"داعش" تستبق عمليات الجيش بعد دقه آخر أبوابها بدير الزور

الخميس ١٠ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

مع استشعار "داعش" قرب وصول الجيش السوري وحلفائه إلى محيط مدن وادي الفرات وبلداته، التي باتت تعد آخر معاقلها الحصينة وتأوي قادتها البارزين، تتحرك الجماعة الارهابية لإبقاء المعارك بعيدة عن تلك التجمعات، عبر هجمات عنيفة استباقية على مواقع الجيش المنتشرة على حدود دير الزور الغربية والجنوبية.

العالم - العالم الاسلامي

بعد أسابيع من العمليات المنسقة لقوات الجيش السوري وحلفائه في ريفي الرقة وحمص، وضع وصول تلك القوات إلى أبواب محافظة دير الزور جماعة "داعش" أمام خطر حقيقي يهدده بخسارة آخر معاقلها الحصينة التي تضم تجمعات عمرانية وبشرية وازنة، في وادي الفرات.

وشهدت الأيام الأخيرة تحديداً، تطورات مهمة في عمليات الجيش نحو الدير، بعد السيطرة على بلدة السخنة في ريف حمص الشرقي والوصول إلى أطراف معدان في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، إلى جانب تعزيز المواقع والقوات غرب محطة «T2» في عمق بادية حمص الشرقية، على بعد كيلومترات قليلة من حدود دير الزور. ودفعت تلك التطورات "داعش" إلى تصعيد عملياتها المضادة، حيث شهد محور محطة «T2» أمس، هجوماً عنيفاً نفذته الجماعة الارهعلى تجمعات تلك القوات التي كانت تستعد لإطلاق عملية تجاه بلدة حميمة، التي تعد مفتاح التحرك نحو ريفي البوكمال والميادين، لكون المنطقة التي تفصلها عن وادي الفرات خالية من النقاط القابلة للاستغلال على المستوى العسكري. وهو ما يتيح للجيش ــ حين سيطرته على البلدة ــ تحقيق مكاسب واسعة تقرّبه من مدن وبلدات وادي النهر، التي أصبحت تأوي أبرز قادة الجماعة وقواتها، بعد خسارتها للموصل وحصارها في الرقة.

 

ونفذت جماعة "داعش" هجوماً على عدد من المحاور بشكل متزامن، استخدمت خلاله عدداً كبيراً من الانتحاريين والسيارات المفخخة والرشاشات الثقيلة. وبعد احتواء الهجوم بمساندة سلاحي المدفعية والجو، وانسحاب المسلحين من محيط المواقع التي هاجموها، عادوا لتنفيذ موجة جديدة من الهجوم على المواقع نفسها، استهدفت القوات التي تحركت لاستعادتها وتثبيتها. وتمكن الجيش وحلفاؤه خلال صدهم هجمات الجماعة التكفيرية في محيط حميمة، من قتل أكثر من 50 مسلحاً وتدمير عدد من آلياتهم، في وقت ترك فيه عناصر "داعش" آليات وذخائر استخدموها في الهجوم، بعد انسحابهم إثر ضغط قوات الجيش.


وفي موازاة هجمات "داعش" في بادية حمص الشرقية، صعّدت الأخيرة هجماتها على طول جبهة ريف الرقة الجنوبي، مستهدفة نقاط الجيش وحلفائه في محيط قرية السلام عليكم، إلى جانب هجوم على قرية الزملة جنوب شرق الرصافة بنحو 25 كيلومتراً.


ويعكس تحرك "داعش" حساسية النقاط التي وصلت إليها عمليات الجيش على حدود دير الزور، فكما تعدّ حميمة مفتاحاً لتقدم سريع من الجهة الجنوبية، من شأن تحرك الجيش من جنوب بلدة معدان نحو منطقة منجم ملح التبني أن يتيح له سيطرة سريعة على مناطق واسعة تمتد بين حوض الفرات وجبل البشري، ويضعه على مشارف نقاطه غرب دير الزور.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة هجمات متكررة من قبل الجماعة الارهابية، في محاولة لكسر التقدم المستمر لقوات الجيش، والحفاظ على مسافة أمان تفصل الأخير عن مراكز قوتها الآهلة بالمدنيين في وادي الفرات.
 

وفي غضون ذلك، سيطر الجيش على عدد من النقاط في محيط منطقة خرايب الكتنة جنوب غرب منطقة مارينا التابعة لريف حماه، قرب طريق إثريا ــ الرصافة. واستهدف سلاح الجو مواقع "داعش" في محيط قرية الدكيلة في ريف حماه الشرقي، إلى جانب قصفه لأرتال عسكرية للجماعة التكفيرية على طريق عقيربات ــ السخنة.

أما في البادية الجنوبية، فقد تابع الجيش وحلفاؤه تقدمهم في ريف السويداء الجنوبي الشرقي، مسيطرين على مناطق قاع سارة ووادي الشعاب ونقطة المخفر 133، ضمن عمليات تستهدف السيطرة على كامل المواقع المحاذية للحدود مع الأردن.
 

وبينما يصبّ تأخر الجيش عن الوصول إلى دير الزور، في مصلحة التحالف الاميركي الذي يعمل مع حلفائه على الأرض على آليات لدخول السباق نحو وادي الفرات، أشارت ما يسمى "قوات سوريا الديموقراطية" إلى أن عملياتها في مدينة الرقة تسير ببطء بسبب كثافة الألغام التي زرعتها "داعش"، وعمليات القنص التي ينفذها. وأشارت المتحدثة الرسمية باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد، إلى أنه «منذ بدء الحملة، استطعنا تحرير تسعة أحياء من الجهتين الشرقية والغربية»، مضيفة أنه «بعد أن نحرر أحياء في المدينة، يحصل أحياناً أن تتسلل (داعش) من الخلف عبر الأنفاق". وأوضحت أن التنسيق مع "التحالف الاميركي" يتركز على استخدام طائرات الاستطلاع التي «تشكل العنصر الأساسي» في عمليات "قوات سوريا الديمقراطية" وفي المقابل، نشرت حسابات مؤيدة لجماعة "داعش" إحصائيات تزعم أن عملياتها ضد "قوات سوريا الديمقراطية"  داخل مدينة الرقة، أدت إلى مقتل 1040 عنصراً، بينهم 207 قتلوا برصاص قناصة.

المصدر: الاخبار