أسماء كفتارو: أنا عائدة إلى دمشق

أسماء كفتارو: أنا عائدة إلى دمشق
الثلاثاء ٢٥ يوليو ٢٠١٧ - ١٢:٣١ بتوقيت غرينتش

في حديث خاص لموقع "صاحبة الجلالة" أكدت الداعية أسماء كفتارو حفيدة الشيخ الراحل أحمد كفتارو بأن هناك لغطا كبيرا يدور في الأوساط العامة والسياسية فليس من عادة أسماء كفتارو أن تأخذ موقفاً وتتغير عنه مع تغير الأيام وتغير الرياح فليس هذا من طبعها وتربيتها التي تربت عليها خاصة فيما يخص الوطن وحياة الناس و حماية الأرواح.

العالم - سوريا

ونوهت كفتارو الى أنها منذ بداية الأزمة السورية لازالت ثابتة على أرض واحدة لم تغير أو تزعزع مبادئها أو مواقفها، مشيرة الى ان "ما يحدث لسورية ما هو الا لشرخ هذا المجتمع وشتاته وتفريق تماسكه كيف لا وهو شامة للمسلمين وشامة للعرب هكذا كنا وهكذا سنعود" .

وشددت كفتارو على أنها لاترى أي شيء تغير بالنسبة لوحدة سورية أرضاً وشعباً، مستهجنة الحملة الكبيرة التي تناولت وضعها علم بلادها على صفحتها الشخصية منذ 4 شهور والتي اعتبرتها أنها تغير بالموقف متسائلة "وهل لبلادي غير هذا العلم؟"

وتابعت كفتارو بالحديث "عندما كانت هناك مطالب منذ قرابة الاربعة شهور بأن يقتحم الطيران ضرب سورية ما كان من وطنيتي وانتمائي سوى أن أرفع الشعار الثابت والذي لم يتغير، فأنا أؤمن انه يمثل سورية ليس حزباً أو أشخاص، فأنا أعجب ممن يقول عن حفيدة الشيخ أحمد كفتارو أنها تغيرت بتغيير الزمان والمعطيات التي من شأنها أن تعيد سورية الى استقرارها وأمانها وسبق وقلت كلمتي منذ 3 سنوات على قناة الميادين "أنا لن أصطف سياسياً مع الفرق أنا مع سورية".

وعن توافقها السياسي وزوجها الدكتور محمد الحبش قالت: "أنا أسماء كفتارو ولست محمد الحبش وهو زوجي وحبيبي وشريكي، كيف لا وأنا امرأة حرة وقد أعطاني زوجي مكاني المستقل تماماً بالنسبة للعمل العام وهو معروف بانحيازه المطلق للمرأة وحريتها واستقلالها في تفكيرها وعملها العام وهذا ما طبقه في بيته، لكن للأمانة عندما يدور أي حديث سياسي نصل حد "الزعل" لذلك تم الاتفاق على عدم ادخال هذا النوع من النقاش الذي لن يغني ولن يسمن أسرتنا سوى الشقاق وعليه تم تجاوزه والابتعاد عنه، لكن هذا لا ينفي محبتنا المتبادلة.

وفيما يتعلق بخروجها من سورية تابعت كفتارو … "لقد خرجت من سورية حفاظاً على أسرتي وهي أكبر شركة في حياتي لكن سوريتي اليوم بحاجة لي وتناديني ما يستوجب علي ان البي النداء لترميم الالم وتضميد الجراح، وها انا اليوم أقول انني عائدة الى دمشق رافعة راية المحبة والسلام التي رفعها جدي وأسرتي على أرض دمشق".

كما انتقدت حفيدة الشيخ أحمد كفتارو نهج وزارة الأوقاف فقالت: "كنت وما زلت أضرب سهام كلماتي على وزارة الأوقاف التي منعتنا من ممارسة واجبنا اتجاه بلدنا منذ بداية عام 2009 كيف لا وهي التي مارست حينها نهج تضييق المساحات والاستبعاد واستنكار الأعمال وحينها كتبت 3 مقالات تعنى بالشأن الديني في سورية وتحدثت فيها عن وجود تحول مريب امام الاعتدال والدين الشامي الذي يوصف بالتصوف والمحبة من الناس".

وأوضحت كفتارو أنه منذ ذاك العام وكانت وزارة الأوقاف في أوج تشديدها على نهج التنوير، حيث كان الهدف من ابعادها اقصاء دين التنوير والاعتدال الذي خصت به سورية، لافتتة الى أن وزير الأوقاف أغلق كافة الأبواب لتضييق المساحات على هذا التيار.

وعن ربط السياسة بالدين شددت كفتارو على أن رجل الدين مختص فقط بالعمل الديني والاجتماعي لا الدخول في المضمار السياسي وليس من شأنه مهاجمة أو مجابهة ولي الأمر، مشيرة الى أن من دفعها لمغادرة البلاد هو المعاملة السيئة من وزارة الأوقاف التي أخرجتها بين عشية وضحاها مما اختصت به واعتبرتها خطر على ما يتم تقديمه من نهج التشدد والتطرف من قبل الأوقاف التي تطرح الارهابية والفكر المتشدد من خلال مناهجها.

باستهجان واضح تابعت كفتارو بالقول: "لقد خرجتُ غاضبة من وزارة الأوقاف بعدما تحدثت مع وزيرها مدافعة عن جاري الشيعي وأختي الراهبة، فما كان من الوزير حينها الا الرد بالقول "لماذا تتكلمين عن الصليبيين ولماذا تقولين عن الشيعة أنهم اخواننا؟"

وفي تساؤل واستنكار تساءلت كفتارو.. ماذا قدمت وزارة الأوقاف سوى الزيادة في تأجيج الفتن والأوجاع؟ أليست وظيفة رجل الدين حقن الدماء واعادة الأمور الى نصابها؟ أين هم رجال الدين من مناطق الاقتتال وما كان دورهم في وقف الدماء والعداء؟ دورهم لم يكن سوى زيادة الشتات.

الأوقاف تعني المال وليس الكتاب والسنة انما هو جزء من القانون الفقهي لرعاية الناس في شؤونهم وتعاضدهم وتكافلهم اضافة الى رفع وجبر الضرر، لكن في الأزمة السورية والشتات والنزوح أليس على مال الأوقاف أن يكون خادماً للمعاناة السورية اليوم؟ هل من المنطقي ان يكون هذا العمل تحت سلطة رجال الدين المعنيين في الأصل بإعادة ردم الهوة وتضميد الجراح فكيف يتوافق كلا العملين ولكل شأنه وأهله وعمله!!

فأوقاف دمشق اليوم من حق الأرامل والأيتام وذوي الشهداء كي يحظوا بنصيبهم بجبر الضرر من مال الوقف من منطلق وطني وأخلاقي وسماوي.. بهذه الكلمات ختمت كفتارو حديثها موجهة رسالتها لولي الأمر السيد الرئيس بشار الأسد.

المصدر: صاحبة الجلالة

103-3