ملك المغرب يحذر من خطورة نقل سفارة أميركا إلى القدس المحتلة

ملك المغرب يحذر من خطورة نقل سفارة أميركا إلى القدس المحتلة
الإثنين ١٤ مايو ٢٠١٨ - ٠٤:٣١ بتوقيت غرينتش

حذر ملك المغرب ورئيس لجنة القدس المحتلة، الملك محمد السادس، من "التداعيات الخطيرة على آفاق عملية السلام"، و"خطر الزج بالقضية الفلسطينية في متاهات الصراعات الدينية"، في أول تعليق له على عملية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.

العالم - المغرب

وقال ملك المغرب في رسالة وجهها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الاثنين: "إننا نتابع بقلق وانشغال بالغين تفعيل قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل سفارتها إليها".

وتابع في الرسالة: "بصفتي رئيسا للجنة القدس المحتلة المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، كنت قد أكدت لرئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الأهمية القصوى التي تحتلها مدينة القدس، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، وإنما لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث".

وأفاد ملك المغرب أن "المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس المحتلة، ينطوي على خطر الزج بالقضية الفلسطينية في متاهات الصراعات الدينية".

وتابع: "لقد تابعنا باهتمام كبير الإجماع الدولي الرافض لقرار الإدارة الأميركية، لما له من تداعيات خطيرة على آفاق عملية السلام، واعتبرنا هذا الإجماع بمثابة رسالة دعم قوية لحقوق الشعب الفلسطيني، ولقضيته العادلة، وعلى رأسها مدينة القدس الشريف".

وسجل: "واليوم، وأمام هذا التطور المؤسف في مسار القضية الفلسطينية وقضيتنا الأولى القدس المحتلة، الذي يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية في التأكيد عليه، من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الصلة من وجوب الإحجام عن كل ما يمس بالوضع السياسي القائم لمدينة القدس المحتلة، على اعتبار أن موضوع المدينة المقدسة يقع في صلب قضايا الوضع النهائي".

وزاد: "كما نعتبر أن هذه الخطوة تتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تؤكد عدم جواز تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة".

وشدد: "ونهوضا منا بأمانة رئاسة لجنة القدس المحتلة، لم ندخر وسعا في كل اتصالاتنا مع قادة ومسؤولي القوى الدولية الفاعلة في مسارات القضية الفلسطينية العادلة، من أجل التأكيد على ما تمثله هذه الخطوة من تعارض واضح مع مختلف قرارات الشرعية الدولية، التي دعت دوما إلى الحفاظ على الوضع القانوني للمدينة المقدسة، وعلى مكانتها كنموذج للتعايش والتساكن بين أتباع مختلف الديانات السماوية".

وأكد: "لا يفوتنا هنا أن نؤكد التزامنا القوي بمواصلة العمل مع الإدارة الأميركية، من أجل اعتماد موقف متوازن، كفيل باستعادة مناخ الثقة، وإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وأوضح: "لن ندخر أي جهد في تعبئة المجتمع الدولي، والقوى الفاعلة فيه، من أجل نصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على أساس قرارات الشرعية الدولية، وفي إطار حل "الدولتين"، بما يكفل إقامة سلام عادل ودائم وشامل بمنطقة الشرق الأوسط، ويضمن لكل شعوب المنطقة العيش في أمن واستقرار ووئام".

وجدد "وقوف المملكة المغربية معكم وتضامنها القوي والثابت مع الشعب الفلسطيني الشقيق في الدفاع عن قضيته العادلة، لا سيما ما يتعلق بمدينة القدس المحتلة، مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد سيدنا المسيح عليه السلام".

221