ماكرون يقر بجرائم الاستعمار ويدعو لعدم البقاء رهينة للماضي!

ماكرون يقر بجرائم الاستعمار ويدعو لعدم البقاء رهينة للماضي!
الأربعاء ٠٦ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠١:٢٢ بتوقيت غرينتش

طالب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعدم البقاء رهينة للماضي والغرق فيه ، رغم اعترافه بأن “جرائم الاستعمار الأوروبي لا جدال فيها”.

العالم-أوروبا

ويقوم ماكرون بزيارة عمل قصيرة للجزائر اليوم الأربعاء، تدوم عدة ساعات قبل توجهه إلى العاصمة القطرية الدوحة.

وقال ماكرون في حديث لصحيفتي ” الخبر” و” الوطن” الجزائريتين نشر  الاربعاء : ”أنا من جيل الفرنسيين الذين يعتبرون أن جرائم الاستعمار الأوروبي لا جدال فيها، وهي جزء من تاريخنا، بصفتي رئيس دولة استعمرت جزءا من إفريقيا ولأنني أمثل جيلا لم يعرف تلك الحقبة من الزمن، أعتبر أن فرنسا اليوم قد ورثت هذا الماضي ، وعلينا ألا ننساه، لكنني مقتنع أشد الاقتناع بأن مسؤوليتنا هي أن لا نبقى مغلولين لهذا الماضي ونغرق فيه”.

وأضاف ”لدي نظرة رجل من جيلي، نظرة رئيس تم انتخابه على أساس مشروع انفتاحي، أنا أعرف التاريخ ، ولكنني لست رهين الماضي، لدينا ذاكرة مشتركة، يجب أن ندرك ذلك، ولكنني اليوم أودّ أن نتوجه معا نحو المستقبل في ظل احترام تاريخنا ، مسؤوليتنا هي أن نعرف هذا التاريخ وأن نبني مستقبلا مشتركا وأن نحيي الآمال”.

وتابع ” العلاقات الجديدة التي أود بناءها مع الجزائر والتي أقترحها على الطرف الجزائري، هي علاقة شراكة ند للند، نبنيها على أساس الصراحة والمعاملة بالمثل والطموح، التاريخ والجغرافيا مختلفان ولكن الطموح هو ذاته، على فرنسا أن تبني مع الجزائر محورا قويا، محور أساسه الحوض المتوسط ويمتد إلى إفريقيا”.

وشدد ماكرون، على ضرورة تجاوز كل الصعوبات والعراقيل بالقول ” بالطبع هناك صعوبات، ولكن يجدر بنا أن نتجاوزها مع كل الفاعلين في مجتمعينا، ومن أجل هذا علينا أن نعمل معا في مجالات التربية وتطوير الاقتصاد والمبادلات الثقافية، يجب أن تتجه أهداف علاقتنا نحو أمننا بالخصوص وازدهارنا على أساس مشاريع ملموسة ومبتكرة”.

وواصل :” أنا هنا في الجزائر بصفتي صديقا، وشريكا بنّاء يرغب في تعزيز الروابط بين بلدينا خلال السنوات القادمة، من أجل إثمار علاقاتنا الكثيفة، فعلى بلدينا أن يستفيدا معا من تجارب بعضهما البعض ومن مهارات بعضهما البعض وثرواتهما البشرية والثقافية”.

وأشار ماكرون إلى أن الجزائر الشريك الاقتصادي الرئيسي لفرنسا، لافتا أن بلاده هي أول مستثمر أجنبي في الجزائر خارج المحروقات، وأن قيمة هذه الاستثمارات سترتفع بشكل كبير خلال السنوات القادمة بعد أن يمتد التعاون الثنائي إلى قطاعات المستقبل، مثل قطاع الطاقات المتجددة وكل ما يتعلق بالمدن المستقبلية والرقميات.

كما دعا الجزائر إلى الانفتاح أكثر ، مشيرا إلى العديد من العراقيل التي تعيق الاستثمار في ما يتعلق بمراقبة المساهمات وقواعد سعر الصرف.

المصدر: رأي اليوم

114