23 رجلا وحدوا الشعب.. 

23 رجلا وحدوا الشعب.. 
الجمعة ١٣ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٤:٠٦ بتوقيت غرينتش

نحو سبع سنوات مرت على الحرب المفروضة على سوريا، تمزقت البلاد خلالها جغرافيا وانسانيا، فالعائلة الواحد بات يوجد فيها من هو مؤيد ومعارض ومن هو جندي في الجيش ومسلح في الطرف الاخر، وسالت دماء كثيرة وفشلت وساطات اكثر.

 مثلا الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان، والسياسي العربي المخضرم الاخضر الابراهيمي وغيرها من الوساطات، جميعها فشلت في ايقاف شلال الدم والاحقاد المتبادلة، ولكن كل شيء توقف، ولم تطلق رصاصة بندقية او قذيفة مدفع لمدة 120 دقيقة خلال مبارة المنتخب السوري ضد نظيره الاسترالي.

هذه المبارة لم تكن مجرد لقاء رياضي طبيعي، فقد حمل ملايين السوريين امالهم في النهوض من جديد بعد الحرب المدمرة، فقد ادخل 23 رجلاً الفرح والامل والحب لاغلب الشعب السوري، و توحد الجندي والمسلح خلف المنتخب، انا مثلا وصلتني الكثير من الرسائل من سوريين اعرفهم واعرف اتجاهاتهم السياسية الرافضة للدولة السورية، ولكنهم ا كدوا وقوفهم خلف المنتخب وتمنوا له الفوز، وحالهم حال الكثير من المعارضين والمسلحين على حد سواء.

ما صنعه المنتخب السوري كان اكبر من الانجاز الرياضي، فعندما تشاهد عمر السومة ابن دير الزور، وفراس الخطيب ابن حمص، ومارديك مارديكيان ذو الاصول الارمنية، وابراهيم عالمة من حمص، وغيرهم من اللاعبين، عندما نشاهدهم مع اختلاف دينهم ومذاهبهم وقومياتهم توحدوا خلف المنتخب والعلم السوري ذو النجمتين، نكون امام حالة وطنية فشلت الحرب المفروضة على سوريا في فكها وتفتيت هذه الحالة.

هذا المنتخب انسى اب الشهيد جرحه والمهجر الهم والجريح وجعه والمؤيد حزنه والمعارض موقفه، وتوحد الجميع خلفه على امل الوصول الى الحلم المرجو. ولكن بنفس الوقت شاهدنا الامة العربية جميعها توحدت خلف منتخب يمثل القيادة السورية في دمشق، منتخب يحمل علم ذو نجمتين خضراوتين فقط، على عكس ما ارادته الكثير من هذه الدول، وشاهدنا ان الشعوب العربية خرجت لتواسي الشعب السوري وتؤكد وقوفها معه، لأنها احست بوجعه.

في النهاية 23 رجلاً وحدوا شعب وامة، صحيح اننا خسرنا المبارة، ولكننا كسبنا وحدتنا الوطنية.

* ابراهيم شير