الحل السياسي في اليمن بين قبول أنصارالله ورفض هادي

الحل السياسي في اليمن بين قبول أنصارالله ورفض هادي
السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٢٧ بتوقيت غرينتش

بنفس الضراوة التي تلف المعارك على جبهات القتال في الساحل الغربي لليمن، تستمر المساعي السياسية، اليمنية والدولية، للوصول إلى حل سياسي يجمع الأطراف اليمنية على طاولة حوار واحدة ويجنب الشعب اليمني ويلات الحرب التي قضت على الأخضر واليابس.

العالم ـ مقالات وتحليلات

المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، وفي لقاء إذاعي ليل الخميس قال إنه ينوي جمع الأطراف اليمنية خلال الأسابيع القادمة في أبعد تقدير، معرباً عن أمله في أن يجتمع مجلس الأمن الدولي الأسبوع القادم لوضع خطة أمامه حول كيفية إعادة السلام إلى اليمن.

وأوضح غريفيث أنه التقى مؤخرا مع الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي في عدن، ومحمد عبد السلام كبير مفاوضي حركة أنصار الله في مسقط، مشيرا إلى أن الطرفين أبديا رغبتهما في العودة إلى طاولة المفاوضات.

كما أكد الجمعة وفي لقاء أجراه مع موقع أخبار الأمم المتحدة الرسمي، عرض حركة انصارالله على الأمم المتحدة إدارة ميناء الحديدة.

وقال غريفيث: "لدي أولويتان، إحداهما منع وقوع هجوم على الحديدة، والأخرى بدء المفاوضات السياسية".

وأضاف أن قيادة حركة انصارالله أعطت الأمم المتحدة عرض القيام بدور قيادي في إدارة ميناء الحديدة.

وبقدر ما يعتبر المبعوث الأممي أن الحديدة مسألة مهمة لأنه يريد تجنيبها الخوض في القتال، فإنه يرى أن الحل السياسي الشامل هو الأهم.

ويقول غرفيث إن "المبدأ الأساسي هو بدء المفاوضات لإنهاء الحرب، الحديدة مسألة مهمة للغاية، ولكن الأهم هو الحل السياسي العام".

وقال "أود جمع الطرفين في غضون أسابيع على الأكثر.. وأتمنى أن يجتمع مجلس الأمن الأسبوع المقبل وأن نعرض عليه خطة بشأن كيفية استئناف المحادثات."

وهذا ما أكده ضمنياً رئيس اللجنة الثورية العليا بحركة أنصارالله في اليمن محمد علي الحوثي في حديث خاص مع قناة العالم حيث قال: نحن نرحب بالحوار مع كل اليمنيين سواء كان حزبا أو شخصية سياسية أو اجتماعية أو غيرها، فأيدينا مفتوحة دائما للحوار مع إخواننا وأبنائنا في اليمن، ولكن من يرفض هذا الحوار دائما هم الآخرون بسبب الضغوطات التي تمارس عليهم من قبل حلفائهم.

قد تكون أشارة محمدعلي الحوثي إلى تحذير خالد اليماني وزير خارجية المستقيل هادي، من «إعادة إحياء مبادرة كيري» التي وصفها بـ(المدفونة)، حيث قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا ترتيبات سياسية مطلقاً قبل الأمنية.

ومضى اليماني بالقول إن «موقفنا الذي عبرنا عنه بدعم صريح من التحالف هو أنه لا يمكن القبول ببند واحد من المبادرة (مبادرة الحديدة)، وأننا نتحدث عن مبادرة كحزمة واحدة تنطلق في الأساس من خروج الحوثي من الحديدة ميناءً ومدينةً، وهذا هو الحد الأدنى».

وهذا ما وضع السيد الحوثي إصبعه عليه، حيث صرح قائلاً: نحن قلنا إنه قد تكون لدى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة نوايا إيجابية، ولكن الطرف الآخر يحاول إعاقة مهمته، وقلنا إن البيان الصادر عنه ـ بعد زيارته الأخيرة إلى اليمن ـ تضمن تأكيدا على أن من يعتدون على اليمن هم من يعيقون الحل.

وأضاف: حمّلنا دول التحالف مسؤولية إفشال مهمة غريفيث ودور الأمم المتحدة باليمن، ودعوناه إلى إدراك أنه مع كل زيارة له لليمن يتعرض للابتزاز من قبل دول تحالف العدوان على اليمن عبر الإقدام على تصعيد عسكري وإجرامي، لكي يؤطر مهمته في دور ساعي البريد الحامل للإملاءات والرسائل، وليُسير بحسب رغبات التحالف ان لم يدرك، وهو ما يعني فشله في مهمته استجاب للضغوط، وقد دعوناه إلى أن لا يمارس مهمة سابقه "ولدالشيخ" حتى لا يفشل"، لأن أي تصعيد عسكري سينتهي دون تمكن دول التحالف من حسم المعركة والماضي شاهد .

الحوثي  أشار إلى أنه كان قد قدم في 22 فبراير/ شباط الماضي مبادرة سلام ورؤية للحل للأمين العام للأمم المتحدة تضمنت تشكيل لجنة للمصالحة، والاحتكام للانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان يمثل كل الشعب اليمني وقواه السياسية، ومنع أي اعتداء من دول أجنبية على اليمن، ووضع ضمانات دولية بإعادة الإعمار وجبر الضرر، وإعلان عفو عام وإطلاق كل المعتقلين لكل طرف، ووضع أي ملف مختلف عليه للاستفتاءفيما يخص الحل في الداخل .

وقال إن: الشعب اليمني ما زال يتطلع إلى أن يكون هناك سلام مشرف وعادل لليمنيين من دون أي رضوخ أو استسلام للمعتدين، فالقوى الوطنية دعت إلى الحل السياسي منذ بداية العدوان الأميركي السعودي على اليمن الذي مثّل انقلابا على قرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصا 2210.

وأضاف: لسنا من بدء أو حاول أن يفتح صراعا مع هذا التحالف بل هو من ارتكب الحماقة منذ اليوم الأول للعدوان 26 مارس 2015م.

وفيما لم يبدي الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبدالسلام الذي التقى بغريفيث في مسقط أي رد فعل مباشر لحد الآن لكن قد يمكن استقصاء موقفه في مجمل القضية، من خلال إعادة نشره تغريدة للصحفي اليمني حميد رزق والذي كتب ان "المواقف التي يرددها إعلام العدوان منسوبة لهادي عند لقاءه بالمبعوث الأممي غريفيث في عدن تكشف كيف أن السعودية والإمارات ومن خلفهم الأمريكيين يستخدمون "عبدربه" أداة لتعطيل أي جهود سياسية للأمم المتحدة حتى يتنصلوا هم من المسؤولية ويحملوا هذا الغبي نتائج استمرار الحروب ومأساة المدنيين."

فبينما تتعدد مقترحات أنصارالله في التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وآخرها الحديث مع غريفيث بمسقط، والقبول بالعودة لاحقاً إلى طاولة الحوار، وإشراك الأمم المتحدة في إدارة الحديدة.. لكن يصر هادي على لسان وزير خارجيته خالد اليماني على "انسحاب أنصارالله من الحديدة، أو اللجوء إلى الحسم العسكري".

104-1