صور : أمهات سوريات... دمعة وغصة وأمل في عيدهن!!

صور : أمهات سوريات... دمعة وغصة وأمل في عيدهن!!
الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨ - ٠٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

لم تترك الحرب الدائرة في سوريا بيتًا إلا وطرقت أبوابه وتركت آثارًا لا تنسى داخل تلك المنازل، وذلك من خلال بصمة قاسية رسمتها على جدرانها، فشهيد هنا، ومعاق هناك، وآخر مبتور اليد أو القدم.

العالم - منوعات 

لم تكن تتوقع الأمهات السوريات أن تصل حجم معاناتهم إلى هذا القدر، ولكن المعطيات على الأرض فاقت كل تصور.

مسألة النزوح من المستطاع نسيانها والتأقلم معها وإن كانت صعبة، ولكن ما لا يستطيع أحد نسيانه هو فقدان شخص أو مجموعة من الأشخاص من عائلة واحدة للأبد.

هي أيام وتمضي.. بهذه الجملة بدأت الحديث "أم مراد" من قرية أم العمد الواقعة في ريف حماة الشرقي والمعروفة في قريتها بخنساء المنطقة لمراسل "سبوتنيك"، أم مراد تستقبل عيد الأم وهي تفتقد أولادها الأربعة التي سلبتهم الحرب منها، كانت السنوات الثلاث الماضية كفيلة بحدوث مأساة لهذه العائلة لم يكن أحد منهم يتوقع حدوثها.

ففي العام 2013 استشهد مهند علي جبر في القرية المجاورة لنا قبلهات التابعة لريف حماة كان في عزاء لاستشهاد أحد أفراد العائلة ولكن قامت العصابات المسلحة الإرهابية بالهجوم على مكان تقديم العزاء وهو يدافع مع الشباب على المدنيين استشهد وهو بعمر 32 عاماً لديه 3 أطفال.

بعدها بحوالي خمسة أشهر ونصف استشهد ابني الثاني نجيب جبر ضابط بالشرطة في محافظة الرقة كان خاطب وعلى أساس أن يحضر في رأس السنة لكي نقيم له العرس سمعت خبر استشهاده عن طريق الهاتف عندما قررت أن استمع للمكالمة.

تكمل الأم المفجوعة بعدها بفترة قصيرة استشهد ابني مراد جبر كان متطوع بالجيش كلف بمهمة بمنطق الغاب استشهد في قرية البحصة وبنفس الوقت استشهد اخاه قحطان ذهب من أجل انقاذ أخيه مراد فتم قنصه من قبل العصبات الإرهابية المسلحة.

تقول "أم مراد": تلقيت الخبر المفجع بصورة هستيرية، وما زاد في حرقة القلب عدم استطاعتنا جلب الجثث لبعد أكثر من شهرين لعدم قدرة أي شخص من الوصول إلى الطريق الذي وصلوا إليه بالخطأ.

وتابعت: "فراق أطفالي الأربعة لم يكن بالأمر السهل.. لا يوجد أقسى وأمر من فقدان أم لأطفالها.. ما خفف عني وقوف زوجي إلى جانبي مع أحفادي 11الذين حاولوا قدر جهدهم أن ينسوني مصابي الأليم".

واستطردت: مر 3 أعوام على استشهاد أطفالي الأربعة ولم يذهبوا عن بالي لحظة واحدة خصوصاً في فترات الصباح التي كنت معتادة على إيقاظهم بشكل يومي فيها.. كان أبو مهند دائما يصبرني بمقولته المعتادة سنلقاهم بالجنة إن شاء الله.

أم سعيد كانت ممن اتشحن بالسواد منذ العام الأول للحرب، بعدما خسرت ابنها البكر ابن 25 ربيعاً، لم يكن وضاح ولداً عادياً، فقد انتظره أبواه 25 عاماً حتى نوّر حياتهم، ويا للقدر، فقد عاش معهم بعدد السنوات التي انتظروه فيها. منذ ذاك اليوم الذي نزل فيه جثمان وضاح تحت التراب، انقلبت حياة الأم وبيتها، وأصبحت تقضي الكثير من وقتها إلى جانب قبر ابنها تسقي الورود التي كبرت، وتخفف من شحنة الحزن ببكاء أرهق عينيها.

في حال كانت أم الشهيد في سوريا قادرة على النوم بعد بكاء مرير فأن أم المخطوف تنتظر بلهفة علة القدر يرسل لها إشارة واحدة فقط يوقذ الأمل في داخلها، أم محمود ترفع يداها إلى الله كل يوم داعية أن يكون ولدها محمود ذو30 عاماً بخير، كل الحياة مؤجلة لحين رجوعه تقول لا عيد في المنزل إلا حين يعود محمود أو أن اسمع عنه خبر يطفئ النار المشتعلة في قلبي.

بين هذه الشرائح هناك الأم التي تعيش في مراكز الإيواء وتحن لأيام عيد الأم في بيتها، ولكل تفصيل في منزل غادرته وأسرتها ولم يبق منه سوى صورته بذهنها، وكذلك الأم النازحة التي تعيش في خيمة على حدود بلدها، وهناك الأم التي هاجر ابنها، والأم التي تبحث عن طرق علها تؤخر ذهاب ابنها إلى مصير يشبه مصير من ذهبوا في زمن الحرب.

120