انتخابات العراق، الفرص والتحديات..

انتخابات العراق، الفرص والتحديات..
السبت ١٢ مايو ٢٠١٨ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

الشعب العراقي خاض اختبارات عدة منها اختبار العراق مع صدام وبدونه، والعراق الامن وبدونه والعراق مع "داعش" وبدونه. وقد حان الوقت ليعيش العراق تجربة حلوة تتمثل في مرحلة العراق المستقبل بعيدا عن التدخل الاجبني، وهذه المرحلة ان لم تكن اصعب من التجارب السابقة فانها لن تكون اسهل منها.

العالم - مقالات

من اهم النقاط التي تميز الانتخابات الراهنة عن سابقاتها هي ان هزيمة "داعش" وتطهير الاراضي العراقية من دنس الارهاب اظهر الوجه الاخر للعراق امام المجتمع الدولي الا وهو العراق الامن. وفي هذا الاطار يمكننا التنوية ايضا الى انه وبانتفاء مسالة استقلال كردستان فقد باتت مسالة التقسيم من الماضي المندثر وهذا يعني انه تم صيانة استقرار العراق الى جانب امنه .

المسالة الاخرى التي تميز الانتخابات الراهنة عن سابقاتها هي ان الشعب العراقي سيسطر في انتخاباته الحالية مستقبله السياسي- الاقتصادي وسيودع الماضي السياسي -الامني. بعبارة اخرى ان قضايا اعادة اعمار البلاد ومكافحة الفساد والعمل على تفعيل الحكومة تشكل الهواجس الاساسية التي يوجهها المواطن العراقي على صعيد اختيار النواب الذين من المقرر ان يختاروا من سيحدد مصير البلاد سياسيا واقتصاديا خلال الفترة المقبلة.

يقال ان العراق الاقتصادي وضع نصب عينه تحقيق تطلع زيادة الانتاج الى ستة ملايين برميل يوميا حتى عام 2020 وتخصيص عوائد بيع هذه الكميات من النفط في مجالات اعادة الاعمار وتحديث البنى التحتية. ولا شك بان تحقيق هذا التطلع بحاجة الى الدقة في اختيار النواب اليوم. 

المسالة الثالثة التي تميز انتخابات اليوم عن سابقاتها تعود الى تجربة الشعب العراقي فيما يخص تدخل الدول الاجنبية في بلادهم. اجمالا يمكننا حصر تجربة حضور الدول الاجنبية في العراق في ثلاثة اطر : 

الاول: الدول "الصانعة للامن" اي الدول التي وقفت الى جانب الشعب العراقي في احلك ظروف الجهاد والمقاومة وساعدت ودعمت المقاومة.

الثاني : الدول "المزعزعة للامن"، والمقصود منها تلك الدول التي حضرت الى العراق بذريعة تعزيز وارساء الامن ولكنها عمليا حاولت من جهة اصطياد اسماك اقتصادية وسياسية من الماء العكر العراقي بسبب الانفلات الامني. هذا فضلا عن انها وفي موارد اخرى ولاجل ضمان بقائها في العراق ساعدت على استمرار انعدام الامن بل وفي بعض الاحيان كانت السبب فيها .

واخيرا فان المجموعة الثالثة تتمثل في الدول التي حضرت الى العراق بهدف ضمان مصالحها الاقتصادية، وقد كثفت مساعيها لزيادة ارباحها وفوائدها لاسيما بعد هزيمة "داعش" وعودة الامن والاستقرار الى هذا البلد . ولا يصعب على الشعب العراق تصنيف كل من ايران وامريكا وبريطانيا وتركيا والسعودية والامارات واخيرا المانيا واستراليا كلا في خانته . 

النقطة الاخيرة التي يجب الاهتمام بها في هذا المجال هي القوائم الانتخابية الراهنة، تلك القوائم التي حاولت جاهدة الابتعاد عن انصار تقسيم العراق وحماة الارهاب وفي نفس الوقت طرح وجوه لها سجل ناصع وناجح او مقبول على اقل تقدير لتترجم نصائح المرجعية على ارض الواقع بشكل عملاني.

ابو رضا صالح