الإرهابي ... شخصية سيكوباتية

يستخدم الدين ستارًا لتبرير العنف!!

يستخدم الدين ستارًا لتبرير العنف!!
الثلاثاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٥٦ بتوقيت غرينتش

العمليات الإرهابية الأخيرة التى راح ضحيتها مئات الأبرياء تعد تطوراً خطيراً فى استخدام العنف وفى سلوك المتطرفين وهذا التطور قد نتج عن اعتماد أقصى صور التوحش وأظهروا الصورة الحقيقية بأنهم ليس للدين وجود فى حياتهم وفكرهم خاصة بعد فشلهم فى استخدام الدين لإحداث الفتنة والوقيعة وتحولت كل المجتمعات ضدهم فظهرت الخلفية السيكوباتية الحقيقية بتفجر العنف وإراقة الدماء البريئة الطاهرة من أبناء الشعوب .

العالم - منوعات 

وأظهرت العمليات الإرهابية مدى وحشية وهمجية مرتكبيها حيث حصد إرهابهم الأسود مئات الضحايا بدون تفرقة بين رجل وامرأة وطفل وشيخ

وكنيسة أو مسجد وهو ما ظهر جليًا أن مرتكب هذه الجرائم الوحشية أصحاب شخصيات سيكوباتية ونحن اليوم نحاول نكشف حقيقة هذه الشخصيات المريضة.

ولذلك يعرف الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان الشخصية السيكوباتية بأنها شخصية مرضية أى أنها شخصية مصابة باضطراب جسيم وهو الإجرام والتسلط وأن ثمة أنواعًا للشخصية السيكوباتية فمنهم منخفض الذكاء ومنهم شديد الذكاء وهو الذى يستطيع أن يناور ويتحايل على القوانين وقد يكون خبيثًا متمرداً، وتتكون كلمة سيكوباتى من مقطعين هما (سيكو) ومعناها نفس وكلمة (باثى) ومعناها شخص مصاب بداء معين وتشير إلى انحراف الفرد عن السلوك السوى والانحراف إلى السلوك المضاد للمجتمع والخروج على قيمه ومعاييره ومثله العليا وقواعده وهو اعتلال خطير فى الشخصية يتسم بالنشاط المعادى للمجتمع والرغبة العنيفة للسيطرة على كل ما حوله.

وتشكل حالات السيكوباتية فئة من فئات الجناح ولكنها من أكثر الفئات تنوعًا واختلافًا وهى جنون دون تشوش عقلى وتمثل هذه الحالة مجموعة من المرضى لا يظهر عليهم أى اضطراب فى قدراتهم الفعلية ولكن سلوكهم يصل فى سوء توافقه إلى ما يصل إليه سلوك كثير من الأشخاص المضطربين عقلياً، وهؤلاء المرضى ليسوا بالذهانيين ولا هم عصابيون حقاً، كما أنهم ليسوا من نوع مرض الاستجابات النفسجسمية

على الإطلاق، وهم يتصفون بخصلة واحدة مشتركة فيما بينهم هى أنه يبدو عليهم اختلال الخلق، أى أنه يصدر عنهم من السلوك ما يمثل خرقًا للمفهوم الدينى الراقى للإسلام وخروقات للقانون الخلقى السائد فى المجتمع.

ويقول الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم توجد ست عشرة خاصية تعتبر من أهم السمات للشخصية السيكوباتية: تمركز السيكوباتى حول الذات والعجز عن الشعور بالحب ويقدم للمجتمع المحيط مشاعر زائفة وابتسامة واسعة ويطعن فى الخلف بكل برود وسلوك مضاد للمجتمع مع انعدام الصدق والإخلاص فهو يستخدم الدين لتبرير أقصى أنواع العنف والتشويش على الآخرين والمنطق المشوه عدم المصداقية فهو لا تؤمن اندفاعاته ولا مواثيقه ويجد المبرر لكل كذب بل يكذب لدرجة تصديق نفسه انعدام الندم والخجل وهو يقارب نفسه بمن هو أسوأ منه ليهرب من مصائبه ويتقرب إلى الله معتقدًا أنه يغسل أخطاءه وفقر الاستبصار والقدرة على التلون بأقنعة مختلفة وضحالة الفكر الإيجابى أو تعلم ما يفيد المجتمع وازدراء العلماء وقدرة عالية على إعاقة كل فكر بناء باستخدام كل أسلوب مخادع ممكن.

والعجز عن اتباع خطة حياتية محددة خارج نطاق الرغبة فى العنف والسيطرة وجاذبية ظاهرية ومستوى جيد من الذكاء وقدرة عالية على الكذب والإيحاء للآخرين والتخطيط لإرهاب المجتمع المحيط وللعنف الهائل من حرق وقتل وذبح يتجاوز بكل المقاييس وهم لديهم إدارة عالية للتوحش وعدم الاهتمام بقيمة الحياة الزوجية فهم يتزوجون مرات عديدة بدون داع ولا يحترمون قيمة من يتزوجونهم ولكنها الحب فى السيطرة ويبرر زيجات عديدة وجهاد النكاح ورغم تحريم الإسلام الجوارى والعبيد فقد أظهرت أحداث ليبيا الأخيرة عودة تجارة العبيد التى منعها الإسلام.

ويضيف الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم ترجع خطورة السيكوباتية إلى أن السيكوباتى هو أستاذ فى الكذب وممثل بارع وفنان فى اختلاق المبررات التى يغطى بها أفعاله ويبدو أمام السذج من الناس أنه رجل فاضل.

والسيكوباتى شخص مشعل للحرائق فالنار تشكل عندهم رمزية غريبة للدمار ومضادة للمجتمع، ويشعلون الحرائق دون تعليلات منطقية وقد رأينا حرق الضحايا بأسلوب مقزز.

