زجاج محمد بن سلمان (محمد MBS) واللعب بالحجر

زجاج محمد بن سلمان (محمد MBS) واللعب بالحجر
الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

حملة العلاقات العامة الباذخة التي ينفذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الغرب وخاصة الولايات المتحدة لتحسين صورته كرجل اصلاحي ينادي بالاسلام الوسطي ويتخلى عن الوهابية، اصطدمت باول امتحان اصلاحي حين حاولت ناشطات الشرح والتوضيح لوسائل اعلام وسفارات غربية عن نضالهن من اجل نيل ابسط حقوقهن ومنها حق قيادة السيارات التي تفضل بن سلمان بمنحه لهن بعد طول حرمان.

العالم مقالات وتحليلات 

ولي العهد السعودي الذي يسمى في وسائل التواصل الاجتماعي بـ (ام بي اس) "MBS"، حاول ان يكسر الصورة النمطية لدى الرأي العام عن نظام عائلة آل سعود النجدية التي تحكم ارض الحرمين الشريفين باتفاق تقاسم سلطة مع عائلة آل الشيخ ليكون للاولى السياسة وللثانية الدين من دون ان يكون للشعب الذي يسكن هذه الارض في الحجاز والشرقية والجنوب اي رأي او قرار في امور سياستهم او دينهم.

فادخل "ام بي اس" انواع الترفيه بشكل متعجل جدا وبقرارات فردية ارتجالية دون ان يكلف نفسه عناء استحصال توكيل شعبي ولو بشكل صوري عن طريق "مجلس الشورى" او استبيانات رأي واقعية لعل الشعب يريد الرفاهية اكثر من الترفيه او الحريات الاجتماعية والسياسية قبل خطة عام ٢٠٣٠ الاقتصادية ومشروع "نيون"، او لعلهم يرومون الاستثمار في الانسان وحرياته ونيل حقوقه قبل رفع العمران.

ما يريد ولي العهد السعودي اثباته هو أنه رجل الاصلاح الاوحد وان ما يقوله هو ووفق مقاساته وتوقيتاته ينفذ منة منه على سكان الارض التي يحكمها وان أرادوا شيئا مختلفا وان قالوا اننا سبقناك في مطالبات الاصلاح فسيوصمون بالخيانة والخروج على المرجعيات الدينية والسياسية ويكون مكانهم خلف قضبان الاعتقال وهو ما حصل مع الناشطات والناشطين في مجال حقوق المرأة وحقوق الانسان. 

حالة الثقة المفرطة بالنفس المصاب بها "ام بي اس" والهالة التي يصنعها لنفسه بانه يأمر وليس من حق غيره سوى الطاعة لم يضعه امام مشاكل مع مواطنيه في ارض نجد والحجاز بل يؤكد ما سربته تقارير تتحدث عن تعامله بغرور وفوقية مع زعماء عرب ادت الى برود في علاقات الرياض مع بلدان عربية لم يعجبها تعامل الامير الشاب الذي اعتاد ان يعطي الاوامر فيطاع ظنا منه ان كل شئ يشترى. 

في هذه الاثناء شبه مراقبون سياسيون مسيرة الامير محمد بن سلمان في حملة اصلاحاته المتسرعة والمرتجلة والصادرة بشكل فوقي دون مشاركة القواعد الشعبية، بمسيرة "صدام حسين" حين كان نائبا لرئيس جمهورية العراق وكان يقود مشاريع اصلاح اقتصادي واجتماعي ويتقرب من الناس لكنه بمجرد انتقاله الى الزعامة تحول الى متفرد ودكتاتوري ودفع بلاده الى مغامرات انتهت الى تدمير العراق واغراقه بالمديونية ونسف بناه التحتية وتفكيك العرى الاجتماعية والهوية الوطنية.

واذا اضفنا الى مشاريع الامير الشاب الاصلاحية، تعالي اصوات المطبعين مع كيان الاحتلال "الاسرئيلي" بحجة مواجهة فائض القوة الايرانية وكذلك محاصرة بلد عربي عضو في مجلس التعاون للدول العربية المطلة على الخليج الفارسي وتهديدها بالعزل التام، وحرب مدمرة على الجارة الجنوبية لبلاد الحرمين الشريفين والرهان الكامل على الرئيس الاميركي دونالد ترامب المتقلب سياسيا وربما نفسيا، تكون بلاد الحرمين الشريفين على كف عفريت وتسير عكس التيار ومفتوحة على مفاجآت تهدد وحدتها وثرائها وهويتها خاصة وان منطقة الشرق الاوسط ملتهبة وعرضة لانفجارات اجتماعية وسياسية خارج المتوقع وبعيدا عن المالوف.

واذا الامير الشاب او من سبقه يُمني نفسه بتقسيم دول يعتبرها منافسة او معادية فان بلاده اكثر عرضة للتقسيم وهو يعلم ان اكثرية من يحكمهم لا يقبلون بحكم عائلته التي تصبغ كل شئ بلونها حتى اسم البلاد ولا بمذهبها الذي لا يمثل الا اقلية من سكان نجد بينما يختلف معهم ابناء الحجاز ومدنهم المقدسة مكة والمدينة وابناء الشرقية وهم يتربعون على آبار النفط وموانئه وابناء المنطقة الجنوبية وانتمائهم التاريخي لليمن.

 ويقول المثل من كان بيته من زجاج فعليه ان لا يرمي غيره بالحجر. 

احمد المقدادي