لوموند: الوهابية هي ظهير النظام الملكي السعودي

لوموند: الوهابية هي ظهير النظام الملكي السعودي
الخميس ٠٤ يناير ٢٠١٨ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

قالت مجلة “لوموند دبلوماتيك” إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحتاج كي يحقق أحلامه باحتكار السلطة، أن يسيطر، من بين أمور أخرى، على أهم الموارد “الرمزية” للمملكة؛ أي الدين.

العالم - السعودية

وتحدث المؤرخ والكاتب المكلف بالبحث في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا نبيل مولين عن وعود ابن سلمان بإدخال إصلاحات عميقة على السعودية في جميع المستويات.

لكنه لفت إلى أن الوعود بمعالجة أسباب التطرف الديني بالمملكة لا تعني بالضرورة الابتعاد عن “النهج الوهابي” للبلاد، مشيرا إلى أن الوهابية هي ظهير النظام الملكي السعودي، وأن مشايخها ورموزها استطاعوا دائما أن يتكيفوا مع محاولات السيطرة عليهم.

وقال مولين إن المعطيات تشير إلى أن تسلم ابن سلمان مقاليد السلطة سيعني فتح صفحة جديدة من تاريخ السعودية.

وذكر أن المتتبع لإجراءاته وتصريحاته المدمرة، خاصة بعد تعيينه وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017، يكتشف أن طموحه يتلخص في إعادة تشكيل المجال الاجتماعي السعودي لاحتكار السلطة، مما يستدعي بالضرورة السيطرة الصارمة على المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية في البلد.

لكن ذلك الحلم لا يمكن تحقيقه، حسب الكاتب، إلا بالسيطرة كذلك على الجانب الديني للمملكة، وهو ما ظهرت تجلياته في دعوة ابن سلمان لإسلام معتدل، وسماحه بقيادة المرأة للسيارة، وبتنظيم حفلات الموسيقى، وفتح دور السينما، مما فسر على نطاق واسع بأنه مشروع غير مسبوق، بل حتى ثورة تستهدف استئصال الوهابية من المجتمع والنظام الحاكم.

وفي خضم مناقشته لهذه القضية، استبعد الكاتب مثل هذا السيناريو معتمدا على وقائع تاريخية، قائلا إن “محاولات التقليل من شأن الوهابية أو حتى تهميشها ليست وليدة اليوم في التاريخ السياسي والديني المضطرب للنظام السعودي”.

وعدد مولين بعض تلك الأحداث، قائلا إن رجال الدين الوهابيين استطاعوا دائما أن يتجنبوا التهميش بفضل استراتيجيتهم التكييفية التي تجمع بين الانصياع والمماطلة والضغط.

وأضاف أنه من غير الممكن التنبؤ بتطور العلاقات بين النظام الملكي والمؤسسة الدينية في السعودية، غير أن التحالف التاريخي بين الشريكين ليس موضع شك في الوقت الراهن، وهو ما دأب ابن سلمان والعلماء أنفسهم على تأكيده.

وخلص الكاتب إلى أن رجال الدين السعوديين سيضطرون كي يستمروا في الوجود إلى مسايرة إعادة انتشار الاستبداد الجارية، مما يعني مرة أخرى القبول بتغييرات معينة… الهدف منها هو بالذات ألا يكون هناك تغيير أصلا، على حد تعبير الكاتب.

106-1