كما أن السيكوباتى هو أكثر الشخصيات تعقيدًا وتجد صعوبة فى التعرف على صاحبها حيث يجيد تمثيل دور الإنسان العاقل وله قدرة على التأثير على الآخرين والتلاعب بأفكارهم ويتلذذ بإلحاق الأذى بمن حوله وهو عذب الكلام، يعطى وعودًا كثيرًا ولا يفى بأى شىء منها عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته فى التعامل وشهامته الظاهرية المؤقتة ووعوده البراقة فتنجذب له الشخصيات النرجسية ولها شعور غير عادى بحب العظمة وهى شخصية استغلالية ابتزازى، وصولى يستفيد من مزايا الآخرين كما تنجذب لها الشخصيات السادية هى تلك الشخصية التى تستمتع بإيقاع الأذى الجسدى والمعنوى على الغير وهى محط متعته. لذا تجد تلك الشخصية تبحث عن الوظائف التى تجعل أذاها للآخرين عملًا مشروعاً.

هذه الشخصية ربما تتطرف إن كان السلوك التطرفى يشبع حاجتها فى أذية الآخرين جسديًا أو معنويًا فهؤلاء جميعًا يختارون من ينفذ عنهم خططهم من الشخصيات والاعتمادية التى تتصف بصعوبة الاعتماد على نفسه والانعزال عن المجتمع الذى ينتقده كثيرًا ويبحث عن تنظيم قوى يلبى احتياجاته فى الاعتداء على المجتمع إنجازه لقراراته وأعماله اليومية دون الرجوع المتكرر الممل للآخرين هذه الشخصية ربما سلكت التطرف إذا كان من حولها متطرفون نظرًا لنقص الثقة وعدم القدرة على الاسقتلال بالرأى كما تنجذب لهم الشخصية الاكتئابية، التى تنظر بسوداوية إلى مختلف جوانب الحياة وقد تعادى المجتمع وتمثل الأعراض الاكتئابية نسبة كبيرة من حياتها وهى تنتحر باسم الدين نتيجة لنظرتها التشاؤمية وعدم وجود معنى لديها للحياة وهاتان الشخصيتان الانتحاريتان ثبت من معسكراتهم أن قادتهم يدفعونهم لتعاطى مخدر الكوبتاجون القوى لإزالة الخوف من قلبهم ليتحولوا إلى التوحش وكره المجتمع بالتلاعب بالمفاهيم الدينية ليحولوهم إلى سيكوباتيين شديدى الخطورة حيث لا هدف أمامهم إلا الانتحار فيقبل على ارتكاب الجريمة باسم الدين بحثًا عن الحور العين.

وهناك تداخل بين حالة السيكوباتية وحالة السادية (حب إيذاء الآخرين خاصة التمتع بالإيذاء الجنسى) مع الفتيات والنساء، ويشير إلى ذلك الشعور بالرضاء والنصر فى كل مرة ينفذ فيها المصاب جريمته، وربما كانت حالة السادية نفسها جزء أو عنصر من العناصر فى الشخصية المركبة للسيكوباتية، ومع ذلك يبقى هناك صفة مستقلة تفرق بين الحالات البحتة للسيكوباتية والحالات البحتة للسادية، وذلك أنه فى حالة السادية البحتة يمارس المصاب عدوانيته على الضحايا فى نفس البيئة التى يعيش فيها، أما فى حالات السيكوباتية فإنه لا يكتفى بالبيئة التى يعيش فيها ولكنه ممكن أن يخسر كثيرًا من الجهد والمال فى سبيل اختلاق الموقف أو الظروف التى تمكنه من الضحية لبلاد بعيدة لو لزم الأمر ومنها مفهوم الفوضى الخلاقة هى أهم عناصر الفكر السيكوباتى وتعنى الفوضى والمشكلات فالشخص السيكوباتى يكره أن يرى الأمور حوله مستقرة فيشعر بأن هذا الوضع خاطئ وغير طبيعى، كما تعد هذه الشخصية أسوأ الشخصيات على الإطلاق وهى أخطر الشخصيات على المجتمع والناس، كما لا يهمها إلا نفسها وملذاتها فقط، بعضهم ينتهى بهم الأمر إلى داخل السجون والزنازين وبعضهم يصل أحيانًا إلى أدوار قيادية فى المجتمع نظرًا لأنانيتهم المفرطة وطموحهم المحطم لكل القيم والعقبات والتقاليد وهم يستخدمون صداقاتهم بغية الوصول إلى ما يريدون.

ويشير الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم إلى أن هذه العمليات الواسعة للقتل والتخريب والفتنة التى تقودها شخصيات فى مختلف أنحاء الوطن والعالم المسلم وغير المسلم تحتاج لخطة عمل واسعة، فللقضاء على الإرهاب لا بد من برامج نفسية تكتشف هذه الشخصيات إما لعزلها عن المجتمع فى برنامج علاجى فى سن صغيرة أو لاكتشاف الشخصيات الهشة التى تنفذ فكر السيكوباتيين رؤوس الأفعى لتوعيته ووقايتهم وتأهيلهم ورفع مهاراتهم وهو ما طالبت به منظمة الصحة العالمية من سد فجوة خدمات الصحة النفسية اكتشافًا وتدخلًا علاجيًا مبكرًا قاطع للاضطراب وهو ما يجب أن يعمل عليه قانون التأمين الصحى والمجتمع ومؤسسات الصحة الأخرى المختلفة مع إدارات الخدمة الاجتماعية والنفسية بالتربية والتعليم مع الجهود المتميزة للأزهر الشريف وللجهود الأمنية أو العسكرية.

المصدر : وفد 

120