السعودية عراب تقسيم المنطقة

السعودية عراب تقسيم المنطقة
السبت ٠٤ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠١:٣٨ بتوقيت غرينتش

سيناريو اميركي صهيوني جديد يعصف في المنطقة وعرابه ولي العهد السعودي ونجل الملك محمد بن سلمان، والمستهدف الاول والاخير محور المقاومة والممانعة، وبشكل خاص حزب الله الذي يشكل الخطر الاول على كيان الاحتلال الاسرائيلي، تمهيدا لفتح الطريق امام التطبيع السعودي مع الاحتلال الاسرائيلي.

ووفقا للتسريبات الخاصة فان المخطط الجديد سيخيم على لبنان في الاسابيع المقبلة كمرحلة اولية لاستهداف حزب الله، عبر تصعيد الحملات الاعلامية والسياسية بشكل كبير، بالتزامن مع اعادة لم شمل فريق الرابع عشر من آذار بقيادة تيار المستقبل.

وتمهيدا لهذه الخطوة، تعلن السعودية القطيعة الكاملة مع الرئيس اللبناني ميشال عون ومع كل الداعمين لمشروع المقاومة، وهذا ما سيفتح باب الصراع بين الفرقاء على مصراعيه من جديد لإعادة البلاد الى مرحلة مقتل رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في العام الفين وخمسة.

وفي هذا السياق كشفت المعلومات المسربة عن طلب محمد بن سلمان من الفرقاء المواليين للسعودية الاستمرار في الضغط على الحكومة اللبنانية لقطع الطريق امام اي محاولة تواصل او اتصال رسمي لبناني مع الجانب السوري بشتى السبل، والعمل على ربط الاتصال مع دمشق بالمطالبة بالتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي.

وامام هذا الواقع السياسي المتأزم، يبقى الجيش اللبناني العقبة الاساسية امام مشروع محمد بن سلمان الذي سيتولى شخصيا إضعاف المؤسسة العسكرية اللبنانية، عبر السعي لفرض عقوبات دولية عليها تحت ذرائع التنسيق والتغطية على نشاط الحزب في لبنان.

حزمة العقوبات المخطط لها سعوديا والمسهل لها اميركيا، لن تقف عند الجيش اللبناني فحسب، بل ستطال نواب ووزراء وشخصيات متحالفة مع الحزب، ومن جملة هذه العقوبات منع دخول هذه الشخصيات الدول العربية وبشكل خاص دول مجلس التعاون.

وسيتم تمهيد الطريق امام هذه الخطوة الخطيرة بتحريك المحكمة الدولية الخاصة بمقتل رفيق الحريري والتي بحسب محمد بن سلمان ستصدر قرارا إتهاميا يطال شخصيات بارزة من حزب الله، ومن الحلقة الضيقة والقريبة جدا من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

اذا لبنان اصبح امام كافة الخيارات المفتوحة والمتهورة من قبل السعودية لمواجهة قدرات حزب الله وتقليص دوره في محاربة الجماعات التكفيرية والارهابية في سوريا، بعدما استطاع انهاء نشاطهم الفعلي في لبنان ووضع تيار الرابع عشر من آذار في وضع لا يحسد عليه من الضعف والهوان.. لكن ساعة الصفر كانت متوقفة على اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، تمهيدا لاجبار رئيس الجمهورية ميشال عون على الاستقالة بكافة الوسائل المتاحة للرياض ولاذنابها في لبنان.

ومن هذه الوسائل اللعب بورقة النازحين السوريين والمخيمات الفلسطينية في لبنان، من خلال تجييشهم ودفعهم لتشيكل "جيش قوي" بحسب تعبير ولي العهد السعودي، بهدف ان يكون رأس حربة لمواجهة الحزب وحلفائه في اي مواجهة مقبلة.

* توفیق علوية