالدعوة إلى ” ضرورة توجيه الاستثمارات نحو بناء علاقة شخصية مع الرئيس وليس نحو البنية التحتية الأمريكية” ، وسأل بن نايف أي مقامرة هذه ؟، وهل ننسف علاقاتنا التاريخية مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة ونختصرها بشخص رئيس سيذهب بعد أربع سنوات أو ثمان في الحد الأقصى وربما يستقيل قبل ذلك بكثير .
وختم بن نايف بأن تعهد إن عمه بتنفيذ كامل لبرنامج ترامب الانتخابي هو مشروع إفلاس للملكة وتدميرها داخلياً من خلال المس بالتفاهم التاريخي مع المؤسسة الدينية ، وسأل هل هذا ثمن نقل السلطة إلى محمد بن سلمان . وقبل أن يتم كلامه استلم بن سلمان دفة الكلام ، واتهم ابن عمه بأنه دائم الاعتراض على سياسات الملك سلمان من حرب اليمن إلى حصار قطر ، كما أن صمته المريب مع اعتراضه الدائم يضعف موقف المملكة في حروب ومواجهات مصيرية ويعزز الشرخ داخل العائلة . وانفض الاجتماع على صراخ وغضب .

وتلخص المصادر المحيطة ببن نايف دون أن تكشف مصيره بعد مبايعة فجر الأربعاء ، أنها ستسرب ما أمكنها مما تراه مقدمات إطاحة بن نايف بدعم أمريكي صريح ، وذلك من خلال محاضر تقرير زيارة الفريق التحضيري التابع لبن سلمان إلى واشنطن في نوفمبر 2016 ، وما أفضت إليه مما أسماه فريق بن سلمان ” مبادرات المملكة العربية السعودية للشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية ” كعرضٍ مقدم لرئيس الولايات المتحدة الجديد .

حسين مرتضى/ الواقع نيوز

102-4