غوطة دمشق الشرقية.. بين الهدنة والعمل العسكري

غوطة دمشق الشرقية.. بين الهدنة والعمل العسكري
الإثنين ٢٩ يناير ٢٠١٨ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

لم يصدُر بعد عن أية جهة رسمية سورية تأكيدٌ حول بدء سريان هدنة وقف إطلاق النار على جبهات الغوطة الشرقية لدمشق والتي كثُرَ الحديث عنها في اليومين الأخيرين بالتزامن مع هدوءٍ حذر كسره المسلحون صباح أمس الأحد بهجومٍ على نقاط الجيش السوري في محيط مبنى إدارة المركبات، بعد تصريحاتٍ متباينة الموقف بين مؤكد ونافٍ من أوساط المعارضة، كان آخرها للمتحدث باسم هيئة التفاوض المعارضة يحيى العريضي، إذ قال بأنّ هناك “مفاوضات حول هذا الأمر”.

العالم - مقالات وتحليلات

ولم يُحسم بعد مدى جدية التهدئة التي قيلَ أنّها ستدخل حيّز التنفيذ على مختلف جبهات الغوطة الشرقية لدمشق، ولم يتضح ما إذا كان هناك وقفٌ لإطلاق النار بالفعل أم لا، على الرغم من الهدوء الحذر الذي ساد خلال اليومين الماضيين، إلى أن شنّ مسلحو أحرار الشام وفيلق الرحمن بالتعاون مع إرهابيي جبهة النصرة صباح اليوم الأحد هجوماً لم يكن ذو ثقلٍ ميداني كبير، استهدف مواقع الجيش السوري في محيط إدارة المركبات على أطراف مدينة حرستا..

وفي هذا السياق قال مصدرٌ عسكري سوري لموقع “العهد” الإخباري أنّ “الجيش السوري صدّ الهجوم الذي شنه المسلحون صباح اليوم الأحد على مواقعه في محيط إدارة المركبات وبكل تأكيد سيُعلنُ الجيش السوري بدء سريان الهدنة إن اتُفقَ عليها”، مشيراً إلى أنّه “لطالما كانت هناك عشرات فُرص التسويات التي لم تكُن تدوم سوى لبضعة أيام بسبب خرق الفصائل المسلحة لها، الأمر الذي يُعيدُ العمليات العسكرية، كما حصل في آخر هدنةٍ كان متفقاً عليها حين هاجم المسلحون مبنى إدارة المركبات وحاصروه رغم أنّه يقع في منطقة خاضعة لاتفاق خفض التصعيد”.

دخلت الدولة السورية عدة قوافل مساعدات إنسانية خلال الفترة الماضية إلى مناطق الغوطة الشرقية، مع بدء سريان الهدنة المنقوضة وذلك كبادرة حسن نية، لكن الفصائل المسلحة حينها تعنّتت على رفضها لأي عملية تسوية في المنطقة، وهنا يؤكد مصدرٌ حكومي سوري لموقع “العهد” الإخباري أنّ “الدولة السورية تتعامل مع مواطنيها حسب واجباتها ومهامها كدولة مسؤولة راعية لهم، حتى ولو تواجدوا في مناطق تنتشر فيها الفصائل المسلحة، فمن المستحيل أن تعاملهم كما تعاملهم الميلشيات والعصابات المسلحة”.

وأكد المصدر أنّ “الحكومة السورية ملتزمة بتنفيذ كل الاتفاقات المبرمة التي تنص على إدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين حتى ولو تواجدت الفصائل الإرهابية المسلحة في مناطقهم، مثل الغوطة الشرقية التي ضُمّت لمناطق خفض التصعيد وفق اتفاق أستانة”، لافتاً إلى أنّ “المسلحين إن التزموا بالاتفاقات المبرمة يلتزمون بنسبة أقل بكثير من المتفق عليها في حال لم يقوموا بنقضها”.

وأشار المصدر الحكومي السوري ذاته إلى أنّه “إذا أراد المسلحون سرياناً فعلياً لاتفاق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية لدمشق فعليهم أن يُظهروا بادرة حسن نية كخطوة أولى عبر انسحابهم بشكل كلي من محيط مبنى إدارة المركبات لا أن يشنوا الهجمات على الجيش كما حدث صباح اليوم، وأن يفكّوا ارتباطهم وتحالفهم مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابية كخطوة ثانية”، مؤكداً أنّ “الجيش السوري سيردّ على أي هجوم تقوم به الفصائل المسلحة، كما أنه سيبقى ملتزماً كما عادته بأي اتفاق هدنة إن أُبرمَ وأُعلنَ بشكل رسمي”.

علي حسن - العهد

2-10