ما هي حقيقة الاختبار الأميركي لقنبلة نووي معدلة؟

ما هي حقيقة الاختبار الأميركي لقنبلة نووي معدلة؟
الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٤١ بتوقيت غرينتش

فيما تتواصل الضغوط الأميركية على كوريا الشمالية لاجبارها على التنازل من السلاح النووي، اعترفت قوات الجو الأميركية أنها اختبرت مع إدارة الأمن النووي الوطنية (NNSA) التابعة لوزارة الطاقة، قنبلة نووية موّجهة من طراز B61-12، من متن القاذفة الاستراتيجية B-2 Spirit.

العالمالأمريكيتان

ووفقا لبيان أصدرته وزارة الطاقة الأميركية بهذا الخصوص، اجتازت القنبلة، من دون تزويدها برأس نووي، اختبارين يوم 9 يونيو الماضي في موقع للاختبارات بصحراء نيفادا.

وأعلن مايكل لوتون، الموظف في الإدارة الوطنية للأمن النووي التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية أن: "اختبارات الطيران هذه توضح أن تصميم القنبلة B61-12 مؤهل لتلبية متطلبات النظام التشغيلي، كما توضح التقدم الإضافي الذي يوفره برنامج تمديد عمر قنابل B61-12 وفقًا لمتطلبات الأمن القومي".

وأجرت الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA) التابعة لوزارة الطاقة الأميركية، بالاشتراك مع سلاح الجو في البلاد، في وقت سابق من العام الماضي، اختبارين لتعديل القنبلة النووية B61-12 في ولاية نيفادا. وتم قذف هذه القنبلة دون تجهيزها برؤوس حربية نووية من مقاتلة  .F-15E

وكانت روسيا قد اتهمت القوات الأميركية العام الماضي، بإجراء اختبارات على قنابل نووية تكتيكية لتحسين أدائها وإطالة عمرها الافتراضي بهدف إبقائها في الخدمة الفعلية، قبل نقلها إلى أوروبا لتزويد قواتها المنتشرة في القارة العجوز بها، إلا أن البنتاغون التزم الصمت وتجاهل الموضوع.

وكان الجيش الأميركي أجرى في أبريل الماضي اختبارا لقنبلة نووية تكتيكية تم إسقاطها فوق موقع للرمي بولاية نيفادا. وحسب الإعلام الأمريكي أجرت الإدارة الوطنية للأمن النووي والقوات الجوية الأميركية اختبارا لإسقاط قنبلة نووية غير مشحونة من طراز "B61-12"  المعدل، من مقاتلة أف 16، للوقوف على جاهزية هذه المقاتلة لألقاء هذا النوع من القنابل واختبار المكونات غير النووية في هذا السلاح، بما في ذلك نظام التسليح والتحكم في الإطلاق ومقياس الارتفاع في الرادار، والمحركات الصاروخية وكمبيوتر التحكم.

والقنبلة "B61-12" هي نسخة محدثة من القنبلة "B61" التكتيكية التي صنعت في الستينيات من القرن الماضي.

هذا ويعتبر سيرغي سوداكوف، البروفيسور في أكاديمية العلوم العسكرية الروسية، القنبلة النووية الأميركية الموجهة من طراز "B61-12" بأنها واجهة خادعة تهدف لزيادة الميزانية العسكرية.

وقال الخبير في حديثه لوكالة "نوفوستي"، اليوم الاثنين: "في الأصل لا يمكن أن تمثل هذه القنبلة خطرا على أحد، إلا على بلدان العالم الثالث. إذ أن كل دولة ذات منظومة دفاع جوي ستسقطها. ولا تمثل القنبلة "B61-12" خطرا على روسيا. وتم إنتاجها لزيادة الميزانية العسكرية للولايات المتحدة وتقديم تقرير للناخبين. إنها أعمال حرة وواجهة خادعة".

وتابع أن الولايات المتحدة تقوم حاليا بتحديث قدرتها العسكرية الفنية وتخطط لبدء نشر القنبلة "B61-12" في قواعدها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في كوريا الجنوبية.

وأضاف أن هذه القنبلة تختلف عن سابقاتها، إذ أصبحت أقل حجما وأكثر تنقلا. كما أن الصيغة السابقة للقنبلة كانت تحتاج إلى حاملات خاصة. أما صيغتها المعدلة فمن الممكن إسقاطها على الهدف باستخدام مجموعة واسعة من الطائرات.

وذكر سوداكوف أيضا أن قدرة القنبلة الجديدة (المطورة) ازدادت أيضا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن العالم الحديث لا يحتاج إلى قنابل، بسبب وجود صواريخ ذكية.

وأجرت القوات الجوية الأمريكية في يونيو الماضي أول تجربة رسمية للقنبلة "B61-12"  النووية الموجهة من متن القاذفات الاستراتيجية من طراز "B-2". وتخطط واشنطن لنشر هذه القنابل في القواعد العسكرية في أوروبا، وخاصة في ألمانيا وإيطاليا وتركيا وبلجيكا وهولندا.

وتدل تقييمات دائرة الميزانية للكونغرس الأمريكي على أن واشنطن تخطط لإنفاق 25 مليار دولار لتحديث قواتها النووية التكتيكية خلال السنوات المقبلة.
ويبدو أن الاختبار قبل أيام من عقد لقاء بين الرئيسان الروسي والأمريكي في العاصمة الفنلندية هلسنكي له دلالات سياسية أكثر منها عسكرية موجهة إلى الداخل الأمريكي قبل الخارج. حيث لا يزال ملف التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية مفتوحة، علاوة على ذلك فالرئيس الأمريكي يحاول تسويق نفسه كرئيس للولايات المتحدة لا يتنصل من الالتزامات التقليدية في بلاده لمنافسة الدب الروسي. حيث أعلنت روسيا في الأشهر الأخيرة عن صواريخ متطورة وأنظمة دفاعية حديثة في إطار استراتيجيتها الدفاعية. وحديث الخبير الروسي سيرغي سوداكوف أيضا يأتي في إطار المناكفات السياسية بين البلدين.

216