من نقاتل في حويجة صكر داعش أم التحالف الأميركي؟

من نقاتل في حويجة صكر داعش أم التحالف الأميركي؟
الإثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

تتقدم القوات المدعومة من الإحتلال الاميركي بسرعه باتجاه حقول النفط والغاز في دير الزور وتترك خلفها ثغرة كبيرة لداعش شمال غرب الفرات و المفارقة أن هذه الثغرة هادئة جداً ولا تشهد أي أعمال قتالية على جبهات القوات المدعومة أميركيا و بل تحولت الى ثقب أسود يتم منه إمداد "داعش" في ما تبقى من أحياء دير الزور و حويجة صكر بالذخائر و المسلحين, و من الواضح بأن الجيش العربي السوري يدرك بأنه يقاتل الجيش الأميركي نفسه وليس داعش وهو ما يفسره أن الجيش العربي السوري يقاتل على أكثر من جبهة في محافظة دير الزور و الجبهات الاساسية لعزل داعش عن الاميركي.

العالم - مقالات وتحليلات

حيث يقاتل الجيش العربي السوري على جبهة شمال دير الزور و الهدف الإلتفاف على داعش لقطع إمداده من جهة الثقب الأسود الأميركي و قد عبر الجيش العربي السوري نهر الفرات و بدأ بالإلتفاف على داعش في قتال شرس جداً و قد حرر الجيش العربي السوري بلدة الحسينية وحطلة و مراط في محاولة لتطويق ما تبقى من داعش في أحياء المدينة و حويجة صكر و حويجة كاطع , ومحاولة قطع طريق امدادهم من الثقب الأسود الأميركي (أنظر الخريطة المرفقة) ولاحظ أن القوات السورية تعزل داعش عن الاميركي ولي أمر داعش.

و الجبهة الثانية في الأحياء الشمالية لدير الزور كذلك لقطع الأشلاء التي يسيطر عليها داعش يتقدم الجيش بمحورين أحدهم لملاقاه القوات التي تتقدم الآن من الحسينية و الثانية لفصل الأحياء التي يسيطر علهيا داعش و الهدف طبعاً قطع إمدادات داعش القادمة من مناطق الثقب الأسود الذي تركه الاحتلال الاميركي و الاهم هو السيطرة على المعابر الرئيسية, و المحور الاهم من الأحياء المتبقية بيد داعش هو محور حويجة صكر حيث تتقدم القوات وسط مقاومة شرسة يبديها داعش حيث أن تحرير كامل الحويجة ذات الكثافة العمرانية الأقل من أحياء المدينة و تقدم القوات باتجاه اوتوستراد الكورنيش في الجهة الثانية ضمن أحياء المدينة الشمالية مع القوات التي وصلت الى الحسينية سيجعل ما تبقى من أحياء المدينة ساقط نارياً و بالتالي يساهم أولاً بحماية المدينة و المدنيين و الاهم هو تقليل خسائر القوات المتقدمة في مناطق ذات كثافة عمرانية, و تحرير حويجة صكر و بالتالي الأحياء الشمالية لدير الزور سيكون مقدمة لتفرغ عدد أكبر من القوات لجبهات أخرى حيث أن القوات السورية أيضاً تقاتل من جبهة تعتبر هي الرئيسية في القتال و تتقدم بإتجاه الحدود العراقية للسيطرة على حقول النفط و قد أنهت هذه القوات تحرير الميادين و وصلت الى محكان و على هذه القوات السيطرة على حقول النفط لإسقاط المشاريع الاميركية.

