الجنوب السوري الى الحسم بعد الانتهاء من المصالحات

الجنوب السوري الى الحسم بعد الانتهاء من المصالحات
الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٨ - ٠٩:٥٠ بتوقيت غرينتش

بدات بالقاء منشوراتٍ قبل حوالي شهر تتوعد الفصائل، وتاكيدات للرئيس السوري بشار الأسد في مقابلتين تلفزيونيتين، بأنه عازم على بسط سيطرة جيشه على كل سورية مرة أخرى ، واطلاق مصالحات مناطقية نجحت بعضها وفشلت اخرى، وصولا الى قصف مدفعي وجوي كثيف للمنطقة من قبل الجيش السوري رغم الحساسيات الكبير التي تحيط بها .

العالم - تقارير

نعم الكلام يدور حول معركة الجنوب السوري التي اعتبرتها الولايات المتحدة خطا احمر فيما سبق وحذرت السلطات السورية والروسية من انتهاك ما وصفتها بمناطق خفض التصعيد . لكن القرار وكما قال الرئيس الاسد في مقابلاته الاخيرة قد حسم ، فيجب ان تعود المناطق المحتلة من قبل الارهابيين والجماعات المسلحة الى حضن الدولة سلما او حربا، وليس هناك اي جهة في العالم يمكنها لوم الحكومة على تطهير اراضيها من دنس الارهابيين من اي فرقة كانوا. 

الإعداد للمعركة بحسب الخطة اكتمل مع وصول التعزيزات العسكرية مع تشكيلات من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات الجوية الى مدينة درعا. وقد جرى التمهيد للعملية بقصف مدفعي وصاروخي ضد معاقل المسلحين، في الحراك والمليحة الغربية والغارية الغربية وبصَر الحرير لخلخلة خطوط دفاعهم تدريجياً ، بموازاة الحراك السياسي عبر المصالحات المناطقية كمعاملات انضمام بلدات الريف الغربي والشرقي التي خرجت عن الدولة منذ سبعة أعوام  الى مسيرة المصالحات.

هذا فضلا عن ان استعادة الشيخ مسكين قبل عامين شكلت بداية انقلاب موازين القوى في المنطقة الجنوبية لمصلحة الجيش السوري الذي استغل الوقت لتصليب مواقعه وحضوره مِن دون خوض معارك جديدة أو مكلفة كان آخرها في حي المنشية بدرعا قبل عام، الى جانب تحييد معظم الأرياف المحيطة بدرعا وبطريق درعا دمشق، مروراً بأزرع والصنمين حيث يحشد المجموعات الأساسية لقواته في الفرقة الخامسة والتاسعة والسابعة والخامسة عشر. 

وحدات الهجوم تقدمت من اللجاة بريف السويداء الشمالي وفصلتها عن بصر الحرير خط الدفاع الأول للريف الشرقي لدرعا. وإذا تمكن الجيش السوري من السيطرة عليها ستنفتح أمامه الطرق نحو بلدات المليحات والكرك والحراك وصولا إلى معبر نصيب على الحدود الأردنية. وانذاك يصبح ظهير القوات محميا إذا توجهت غربا نحو نوى والحارة بريف المحافظة الغربي. 

تكتيك القضم التدريجي وتثبيت خطوط الاسناد، قبل الانتقال إلى مناطق أخرى، من شأنه أن يمهّد نارياَ لتشتيت المسلحين وتخفيف خسائر الجيش، والضغط عسكرياً على المجموعات المسلحة لإجبارها على الاستسلام والانخراط في التسويات لتحييد البلدات والقرى. 

الخلافات الكبيرة والاقتتال في صفوف المسلحين لاسيما بين فصائل "الجيش الحر" و "النصرة" عطلت إمكانية قيام هذه المجموعات بأي هجوم ضد مواقع الجيش السوري حتى قبل ضم المنطقة الجنوبية لاتفاقات خفض التصعيد في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت ، وهو ما يعني ان الطريق بات معبدا لان يحسم الجيش السوري مهمته باقل الخسائر.

الايام القادمة ستحمل في طياتها مفاجئات كبرى بحسب المحللين حيث ان الاستعدادات السورية وتطوريات الميدان تنذر بانهيارات متسارعة للارهابيين والجماعات المسلحة التي توصف بالمعتدلة وهما وجهات لعملة واحدة .

109-2