سيناريوهات عسكرية هامة تنتظر الجنوب السوري

سيناريوهات عسكرية هامة تنتظر الجنوب السوري
الإثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧ - ١٢:٥٢ بتوقيت غرينتش

مرحلة جديدة يحاول من خلالها الجيش السوري استعادة مناطق “استراتيجية” من الميليشيات المسلحة.

العالم - مقالات

ويبدو أن معارك مزرعة بيت جن في ريف دمشق الجنوبي الغربي بداية لسلسلة حلقات من مشهد عسكري جديد تسعى فيه القوات السورية إلى تطبيقه بالسيطرة أولًا على نفوذ الفصائل جنوبي دمشق، على أن تفتح جبهات منطقة مثلث الموت من جديد، وصولًا للتوغل في عمق مناطق المعارضة في ريف درعا الغربي.

وتؤكد الحشود والتعزيزات التي استقدمها الجيش السوري، في الأيام الماضية، إلى مناطق متفرقة من ريف درعا أن مرحلة عسكرية جديدة يقبل عليها الجنوب، وتشابه ظروف عام 2015، الذي شهد سجالًا عسكريًا يعتبر الأكبر في المنطقة منذ مطلع 2011.

كما تعتبر المصالحات الأخيرة في المناطق الجنوبية الغربية من دمشق، ومن بينها خان الشيح وكناكر والكسوة، إحدى الخطوات التي من شأنها تأمين حزام خارجي لدمشق، في حال الإقدام على عمل عسكري.

معركة بيت جن ترجح الكفة

لا يمكن فصل المعارك في مزرعة بيت جن غربي دمشق عن المناطق الأخرى المرتبطة بها في القنيطرة ودرعا، وسواء في حال السيطرة عليها أو الخسارة، ستحدد خريطة عسكرية جديدة في المنطقة.

وتستمر معارك الجيش السوري على المزرعة، منطلقة من أكثر من محور، من الجهة الشمالية على الخط الفاصل مع بيت ساير وكفر حور، أو من الجهة الجنوبية من منطقة الهناكر (المدخل الشرقي لبيت جن) التي أعلن الجيش السيطرة عليها، الأسبوع الماضي.

ولا تختلف عمليات الجيش السوري في ريف دمشق الغربي، فالسيناريو ذاته الذي اتبعته في منطقة وادي بردى وعين الفيجة في الريف الغربي لدمشق، بدءًا بتقسيم المنطقة، ووصولًا لفرض اتفاق يقضي بخروج جميع المقاتلين والمدنيين.

ووفق خريطة السيطرة الحالية يسعى الجيش لعقد تسوية في كل من بيت تيما، كفر حور، بيت سابر، وفي حال سيطر على مغر المير، سيعزز من إمكانية عقد التسوية، بعد فصل تلك البقعة، وتقارب مساحتها 21 كيلومترًا مربعًا، عن تجمع بيت جن.

العقيد الركن المنشق عبد الله الأسعد اعتبر، في حديث إلى عنب بلدي، أن التطورات الحالية تأتي من أجل فصل جنوب درعا عن القنيطرة بعد معركة بيت جن، إذ يتبع الجيش خطة زمنية يعمل عليها في مراحل وتسلسل على كامل الجغرافيا السورية.

سير العمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري للسيطرة على المنطقة، تشير إلى أن حالها سيستمر إلى أكثر من أربعة أشهر، ما يهيئ ظروفًا من شأنها أن تفتح معارك مثلث الموت قبل الانتهاء من حسم معركة مزرعة بيت جن.

وأمام ما يفرضه الواقع الحالي ستكون المعارك في منطقة جبل الشيخ بطيئة جدًا على خلفية الظروف المناخية، ما يدفع الجيش لفتح محور الأرياف الثلاثة بعمل عسكري رديف قبل بيت جن.

هل تعود ساحة المعارك إلى عام 2015؟

وفق تقرير نشرته وكالة “فارس” الإيرانية، مطلع كانون الأول الجاري، فإن تعزيزات “كبيرة” وصلت إلى شمالي درعا والقنيطرة.

وقالت الوكالة إن الجيش السوري يحضر شمالي درعا، وتحديدًا قرية زمرين شرقي إنخل، والتي تعتبر خط تماس بين المعارضة والقوات السورية، وسيطال الهجوم الصمدانية والحمدانية في القنيطرة، لافتةً إلى أن منطقة “مثلث الموت” ستشهد معارك قريبًا.

وتعتبر المنطقة بالنسبة للميليشيات المسلحة “خطًا أحمر”، باعتبار ان استعادة الجيش للسيطرة عليها وخاصة تل الحارة، يعني انهيارًا في منطقة الجيدور والعودة إلى السنوات الأولى للازمة السورية بحسب معارضين.

ولا تقتصر الحشود السورية على المناطق المذكورة بل وصلت إلى مدينة الصنمين وازرع وخربة خزالة ونامر وقرفة، والتي تعتبر خط جبهة مع مدينة درعا.

حيث يرى خبراء ان محيط مدينة الحارة سيكون مسرح المواجهات “الأبرز” والمعارك الحقيقية.

وتكمن أهمية تل الحارة كونه أعلى التلال في جنوبي سوريا، ويطل على المنطقة الجنوبية والغربية من ريف دمشق، والمنطقة الشمالية من ريف درعا والقنيطرة.

وبحسب العقيد المنشق الأسعد فإن مثلث الموت منطقة خطرة، على خلفية الأحداث التي شهدها في 2015 عندما المجموعات المسلحة إليه وغدت على مسافة أقل من عشرة كيلومترات من مدينة داريا.

المصدر : شام تايمز 

109-1