وقائعُ الميدان أصدقُ إنباءً من ترامب

وقائعُ الميدان أصدقُ إنباءً من ترامب
الأربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧ - ٠٣:٢٢ بتوقيت غرينتش

مرة أخرى وخلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في البيت الابيض يوم الثلاثاء 25 يوليو/ تموز يخرج الرئيس الامريكي دونالد ترامب كعادته على الناس بمواقف متناقضة ومضحكة الى حد التهريج ، بشأن قضايا اقليمية في غاية الاهمية.

العالم - مقالات

في حفلة التهريج الذي اقامها الرئيس الامريكي في البيت الابيض، حمل ترامب سلفه باراك أوباما جزءا كبيرا من المسؤولية عن الأزمة السورية، عندما اكد انه لو قام الرئيس السابق بإجراء ضد الرئيس السوري بشار الأسد لما كان هناك على الارجح اليوم “تدخل إيراني إو روسي في النزاع السوري”.

ومن اكثر تصريحات ترامب سخفا وعبطا في ذلك اللقاء قوله إن “حزب الله هو تهديد للدولة اللبنانية، وللشعب اللبناني وللمنطقة برمتها” ، ولا ندري كيف توصل ترامب، الذي حار بأمره حتى وزير خارجيته ريكس تيلرسون بعد ان اخذ يشتكي من مواقف رئيسه المتناقضة حد السفه من ازمات العالم وخاصة منطقة الشرق الاوسط، الى هذا الاستنتاج حول حزب الله بينما غاب ذلك عن شعوب المنطقة التي ترى عكس ما يراه ترامب.

المضحك ان ترامب يدعي ان اوباما لم يتخذ اي اجراء ضد الرئيس السوري بشار الاسد خلال الازمة السورية، وهو ما دفع “ايران وروسيا للتدخل” ، بينما القاصي والداني يعرف ان اوباما والدول التي تأتمر باوامر امريكا في المنطقة انفقوا المليارات وجندوا مئات الالاف من التكفيريين وسلحوهم بملايين الاطنان من الاسلحة الحديثة، واستخدموا الاعلام المرئي والمسموع والمقروء لقلب الحقائق في سوريا ولم يتورعوا عن استغلال الخطاب الطائفي لاشعال سوريا والمنطقة، ولم يتركوا سلاحا الا واستخدموه في معركتهم لاسقاط الحكومة السورية، الا انهم فشلوا في كل محاولاتهم التي استمرت ومازالت منذ اكثر من 6 اعوام.

يبدو ان الذي كان يقصده ترامب امام ضيفه اللبناني عن عدم اتخاذ اوباما الاجراء المناسب في سوريا، هو اسقاط الحكومة السورية بالتدخل الامريكي المباشر كما حصل في العراق، بينما الجميع يعرف انه لم يكن بامكان اوباما اسقاط الحكومة السورية بالتدخل العسكري المباشر، ليس بسبب عدم رغبة اوباما في اتخاذ هذا الاجراء، بل لعدم قدرته على اتخاذه، فسوريا ليست العراق والرئيس السوري ليس صدام والظروف الحالية في سورية ليست كالظروف التي كانت في عام 2003 في العراق.

من الواضح ان ترامب كان يقصد من وراء اتخاذ اجراء ضد الرئيس السوري، هو ان تعمل امريكا على تقديم سوريا الى التكفيريين على طبق من ذهب، بعد ان اتضح ان العمود الفقري للجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري، هو الجماعات التكفيرية بمختلف عناوينها ومسمياتها، وان كل ما قيل عن المعارضة “المعتدلة” و “الجيش السوري الحر” و.. ليس سوى كلام الهدف منه ذر الرماد في العيون.

اكثر ما لفت انتباه المراقبين في المؤتمر الصحافي لترامب مع الحريري هو تهجمه الاخرق والغبي على حزب الله، الذي حما وبشهادة شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب اللبناني، الدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمنطقة، من عصابات “داعش” والقاعدة والجماعات التكفيرية الاخرى التى مولتها الاستخبارات الامريكية والتركية والسعودية والقطرية والاماراتية و”الاسرائيلية” ، لاشاعة الفوضى والدمار في المنطقة بهدف تقسيم بلدانها وتشتيت شعوبها.

اليوم يعترف العقلاء في جميع انحاء العالم، وليس بينهم ترامب وباقي صقور ادارته الغبية  طبعا واذنابهم من الاذلاء في المنطقة، بانه لولا تضحيات وبطولات مقاتلي حزب الله، لكانت اسواق النخاسة تقام في جميع انحاء لبنان، كما حصل في كل منطقة في العالم سيطر عليها التكفيريون المدعومون من امريكا ومحورها، الذين يدعون كذبا محاربتهم لهؤلاء التكفيريين.

اليوم، ونحن نكتب هذه السطور، يسطر مقاتلو حزب الله اروع البطولات وهم يحررون جرود عرسال من تكفيري “داعش” و”النصرة” الذين ذبحوا الجنود اللبنانيين، وتحولوا الى خنجر في خاصرة لبنان، لابعاد شرهم عن لبنان وشعبه الى الابد، وان النصر الناجز سيعلن خلال ايام ان شاء الله.

ان شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الشعب اللبناني، لا يمكن ان ينخدعوا بترامب وبالموتورين داخل لبنان وبالامبراطوريات الاعلامية الممولة من الرجعية العربية و”الاسرائيلية”، فالانتصارات التي يحققها ابطال حزب الله، هي اكبر بكثير من حقد كل اولئك، فهذه الشعوب تصدق ما يجري على الارض، لا الذي يهذي به ترامب، فالوقائعُ على الأرض أصدقُ إنباءً من ترامب.

المصدر : شفقنا

109-3