ما هي الرسالة التي وصلت؟!

معارك البحار ودخول حرس الثورة يضع المنطقة على المحك

معارك البحار ودخول حرس الثورة يضع المنطقة على المحك
الأحد ٠٨ يوليو ٢٠١٨ - ٠٩:٠١ بتوقيت غرينتش

رغم اختلاف القراءات السياسية لتهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني بمنع تصدير نفط الخليج (الفارسي)، جاء دخول حرس الثورة على خطها لينقلها للغة العسكرية، في رسالة تصعيد جديدة من طهران التي تتأهب للتعامل مع حرب العقوبات الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

العالم - تقارير

أبرز ردود الفعل على تصريحات الرئيس حسن روحاني

وردت السعودية ومن بعدها الإمارات بتأكيدهما أنهما قادرتان على تعويض أي نقص محتمل في أسواق النفط العالمية، دون أن تشيرا لترامب أو إيران.

وقالت البحرين عبر وزير خارجيتها الشيخ خالد بن أحمد، "إن جمهورية ايران الإسلامية، تطلق النار على نفسها يوما بعد يوم، وذلك في تعليق على التهديدات بـ"إغلاق مضيق هرمز" إن لم يسمح للدول بشراء نفط إيران. بحسب تعبيره!

بالتوازي وضع رئيس اللجنة الثورية العليا لجماعة أنصار الله محمد علي الحوثي تحديا جديدا أمام السعودية والإمارات وقال محمد علي الحوثي، في تغريدة على موقع تويتر: "اليوم وبعد التهديدات أتحدى السعوديين والإماراتيين المرور من مضيق هرمز قبل أخذ الضمانات من إيران عبر حلفائهم أو إرسال أي قطع حربية لتأمين المضيق."

وأعاد رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن، تغريدة كان قد تحدى فيها دول التحالف بإطلاق صاروخ على إيران، قال فيها: "قالت دول العدوان الأميركي السعودي وحلفائه انهم  محاربين إيران في اليمن. اتحداهم يطلقوا صاروخ طماش على إيران".

ووصف الحوثي في تغريدة اخرى أطلقها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" أن مواقف قيادات دولتي ‘‘السعودية والامارات’’ بالمخزية وغير المشرفة من التهديدات الايرانية وأضاف، أنها تدلل على فهمهم للمثل القائل (التلاعب مع الكبار عبث) بجدارة، الا اذا خرجت جيوشهم مع جيوش التحالف الاسلامي للبقاء للتامين والحيلولة دون اغلاق المضيق وهذا امر ابعد بكثير من عطارد.

وتساءل رئيس اللجنة الثورية العليا ان اليمن ليس مضيق هرمز فلماذا يحاصر!؟

من جانبه قال المحلل السياسي عبدالباري عطوان في مقال له حول تصريحات الرئيس روحاني أن: "أهمية تصريحات السيد روحاني غير المسبوقة في خطورتها تنبع في رأينا من ثلاثة أمور رئيسة:

ـ الأول: أنها جرى نشرها على موقع الرئاسة الإيرانية، وأعاد تكرارها الرئيس روحاني في مؤتمر صحافي عقده في جنيف أثناء زيارته لسويسرا حيث قال "لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني بينما يجري تصدير نفط المنطقة".

ـ الثاني: إشادة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني لها، وقوله إن "الحرس" مستعد لتطبيق استراتيجية تعرقل صادرات النفط الإقليمية حال حظرت أميركا مبيعات النفط الإيرانية، مضيفاً "هذا هو روحاني الذي نعرفه".

ما هو مضيق هرمز؟

هو ممر مائي ضيق يقع بين إيران وعمان، يصل الخليج فارسي بخليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي. تحيط بالخليج الفارسي أكبر دول العالم إنتاجاً للنفط والغاز الطبيعي ومنها إيران والعراق والكويت والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. هو إذن النقطة البحرية الضيقة في نهاية الخليج الفارسي.

