خفايا القاعدة الأمريكية "السرية" في سوريا

خفايا القاعدة الأمريكية
الخميس ٢٠ يوليو ٢٠١٧ - ٠٨:١٠ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا جديدا تحاول فيه كشف الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، وعلاقة ذلك بالقاعدة الأمريكية السرية هناك، وتتساءل الصحيفة إذا ما كان هناك رابط بين تلك القاعدة السرية الأمريكية وبين استراتيجية طويلة المدى اللولايات المتحدة الأمريكية في عهد ترامب في سوريا.

العالم - مقالات وتحليلات

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية، في الوقت الذي تتخذ فيه موقفا حازما ضد الحكومة السورية، عن طريق توجيه ضربة جوية لمطار الشعيرات في أبريل/ نيسان الماضي، وتسقط إحدى المقاتلات السورية في يونيو/ حزيران، تتراجع في الوقت نفسه في موقفها وتصرف النظر عن دعوتها لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وتعقد اتفاقا على الهدنة مع روسيا في جنوب غربي سوريا.
وترى الصحيفة أن أهداف الولايات المتحدة ربما تذهب أبعد من ذلك بكثير، استنادا إلى تحليلات الخبراء لصور الأقمار الصناعية للقاعدة الأمريكية السرية واستخلاص نتائجها بشأن السياسة الأمريكية الطويلة المدى.

وتظهر الصور قاعدة عسكرية هائلة للولايات المتحدة الأمريكية في شمال سوريا بالقرب من مدينة عين العرب، والمقصود الآن هو أن تصبح بمثابة القاعدة اللوجيستية الأهم للجيش الأمريكي
وتعد واشنطن تلك القاعدة واحدة من أسرارها الدفينة في سوريا، لأنها مثيرة للجدل سياسيا، ولم تظهر صور لهذه القاعدة إلا بشكل محدود، الأولى على شاشة "سي بي إس" الأمريكية في أواخر يونيو/ حزيران، لكنها كانت لقطات قصيرة وبزاوية محدودة جدا. وفي يوليو/ تموز، سمح الجيش الأمريكي لـ"بي بي سي" البريطانية بتصوير القاعدة من الخارج فقط.

وسألت "بيلد" التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب حول الهدف من تلك القاعدة النائية في شمال سوريا، وكان الجواب مختصرا أنها "من أجل ضمان سلامة العمليات"، ولم يكشف التحالف عن أي تفاصيل أخرى تتعلق بكيفية استخدام مطار "عين العرب".

وعلى الرغم أن القاعدة بحجم 235 ملعب كرة قدم، إلا أن برامج مقدمي صور الأقمار الصناعية مثل "غوغل" لا تظهر أثرا للقاعدة، لكن مقدمي الخدمة التجاريين الذين يحصلون على أموال مقابل صور الأقمار الصناعية، نجحوا بالفعل في التقاط عدة صور للقاعدة.

وتظهر تلك الصور أن المنشأة بدأت في مايو/ أيار 2016، في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وحتى الآن تنمو القاعدة بشكل متسارع، لتصل إلى نحو 1.6 مليون متر مربع. وحصلت "بيلد" على واحدة من الصور التي تم تحديثها بواسطة مزود الخدمة "تيرا سيرفر" والملتقطة في مايو/ أيار 2017.
ووفقا للخبراء، تظهر الصور وحدات سكنية لمئات الجنود، وأسطول مركبات بما في ذلك أكثر من 40 آلية عسكرية، إضافة إلى منشآت أخرى لطائرات النقل والدفاع عن القاعدة، وتعد هذه القاعدة حصن الجيش الأمريكي الجبار وسط المنطقة التي استولت عليها قوات "سوريا الديمقراطية".

ووفقا للمتحدث باسم التحالف الدولي، فإن القاعدة مصممة لهبوط الطائرات من طراز "سي-130" وسي-17"، وهو ما يظهر مدى أهمية المطار العسكري.
وتشير الصور إلى وجود 8 حظائر للطائرات تحت الإنشاء في الطرف الشرقي للقاعدة، ويوضح الخبراء أن قطرها البالغ فقط حوالي 30 مترا صغير جدا بالنسبة لطائرات الشحن وهو ما يشير إلى احتمال استخدامها لوضع مقاتلات.

وقال خبراء للصحيفة الألمانية إن التوسع المستمر في هذه القاعدة، يظهر أن الولايات المتحدة لن تستخدمها في مجرد تنفيذ العمليات العسكرية ضد تنظي "داعش" الإرهابي وإنما تشير بوضوح إلى أنه ستلعب دورا طويل المدى وهو ما يظهر وجود سياسة لإنشاء شبه ولاية في شمال شرق سوريا.

وكالة أوقات الشام الإخبارية

2-4