العالم - أسيا و الباسفيك
وكانت وسائل الإعلام بدأت في تداول هذا المصطلح في الفترة الأخيرة بعد أن أعلنت بيونغ يانغ أنها اصبحت الآن قادرة على مهاجمة شبكة الدفاع وتدمير بُنى الأعداء التحتية بواسطة "النبض الكهرومغناطيسي" الذي ينتج عقب تفجير قنبلة نووية على ارتفاعات شاهقة.
الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عقب الحرب العالمية الثانية نشطا في مجال دراسة تكنولوجية النبض الكهرومغناطيسي، وقبل أن تدخل معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية حيز التنفيذ عام 1963 ، تم التأكد من صحة التجارب النووية التي أجريت في الغلاف الجوي للأرض.
والنبض الكهرومغناطيسي الذي يمكن أن ينتج بطرق عديدة تنقطع في إثره الكهرباء وتتوقف الآلات الكهربائية عن العمل، كما يتسبب في تعطل الاتصالات اللاسلكية.
كل ذلك يحدث بدرجات متفاوتة بحسب الطريقة المستخدمة، وقد أدخلت هذه التكنولوجيا في مجال التسليح بغية ضرب الأعداء في مقتل عن طريق تدمير وتعطيل البنية التحتية من دون التسبب في خسائر بشرية.
ويمكن لهذا التكنولوجية أن تعطل تماما وسائل القيادة والتحكم والاتصالات العسكرية، بل وتعطل الآليات العسكرية والمنظومات الدفاعية المختلفة، بحسب قوة ونوعية القنبلة التي يتم تفجيرها في الغلاف الجوي، وبحسب ارتفاع مركز التفجير.
زهذه التكنولوجية العسكرية تمت تجربتها مرتين في عام 1962، حيث فجرت الولايات المتحدة قنبلة قوتها 1.4 ميغا طن في المحيط الهادئ، وسجل حينها تعطل خطوط الهاتف وانقطاع الاتصالات اللاسلكية، وتسببت في إطلاق أجهزة الإنذار على مسافة 1300 كيلومتر من بؤرة التفجير، وانطفأت منظومة الإضاءة في الشوارع العامة، بل وتعطلت محركات السيارات، ولا يزال سبب هذا الضرر الأخير مجهولا حتى الآن.
والتفجير التجريبي الثاني قام به الاتحاد السوفيتي في وقت لاحق من العام ذاته وكان بقوة 300 كيلوطن، ورُصد حينها ازدياد كبير في كثافة الحقل الكهرومغناطيسي، واحتراق خطوط الاتصالات الهاتفية وخطوط الكهرباء المطمورة تحت الأرض.
وعلى الرغم من أن الدراسات المختصة تؤكد أن الحقل الكهرومغناطيسي أو ما يعرف بالنبض الكهرومغناطيسي الناجم عن تفجير قنبلة نووية في طبقات الجو العليا لا يؤثر على الإنسان، بل يعطل المعدات والأجهزة الإلكترونية وخطوط توليد الطاقة، وتتسبب أعداد الأيونات الكبيرة في منع موجات الراديو والرادار من الانتشار، إلا أن كل ذلك بمنظور نظري، ومثل هذا التشخيص مرتبط بقوة ونوعية القنبلة المستعملة وبقياسات نموذجية لا يمكن التثبت منها مطلقا، بل ويمكن القول إنه من المستحسن ألا يتم التثبت منها ورؤية مضاعفاتها أبدا في أي بقعة من كوكب الأرض.
المصدر: وكالات