هكذا أشعل الذهب الأسود معارك الشرق السوري

هكذا أشعل الذهب الأسود معارك الشرق السوري
الخميس ٢١ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٢٩ بتوقيت غرينتش

تتسارع العمليات العسكرية في دير الزور، من قبل الجيش السوري من جهة والتحالف الأميركي من جهة أخرى، في مواجهة جماعة "داعش"

العالم - مقالات وتحليلات

وإلى جانب البعد الميداني، يبرز في المعارك الدائرة مسألة الصراع على الحقول النفطية والغازية، التي تنتج دير الزور منها 40 في المئة من الإنتاج العام للبلاد. وفي هذا الاتجاه يخوض الجيش معارك بالقرب من معمل غاز كونيكو بهدف السيطرة عليه والوصول إلى حقلي التنك والعمر، وبقية الحقول النفطية والغازية في الريف الشمالي الشرقي لدير الزور.

فالجيش يهدف في عملية عبور الجهة الشرقية لنهر الفرات، بالإضافة إلى اتخاذ دير الزور بمعظم جغرافيتها منطقة عمليات، الحرص على استعادة كافة منابع الثروات الباطنية في المحافظة، لإعادتها الى كنف الدولة.

ويقول خبير اقتصادي لـ«الأخبار» إنّ "دير الزور تضم أهم وكبرى حقول النفط في البلاد، وهي التيم والعمر، بالإضافة إلى حقول مهمة كالتنك والورد وخشام والخراطة والحسيان والجفرة، كذلك يضم أكبر معمل للغاز في حقول كونيكو، وهي تشكل إلى جانب حقول البادية وحقول توينان والحباري والثورة أكثر من 60 في المئة من إنتاج البلاد". وهنا يبرز السباق بين الجيش والتحالف الأميركي للسيطرة على الثروات النفطية والغازية في المحافظة.

وفي هذا السياق، يشير مصدر ميداني إلى أنّ "الجيش عازم على استعادة كافة خطوط النفط في دير الزور بعدما تمكّن من استعادة معظم الحقول في الرقة والبادية". ويضيف أنّ «"سيطرة الجيش ستعني تعافياً اقتصادياً مهماً للبلاد إلى جانب القضاء على آخر الموارد الاقتصادية للجماعة الإرهابية في سوريا".

وتشكّل حقول النفط في ريف دير الزور الشرقي، الخزان الاقتصادي الأساسي لـ"داعش" وكانت تدرّ عليها أموالاً طائلة، ولعبت دوراً مهماً في تمدّدها، بعد طردها لجبهة النصرة في عام ٢٠١٤. وكان يقدَّر الإنتاج اليومي لـ"داعش" من مواقع النفط في الدير، ما بين 25 ألفاً إلى 30 ألف برميل، وبمعدل 750 ألفاً إلى 900 ألف برميل شهرياً، وذلك في عام 2015.
كذلك، يعتبر معمل غاز كونيكو شريان الجماعة التكفيرية الأساسي في تأمين حاجة المناطق الواقعة تحت سيطرتها من الغاز المنزلي في سوريا والعراق، كذلك لا تزال تبيع النفط للتجار في حقول خشام والورد والتنك والجفرة.

وتقول مصادر أهلية لـ«الأخبار» إنّ "جماعة "داعش" كانت تعتمد على الحدود التركية في نقل إنتاجها وبيعها لشركات وتجار بأسعار منخفضة قبل إغلاق الحدود التركية". وتضيف أنّ " الجماعة الارهابية حوّلت إنتاج الآبار بعد إغلاق الحدود إلى تجار لبيعها أو تهريبها خارج مناطق سيطرتها".

وتَرَكت خسارة "داعش" لحقول النفط في البادية والرقة أثراً اقتصادياً كبيراً، وتلفت المعلومات المتواردة من مناطق سيطرتها إلى أنّها خَفَضَت رواتب مقاتليها بنحو لافت، وباتت أخيراً عاجزة عن دفع قسم منها. إذ تشكّل العمليات العسكريّة في دير الزور بداية انهيار اقتصادي كامل للجماعة الارهابية في سوريا، وهي تمهد لانهيار عسكري يبدو أنه بات وشيكاً، في ظل تصاعد العمليات في آخر معاقلها في دير الزور وريف الحسكة الجنوبي.

وكان الجيش السوري قد تمكّن من السيطرة على حقول التيم والخراطة النفطية في دير الزور، التي تُعَدّ من الحقول المهمة في المحافظة، إلى جانب استعادته حقول الشاعر والهيل وأراك في البادية، بالإضافة إلى حقول الوهاب والفهد وتوينان والحسين ودبيسان والقصير والثورة في ريف الرقة الشرقي والجنوبي، التي انعسكت اقتصادياً بعد إعادة تأهيل قسم منها، وإعادتها إلى الخدمة.

أما ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية فتسيطر على كامل حقول نفط وغاز رميلان والشدادي، بالإضافة إلى معملي غاز السويدية والجبسة، التي تنتج قرابة ٣٥% من إنتاج البلاد في النفط والغاز.

أيهم مرعي - الأخبار