نوافذ - هجرة الشباب العربي بين الطموح والخيبة - الجزء الاول

الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٨ - ٠٩:٥٠ بتوقيت غرينتش

هربا من واقع لا كفاف فيه، كانت الهجرة رفعا لفقر ورودا لخير وسعيا لافضل، سنة عرفها الانسان منذ تاريخ سحيق، واليوم هربا من واقع تسوده حروب وفتن قهر وقمع تهميش لكفاءات وتبديد لثروات، كانت هجرة الانسان العربي بحثا عن ملاذ امن حيث لا ظل يحجب عنه نور الشمس.

نزيف قاتل يصيب مجتماعتنا العربية، فكيف السبيل لوقفه ومعالجة ادوائه؟ هل الداء في ندرة الموارد الطبيعية وثرواتها؟ ام في تبديدها واستغلالها غير الرشيد؟ في انخفاض مستوى المعيشة وغلاء الاسعار ام في عجز الحكومات وغياب التخطيط؟

ضيوف الحلقة:

رئيس ملتقى حوار وعطاء بلا حدود د. طلال حمود

الباحث السياسي واستاذ جامعي د. علي مزيد

المحامي والباحث في الشؤون القانونية فيصل كفتارو

الإعلامي والكاتب الصحفي امين ناصر

وقال الدكتور طلال انا اتحدث عن تجربتي كطبيب اولا وكناشط في مجال العمل الاجتماعي والانساني ثانيا: اسباب هجرة الادمغة والشباب هي اسباب متعددة، يأتي في رأس القائمة وفي العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث، الاسباب الاساسية هي سياسية وامنية واقتصادية.

واضاف: الاسباب الاساسية هي عدم الاستقرار السياسي في معظم دولنا خاصة منذ عام2011، فبدأت الثورات في معظم الدول العربية اضافة الى انتشار الارهاب والعمليات الاجرامية، اضافة الى عدم وجود فرص عمل للطاقات وللادمغة العربي، وكذلك عدم توفر مراكز الابحاث والمؤسسات.

 

فيما قال الدكتور علي مزيد: اضافة الى ما قدمه الدكتور طلال، فإن هناك حالة يأس، فعندما نرى مشاهد متكررة لقوارب فيها مجموعات كبيرة من الناس هم لا يهربون دوما من الحرب، فهم يخرجون من مناطق ليس فيها حرب، ليست كل المناطق كسوريا او ليبيا لأن هذا اسميه لجوء اكثر من هجرة، يخرجون في قوارب ليس فيها ادنى مقاومات الامان ولكن لديهم امل ما بفردوس موعود على الشاطئ الآخر.

وتابع مزيد: احد الاسباب هو انه هناك نوع من الانبهار بالغرب، هؤلاء الذين يبحثون عن الجنة الموعودة لأن هناك فئات متنوعة، هناك هجرة العقول والادمغة، ولكن ايضا هناك هجرات لطبقات متدنية في المجتمع هذه الفئات لديها حالة استلاب او انبهار وعندما يصلون يصطدمون والنسبة القليلة هي العقول واصحاب الكفاءات العليا هم من تستقطبهم الدول الكبرى.

من جهته قال المحامي السوري فيصل كفتارو: إن موضوع هجرة الشباب السوري اليوم اصبح مشهدا اعتياديا، حتى ان الهجرة غير المعلنة وغير القانونية اصبحت ممنهجة، وللاسف حتى اقرب الناس هو من يشعجك على الهجرة، فقبل 2011 كان الاهل والاقارب يمنعون الشخص من الهجرة واليوم هم من يدفعك الى الهجرة.

واضاف كفتارو: صحيح ان الوطن غالي وعزيز على الشخص السوري ولكن هناك اسباب قاهرة وعقبات تواجه فئة الشباب مع اختلاف الاهداف والطموحات التي تختلف من شخص الى آخر.

وتابع: شيء مؤسف بشكل عام عندما تقرا ان اكبر موجة نزوح في العالم بعد الحرب  العالمية الثانية هي كانت بالدول العربية، اي ان اكثر من 20 مليون مهاجر هاجروا الى ما وراء البحار.

اما الكاتب العراقي امين ناصر فقال: ان الهجرة من العراق في البداية كانت اسبابها سياسية محضة، لانه ابتدأت الهجرة في اخر السبعينات واوائل الثمانينات عندما استلم زمام الحكم في العراق نظام البعث الدموي الفاشي وقام بقمع وقتل كل معارضيه وحتى الذين لا يعارضوه، وهذا الامر معروف واصبح موثق فيما يتعلق بالمقابر الجماعية والاعتقالات في السجون السرية الى الاغتيالات والاعدامات الى زج الشباب في الحروب.

واضاف: بعد دخول صدام بمغامرته اللعينة الى الكويت وفرض على العراق حصارا اقتصاديا الذي كان نوع من الذل على الشعب العراقي كل الشباب الخريجين والشهادات العليا اصبحوا يعملون في الشارع، وعندما يهاجرون الى دول الغرب يجدون كل الاهتمام والاحترام بحياته الاجتماعية والصحية.

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3650241