اما كان يجدر بمندوب الكويت ان يلتزم الصمت؟!

اما كان يجدر بمندوب الكويت ان يلتزم الصمت؟!
الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٨ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

يقول الصحفي الكویتي حسن علي كرم ان تصويت مندوب الكويت منصور العتيبي في جلسة مجلس الامن ضد القرار الروسي كان سقطة لم يكن ينبغي الوقوع بها، بل كان يجدر به ان يندد بالضربة الثلاثية، لان الضربة لم تكن على اساس القوانين الدولية.

العالمأسیا

وجاء في مقال الكاتب الكويتي في "رأي اليوم": بعيداً عن تعليق مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري على تصويت مندوب الكويت في مجلس الامن السفير منصور العتيبي ضد القرار الروسي ، فالمندوب السوري لم يقل شيئاً يخالف الحقيقة و ان موقف سوريا أبان الغزو العراقي الغاشم على الكويت كان اصيلاً و مبدئياً و نابعاً من رؤية قيادتها الراحل حافظ الأسد الذي استشعر ان ابتلاع الكويت من قبل الغازي صدام حسين، تهديد لكل المنطقة ، و لم يكتف حافظ الأسد بموقف التأييد للكويت و حسب ، بل شاركت القوات السورية في حرب تحرير الكويت ، بغض النظر عن حجم و دور قواتهم ، لكن كانت مشاركة القوات السورية عملاً مؤثراً، الامر الذي لا ينبغي ان ننساه نحن هنا في الكويت…

سوريا لم تتعرض لجرثومة او وباء ماسمي بالربيع العربي، و تالياً لم تكن هناك انتفاضة او حركة او ثورة شعبية داخلية ضد النظام، انما سوريا تعرضت الى مؤامرة رباعية او خماسية بهدف أسقاط النظام و تعيين نظام إسلامي من جماعات الاخوان، تحت مسمى الديمقراطية، لكن النظام في سوريا ادرك الحقيقة مبكراً، لذا لم يترك فرصة للعصابات الغوغائية المدفوعة من الأطراف المتأمرة كي تحقق أهدافها.

فلقد ادخل المرتزقة و شذاذ الافاق و المغيبون و مدمنو المخدرات و حبوب الهلوسة و المخنثون الى سوريا تحت جناح انهم ثوار سوريون حتى وصلت أعداهم الى اكثر من ١٠٠ فصيل يتقاتل على الارض السورية ، لكنها لم تحقق اي انتصار حقيقي، لكونهم لم يكونوا ثواراً حقيقيين و لا كانوا سوريين و انما مرتزقة دافعهم المال لا المبدأ، لقد قضىت سبع سنوات على الحرب في سوريا، و داخلة السنة الثامنة، و قد تمتد لسنوات اخرى و لا هناك منتصرٌ او مهزوم …!!

لم تكن الكويت ضد النظام السوري ، و لا كانت من دعاة تغيير النظام ، و لا من الذين تامروا او شاركوا في المؤامرة القذرة على تدمير سوريا ، بل كانت من دعاة السلم و الحل السياسي ، لذلك اذا نأت الكويت عن الازمة السورية ، فذلك دليل على انها ليست مع الشرق او مع الغرب ، و انما مع السلام و حق الشعوب في اختياراتها …

احتلال الكويت مقعداً غير دائم في مجلس الامن ، لا يعني ان هذا التمثيل لئن كان شرفاً، الا انه ليس حقاً خالصاً للكويت او حقاً خالصاً  لمندوبها منصور العتيبي حتى يتمدد و يتربع على مقعده ، و يخطب و يصوت في جلسات المجلس على مزاجه ، او بما تملي عليه أفكاره او بما يتم الاتفاق عليه خلف الابواب ، انما وجود الكويت في مجلس الامن هو تمثيل لكل البلدان العربية.

بمعنى انه يمثل مجموعة الدول العربية بما فيها سوريا ، فهل وافقت الدول العربية على الضربة العدوانية الثلاثية على سوريا ، او هل تشاور منصور العتيبي مع مندوبي الدول العربية لدى الامم المتحدة كي يستشف ارائهم ، ام انفرد بالتصويت و كانه وحيد زمانه ، فباستثناء دولة او دولتين جميع البلدان العربية بما فيها الكويت ليست ضد النظام السوري ، و لا تدعو الى تغييره بالقوة.

و بالتالي تصويت منصور العتيبي في جلسة الجمعة ضد القرار السوفيتي كانت سقطة لم يكن ينبغي الوقوع بها ، بل كان يجدر به ان يندد بالضربة الثلاثية  ، لان الضربة لم تكن على اساس القوانين الدولية ، و لا كان هناك مبرر للضربة فيما لم يكن هناك تاكيد جازم على ان القوات السورية قد استخدمت أسلحة كيماوية، و كان ينبغي إعطاء فرصة للتحقيق المحايد من قبل الخبراء الدوليين …

ان المهزلة بعد القصف العدواني ان تتقدم الدول الثلاث التي شاركت في عمليات القصف الى تقديم قرار إرسال لجنة للتحقيق في الاسلحة الكيماوية المزعومة ، لقدكان العدوان الثلاثي على سوريا هو بمثابة جواز مرور. لترامب كي يكرر مغامراته الحمقاء على دول المنطقة ، و انها نذر حرب قادمة في المنطقة التي اذا حدثت، فلا تبقي و لا تذر، فترامب ما برح يهدد ايران على خلفية الاتفاق النووي السداسي الذي يراه غير كاف.

و من جانبها ما برحت  اسرائيل تحرض على ضرب ايران، فيما من جانبها ايران تهدد على جعل المنطقة تحت مرمى نيران صواريخها ، ان سوريا التي غدت حقل تجارب لتجريب الصواريخ و الاسلحة الحديثة، باتت تهدد امن المنطقة برمتها ، و كان يجدر بالدعوة لإيجاد حل لإنهاء الازمة، لا لتأجيجها، ان السوريين ادرى بحكم بلادهم و بنظامهم، و تالياْ لا هناك حل للازمة السورية غير الحل السياسي، و هو ما يعني ان يحل السوريون ازمتهم مع بعضهم ، بعيداً عن التدخلات والضغوط الخارجية التي لم تكن الا مزيداً من التعقيد و اطالة امد الحرب، و اطالة ماساة السوريين…

 

رأي اليوم

206