ما لم يَقُلْه بارزاني بصراحة للأكراد قبل الاستفتاء

ما لم يَقُلْه بارزاني بصراحة للأكراد قبل الاستفتاء
الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

“هل تريد أن تصبح منطقة كردستان العراق والمناطق الكردستانية خارجها دولة مستقلة؟”. هذا هو السؤال الذي كتبته المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في كردستان العراق على بطاقة الاقتراع التي يستخدمها سكانها الراغبون بالمشاركة في الاستفتاء، وعليهم الإجابة بنعم أو بلا.

العالم - مقالات

مدفوعين بتاريخ من العلاقات السيئة مع أنظمة الحكم العربية في العراق، وبذكرى آلاف الضحايا الذين سقطوا في ما سمّاه صدام حسين “حملة الأنفال”، وبتحدّي باقي مكوّنات العراق والدول الإقليمية والدول الغربية الكبرى لهم، سيتوجّه أكراد كردستان العراق لقول “نعم” مدوّية، وسيلحق بهم كثيرون من أبناء مناطق تقع بين منطقة كردستان العراق وباقي العراق للهرب من حالة التفلت الأمني التي يعيشها العراقيون.

رغبة الأكراد في تمتع مناطقهم بحكم ذاتي، بشكل يمكّنهم من عيش ثقافتهم المتميّزة والخاصة، أو بالاستقلال كدول منفصلة أو بالاتحاد في دولة كردستان العراق الكبرى التي تتقاسمها اليوم تركيا وإيران والعراق وسوريا، هو حقّ غير قابل للنقاش، أو بالأحرى هو حق خاضع حصراً لنقاشات الأكراد حوله ليقرروا ما يرون أنه الأنسب لهم، انطلاقاً من مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.

ولكن الـ”نعم” التي سيطلقها الأكراد اليوم هي “نعم” تقرير المصير، هي “نعم” المبدأ العام وليست “نعم” التفاصيل التي يكمن الشيطان فيها ولم يجرِ نقاش ديمقراطي مفتوح حولها قبل توجههم إلى صناديق الاقتراع.

فخلف هذه الـ”نعم” أمور كثيرة لم يُسأل الأكراد عن رأيهم فيها وأمور كثيرة لا يحق للأكراد وحدهم أخذ قرار فيها لأنها أمور عابرة للقوميات.

هل يحترم بارزاني الـ”نعم”؟

هل يحترم رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني، الرجل الأول المسؤول عن تنظيم الاستفتاء، الـ”نعم” الكردية؟

عندما صوّت البريطانيون للخروج من الاتحاد الأوروبي لم تعد القوى السياسية، حتى المناهضة لبريكست، تتجرأ على طرح تغيير مصير بريطانيا لأن الإرادة الشعبية حسمته، مع أنها ربما تكون قد تغيّرت الآن. لماذا؟ لأن إرادة الشعب لا يمكن تجاوزها في نظام ديمقراطي.

هذه ألفباء الديمقراطية. فهل يلتزم البارزاني بها؟ ببساطة، لا. “سنقيم حواراً مع بغداد والاستقلال لن يحصل قبل سنة أو سنتين”، قال بارزاني في مؤتمره الصحافي في أربيل، قبل يوم من الاستفتاء، ويمكن أن نضيف بلا حرج إلى جملته أو ثلاث سنوات أو أربعاً أو خمساً… ويمكن أن نضيف بلا حرج أيضاً “لن يحصل قبل أن تتحقق مصلحة الحزب الديمقراطي الكردستاني وآل بارزاني”.

المصدر : شام تايمز

109-2