خريجو مدرسة الحسين (ع) هم من قبروا الفتنة التكفيرية الصهيونية

خريجو مدرسة الحسين (ع) هم من قبروا الفتنة التكفيرية الصهيونية
الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧ - ١٠:٤٥ بتوقيت غرينتش

“إِنّى لَمْ أَخْرُجْ أَشِرًا وَلا بَطَرًا وَلا مُفْسِدًا وَلا ظالِمًا وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الاْصْلاحِ فى أُمَّةِ جَدّى، أُريدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَسيرَ بِسيرَةِ جَدّى وَأَبى عَلِىِّ بْنِ أَبي طالِب”، بهذه الجمل القليلة لخص سيد الشهداء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام ، هدف ثورة كربلاء التي فجرها في وجه الظلم والطغيان والجاهلية والتعصب والانحراف.

العالم - اسلاميات

ثورة كربلاء التي نعيش ذكراها هذه الايام ، كانت عملا جبارا لاصلاح امر المسلمين ، بعد ان استولى الحزب الاموي الجاهلي على مقاليد الحكم ، وتولى امر الامة شخص فاسق فاجر ، قاتل للنفس المحترمة ، منتهك لمقدسات المسلمين ، متجاوز على نواميسهم واموالهم مثل الخليع يزيد بن معاوية ، الذي اغتصب الحكم بعد ان مهد ابوه معاوية الارضية لذلك ، فخيّر المسلمين وصحابة النبي (ص) بين البيعة لابنه الماجن يزيد وبين ضرب اعناقهم بالسيف.

الامام الحسين عليه السلام ، كان يرى تراث جده (ص) وابيه (ع) وهو الاسلام الاصيل ، تعلوه جاهلية تتحكم بها العصبيات والثأر والانتقام والاحقاد ، فكان لا بد من الوقوف في وجه هذا التيار المنحرف الجارف الذي كان سيأتي على اساس الاسلام ويجتثه من جذوره ، فوقف الحسين بوجه الظالمين واختار السيف على البيعة وقال مقولته الشهيرة ووهو يخاطب جيش يزيد في يوم عاشوراء :”الا اِنَّ الدَّعِیَّ بنَ الدَّعِیَّ قَدْ رکَزَ بَیْنَ اثنَتَینِ بَیْنَ السِّلَةِ و الذِّلَّةِ وَ هَیهاتَ مِنّا الذِّلَّةُ یأبَی اللّهُ لنا ذلك و رسولُهُ و المؤمنونَ و حجورٌ طابتْ و طَهُرَتْ و اُنُوفٌ حَمِیَّةٌ و نُفُوسٌ اَبیةٌ مِنْ اَنْ توثر طاعة اللئام علی مصارعِ الکرام الا انّی قد اعذرت و انذرت الا انی زاحف بهذه الاسرة علی قلّة العَدَدِ و خذلان الناصر”.

رفض الحسين (ع) مبايعة يزيد ، هو في الواقع رفض لمسيرة الانحراف عن الاسلام التي قادها معاوية ووصلت الى اخطر منزلقاتها على يد يزيد ، وهو حماية للاسلام من الاندثار تحت الفكر الجاهلي الذي كان يمثله الحزب الاموي ، وهو علامة على الطريق لمعرفة الاسلام الاصيل من الاسلام الاموي الجاهلي.

لم يكن الحسين (ع) يسعى للحكم او للحصول على امر دنيوي لا مكان فيه للدين ، من خلال ثورة كربلاء فهو القائل:” أَللّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ ما كانَ مِنّا تَنافُسًا فى سِلْطان وَلاَ اِلْتماسًا مَنْ فُضُولِ الْحُطامِ وَلكِنَّ لِنَرُدَّ الْمَعالِمَ مِنْ دينِكَ وَنَظْهِرَ الاْصْلاحَ فى بِلادِكَ وَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مَنْ عِبادِكَ ويُعْمَلَ بِفَرائِضِكَ وَسُنَنِكَ وَأَحْكامِكَ”، فثورة كربلاء جاءت لتحصن الاسلام وتطهره من كل ما علق به من جاهلية كريهة وبغيضة بفعل ممارسات بني امية الشنيعة ، والتي وصلت ذروتها في ضرب الكعبة بالمنجنيق ، واستباحة مدينة النبي (ص) وقتل الصحابة وانتهاك الاعراض.

فعل بنو امية الافاعيل واعادوا الحياة الى الجاهلية مرة اخرى ، فحكموا المسلمين كالقياصرة والملوك ، فضاعت البوصلة واختلطت الامور على اغلب المسلمين ، فكان لابد من منارة تهدي الهائمين والضالين من التيه والضياع  ، فلم يكن هناك من منارة يمكن ان يهتدي بها المسلمون الى الصراط المستقيم ، افضل من ائمة اهل البيت عليهم السلام ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، لذلك كان الحسين (ع) يقول :” أَيُّهَا النّاسُ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَتَّقُوااللهَ وَتَعْرِفُوا الْحَقَّ لاِهْلِهِ يَكُنْ أَرْضى للهِ وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّد(صلى الله عليه وآله وسلم) أَوْلى بِوِلايَةِ هذا الاْمْرِ مِنْ هؤُلاءِ الْمُدَّعينَ ما لَيْسَ لَهُمْ وَالسّائرينَ بِالْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ”.

 تأكيد الحسين (ع) على احقيته في الحكم ليس من اجل الحكم نفسه ، بل من اجل المسلمين انفسهم ، فانحراف المسلمين عن اهل البيت عليهم السلام بفعل المخطط الاموي ، اضر كثيرا بالمسلمين ، فالسير على نهج ائمة اهل البيت عليهم السلام هو في مصلحة المسلمين انفسهم  ، فتاكيد الحسين (ع) ، خلال ثورة كربلاء وقبلها ، على احقيته في الحكم ، هو من ذات تاكيد جده (ص) ، عندما كان يكرر دائما على  مسامع المسلمين قوله:”حُسَيْنٌ مِنّى وَ أَنـَا مِنْ حُسَيْن، أَحَبَّ اللّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الاْسْباطِ” ، فالامتثال لهذا الامر يعود بالخير العميم للمسلمين انفسهم قبل غيرهم  ، “مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها هلك”.

الواقع الذي يعيشه المسلمون اليوم يكشف مدى اهمية دور الحسين (ع) في الحفاظ على الاسلام من الاندثار تحت ركام الجاهلية ، فاليوم يتعرض الاسلام لاكبر مؤامرة تستهدفه وتستهدف المسلمين بشكل عام ، وهي مؤامرة “الاسلام التكفيري” الذي يعود بجذوره الى الاسلام الاموي ، ولم يُفشل هذه المؤامرة التي وقفت وراءها الصهيونية العالمية ، إلا خريجي مدرسة كربلاء والاسلام المحمدي الاصيل ، الذين ساروا على نهج الحسين (ع)  واقبروا المؤامرة التكفيرية الصهيونية ، بعد ان قدموا عشرات الالاف من القرابين ، كما قدم امامهم الحسين (ع) اهل بيته قرابين في ثورة كربلاء ، من اجل انقاذ دين جده العظيم.

إنتهى

المصدر: شفقنا

221