مما سبق فإن الجيش العربي السوري يتقدم على جبهة أساسية في دير الزور اليوم إنطلاقاً من الميادين التي شهدت معركة نوعية غير مسبوقة تشبه تحرير القصّير و بابا عمرو و لحماية هذه الجبهة الأساسية يقاتل الجيش على عدة جبهات فهناك جبهة جنوب المحافظة من بلدة الحميمية و هدف هذه القوات منع داعش من الإلتفاف على القوات في دير الزور حيث تمت السيطرة على الماء الصالح للشرب في البادية في الحميمية ومنع داعش من الإلتفاف على القوات و لكن ذلك لم ينفع حيث ظهر داعش إنطلاقاً من الثقب الاسود الآخر و هو التنف بإتجاه القريتين و باتجاه السخنة و الهدف الأسمى للأميركي طبعا قطع طرق امداد القوات في دير الزور, و مع وجود القوات السورية في الحميمية إضطر الاميركي لارسال داعش من مقراته في التنف, و من يقرأ تحرك القوات السورية و القوات الاميركية و جبهات داعش لن يحتاج الى معلومات استخباراتية ولن يحتاج الى تحليل ولا تفسير ليدرك بأن الجيش العربي السوري لا يقاتل داعش بل يقاتل التحالف الاميركي بأكمله و أدواته المتمثلة بداعش و ما يسمى قسد.

الغدر الأميركي من التنف و في مدينة دير الزور نجح بتأخير تقدم القوات و لولا داعش الذي إنطلق من الثقب الأسود في التنف و لولا داعش الذي ينطلق من مناطق سيطرة قسد عبر الثقب الأسود شمال غرب مدينة دير الزور لكانت معركة القضاء على داعش إنتهت تماماً, و لكن من عرقل عمليات الجيش العربي السوري لدرجة نقل داعش من العراق و من الرقة الى مراط لمنع الجيش السوري من الإلتفاف على داعش في مدينة دير الزور (و فشل) و من نقل داعش من الاردن الى القريتين و السخنة لقطع إمداد القوات في دير الزور (و فشل) هو الذي جعل المعركة أطول و هو التحالف الاميركي الجبان الذي يقاتل بداعش, فالمعركة واضحة هي معركة بين سوريا و حلفائها و بين الادارة الاميركية و حلفائها و أدواتها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

و لكن و للتذكير حين بدأت القوات السورية بتحرير تدمر بدأ سحب داعش من البادية الى وسط سوريا لمحاولة الثبات النتيجة كانت سحق داعش وسط سوريا و سباق المرتزقة الجدد الذين إستقدمتهم الادارة الاميركية لملأ فراغ داعش و دخلوا البادية من الاردن إنتهى بسحق المرتزقة الجدد كذلك و فشل في ملأ الفراغ, و اليوم يتكرر الأمر في آخر معاقل داعش حيث تريد الادارة الاميركية ملأ الفراغ الداعشي في حقول النفط بقوات داعشية من نوع آخر كالقوات التي هزمت في البادية السورية, و لكن ماذا بعد إذا كان الاعلام الاميركي و ليس نحن من يقول ان الادارة الاميركية في مأزق فرغم كل خبثهم و حقدهم لم يتمكنوا من وقف التقدم و إن أعاقوه, و نحن نلمس من معارك الأمس صورة معارك الغد و الإستقتال الأميركي عبر داعش في آخر معقله لن يكون أصعب من سحق داعش في ذروة قوته, و كذلك نحن ندرك مثل الاعلام الاميركي بأن ترامب ليس غبي ليستقتل لأجل لا شيء ولكنه لا يملك خيارات و يعيش مأزق و ندرك بأن حال بيشمركة الرقة و معمل كونيكو و الطبقة و غيرها من المناطق السورية لن يكون حالهم أفضل من حال بيشمركة كركوك و لن يكون حالهم أفضل من المرتزقة الذين سحقوا في البادية السورية, ربما كانت مكلفة المعركة, و ربما خسرت سوريا و حلفائها خيرة القادة ولكن نتائج المعركة أصبحت واضحة تماماً و خصوصاً أن البرزاني الذي أدخل داعش الى كركوك ليسيطر عليها تحول الى دونكيشوت لم ينتج عن معاركه و مؤامرته و مخططاته سوى التسبب بمقتل آلاف الأبرياء كحال واشنطن في سوريا هذه الأيام, و الأكثر من ذلك و كما تفاجأت الإدارة الاميركية بسقوط الميادين بسرعه ستتفاجأ بأنها إرتكبت خطأ قاتل ستدفع ثمنه باهضاً و لن يذهب دم الشهداء هدراً بل سيزهر إنتصارات ستفاجيء الصديق قبل العدو.

كفاح نصر - جهينة نيوز

2-10