جيبوتي..جنة القواعد العسكرية وعش للجواسيس

جيبوتي..جنة القواعد العسكرية وعش للجواسيس
الجمعة ٠٦ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:١٤ بتوقيت غرينتش

تعتبر جيبوتي إحدى دول منطقة القرن الإفريقي، شرق القارة الإفريقية، وتشارك حدودها البرية مع ثلاث دول، هي إريتريا شمالا، وإثيوبيا من الشمال الغربي والغرب والجنوب الغربي، والصومال في الجنوب الشرقي.

العالم- أفريقيا

معلومات عن جمهورية جيبوتي

جيبوتي هي مستعمرة فرنسية سابقة ، والتي حصلت على استقلالها عام 1977م. اللغة العربية هي واحدة من اللغتين الرسميتين في البلاد .

جيبوتي دولة أفريقية صغيرة و فقيرة، ولا تزال تعتمد إلى حد كبير على الدعم المالي المقدم من فرنسا، وتقع بين البحر الأحمر وخليج عدن ، على ساحل مضيق باب المندب .
جيبوتي هي واحدة من أكثر المناطق القاحلة والجرداء في أفريقيا. والميناء هو المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للسكان المحليين .عدد سكان جيبوتي هم حوالي 906،000 نسمة . 

أهميتة جيبوتي الاستراتيجية

وتستمد تلك الدولة الصغيرة التي لا تزيد مساحتها عن 23 ألف كيلومتر مربع أهميتها الاستراتيجية والجغرافية من وقوعها على البحر الأحمر وخليج عدن واشتراكها مع دولة اليمن في إدارة مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات المائية في العالم، وضعف اقتصادها وعلاقاتها المتوترة مع جارتيها إريتريا وإثيوبيا، بسبب النزاعات الحدودية المستمرة بين الدول الثلاث، جعلها تفكر جيدا في استغلال أهم مقدراتها ومميزاتها الطبيعية: الموقع الجغرافي الفريد الذي تمتلكه.

وفي هذا السياق عملت جيبوتي على الارتباط بعلاقات قوية ووثيقة مع بعض القوى الإقليمية والعالمية، عبر مقايضة المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها تلك الدول لها بتسهيلات لوجستية.

خمس قواعد عسكرية أجنبية في جيبوتي

موقع جيبوتي الاستثنائي، جعلها محل أطماع لقوى عالمية، حولته على مدى العقدين الماضيين، إلى أشبه بــ"الثكنة العسكرية العالمية"، حيث توجد حالياً خمس قواعد عسكرية أجنبية، وهو رقم قياسي على الصعيد العالمي، بينما تحاول بعض الدول أن تجد لها موطئ قدم في هذا البلد.

من هي القوى الموجودة على أرض جيبوتي؟

 

1- فرنسا

 تأتي فرنسا في مقدمة القوى العالمية المتواجدة حالياً في جيبوتي، بصفتها القوة الاستعمارية السابقة، ويوجد حالياً 5000 من الجنود الفرنسيين على الأراضي الجيبوتية.

2- أميركا

انشأت واشنطن، في أعقاب حرب الخليج، قاعدة "أفريكوم" مقر القيادة الأفريقية التابعة للقوات المسلحة، الذي يعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالقارة الأفريقية، في منطقة مطار جيبوتي الدولي وتضم نحو 4 آلاف جندي، حيث أميركا تنوى توسيع هذه القاعدة. وتعود إقامة هذه القاعدة بشكل واضح بجدوى اقتصادية على جيبوتي، فعقد الإيجار الأمريكي ارتفع في عام 2014 لمبلغ 60 مليون دولار سنويا.

3- ايطاليا

أنشأت إيطاليا قاعدة عسكرية صغيرة في جيبوتيعام 2009، مع إطلاق العملية الأوروبية "أتالانتا" لمكافحة القرصنة في خليج عدن.

4- اليابان

ووجدت اليابان موطئ قدم في عام 2011 في جيبوتي وأنشأت قاعدتاً ، حيث ينتشر حالياً 180 عنصراً من القوات العسكرية اليابانية.

5- الصين

في عام 2009، بدأت بكين مهمتها لمكافحة القرصنة في خليج عدن، الأمر الذي مكنها من نشر قوات بحرية في المنطقة بشكل دائم. وفي عام 2017، افتتحت قاعدة بحرية كبيرة في جيبوتي المجاورة تطل على المضيق الاستراتيجي باب المندب.

وصورت بكين المشروع الأخير كمساهمة في أمن المنطقة وتنميتها، وشمل ذلك إنشاء سكة حديدية إلى إثيوبيا، التي لا تملك منفذا بحرياً.

مطامع السعودية

توصلت السعودية، في شهر يناير 2017، إلى اتفاق مع الحكومة الجيبوتية، من المرجح أن يؤدي في المستقبل إلى فتح موقع عسكري لها على الأراضي الجيبوتية، في الوقت الذي تنشط في المنطقة مجموعة من الدول، في مقدمتها الإمارات، التي تشهد علاقاتها مع الحكومة الجيبوتية، نوعاً من البرودة، على خلفية إلغاء جيبوتي امتياز الإمارات في تشغيل ميناء دوراليه.

يذكر أن بلدان أخرى، كتركيا والهند وروسيا لديهما طموحات في أن تجد لها موطئ قدم في القرن ألأفريقي. 

ووقفت جيبوتي إلى جانب الرياض ضد طهران. وأعلنت عام 2016 قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وسحب سفيرها من طهران، متضامنة بذلك مع الجانب السعودي، في عدائها ضد ايران. ومن جانب أخر سارعت جيبوتي إلى تقديم مساعدات لوجستية لتسهيل عمليات تحالف العدوان السعودي ضد اليمن.

تداعيات عسكرة جيبوتي؟

هذا الوجود العسكري الخارجي الغزير، يشكل "عامل توتر"، حيث تبدو جيبوتي أكثر فأكثر كـ"عش للجواسيس" تراقب فيه الدول بعضها البعض، على غرار ما كان عليه الحال في مدينة طنجة المغربية في الثلاثينيات بحسب ما تناقلتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

كما رأت الصحيفة، أن إلغاء حكومة جيبوتي مؤخراً لامتيازات الإمارات في تشغيل ميناء دوراليه، كشف أن بعض الاحتكاكات قد تطفو على السطح قريباً. ناهيك عن أن التواجد الصيني المتصاعد قد يتسبب في توترات بين جيبوتي وفرنسا وأميركا واليابان.

كما أن هذا الوجود الغربي، قد يجعل من جيبوتي هدفاً للجماعات المسلحة، بما في ذلك جماعة الشباب الصومالية، التي استهدفت في مايو من عام 2014، مطعماً بقلب العاصمة، يرتاده غربيون.

محمد حسن القوجاني