ما أهميته الاقتصادية؟

تعبر هذا المضيق حوالي ثلث شحنات النفط البحرية العالمية، ما يجعله أهم نقطة اختناق لشحنات الخام. ففي عام 2015 عبرت المضيق حوالي 30% من شحنات الخام العالمية وغيرها من سوائل البترول المتاجر بها بحرياً، وفق آخر بيانات الإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة. وفي عام 2016 مر عبر مضيق هرمز رقم قياسي من براميل النفط بلغ 18.5 مليون برميل يـومـيـاً وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية آنفة الذكر، ففي ذاك العام بلغ الطلب العالمي على النفط 96.6 مليون برميل في اليوم حسب وكالة الطاقة الدولية التي مقرها باريس.

هل من بديل آخر لنقل النفط خارج المنطقة؟

لا توجد في المنطقة سوى دولتين قادرتين على ضخ إنتاجهما من النفط الخام والغاز الطبيعي عبر الأنابيب خارج المنطقة، هما السعودية والإمارات، بيد أن شبكة أنابيبهما تستطيع ضخ جزء يسير مقارنة بالكميات الضخمة التي تعبر المضيق. تفيد الوكالة الدولية للطاقة بأن الدولتين كانت لديهما في نهاية عام 2016 القدرة على ضخ مقدار 6.6 مليون برميل يومياً عبر شبكتيهما، إلا أنهما لم تضخا سوى 2.7 مليون برميل من تلك الطاقة الاستيعابية في ذلك الوقت.

هناك أنابيب للسعودية والإمارات لكنها لا تكفي لنقل الكميات المطلوبة. ومؤخراً هددت إيران بغلق مضيق هرمز عام 2011 وعام 2012 عندما تزعم الرئيس باراك أوباما حملة لفرض عقوبات عالمية على إيران نظراً لأبحاثها في مجال تطوير الأسلحة النووية. بيد أن إغلاق المضيق لم يتم لأن حملة حنكة السياسة الايرانية تمكنت أخيراً من إجبار الدول العظمى على الجلوس الند بالند على طاولة المفاوضات التي أثمرت عن اتفاق 2015 النووي، وانسحاب امريكا منه مؤخراً.

 وحول انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي قال مراقبون أن الشركات الأوروبية والروسية والصينية وحتى الأميركية ستتضرر و ستفقد مئات المليارات التي حصلت عليها في مشاريع وصفقات أتاحها الاتفاق النووي.

وعلى المستوى السياسي، يتوقع محللون أن يعمق القرار الأميركي من الفجوة بين الأوروبيين وإدارة ترامب، كما سيزيد من احتمالات انفجار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وزيادة وتيرة السباق النووي

ولكنه -في المقابل- سيقوي الأواصر بين "إسرائيل" ومحور عربي تسير في ركابه السعودية والإمارات والبحرين، وهي الدول التي هللت لقرار ترامب ورحبت به كثيرا

وقبل روحاني اطلق إسحاق جهانجيري النائب الأول للرئيس الإيراني تهديدات الأحد الماضي قال فيها إن "أي طرف يحاول انتزاع (حصة) إيران بسوق النفط إنما يرتكب خيانة عظمى بحق إيران وسيدفع ثمنها يوما ما".

و كان الرئيس روحاني قد هدد بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة من المرور في المضيق، حال مضت واشنطن قدما في خططها لإجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني.

وقد أشاد الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس بالحرس الثوري الإيراني، بتصريحات رئيس جمهورية ايران الإسلامية حسن روحاني، وقال سليماني إن حرس الثورة مستعد لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية، حال حضر أمريكا مبيعات النفط الإيرانية.

وبعد التحذيرات والتهديدات الإيرانية جاء الرد الأميركي على لسان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، يوم الخميس الماضي، حيث قال: "إن البحرية الأميركية مستعدة لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة، وذلك بعدما هددت إيران بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز، إذا حظرت واشنطن مبيعات النفط الإيراني".

وأضاف المتحدث بيل أوربن، وهو برتبة كابتن في البحرية، في رسالة لرويترز بالبريد الإلكتروني أن "الولايات المتحدة وشركاءها يوفرون ويعززون الأمن والاستقرار في المنطقة. ومستعدون معاً لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة حيثما يسمح القانون الدولي".

والسؤال، هل ان الولايات المتحدة واثقة الى هذا لحد من استطاعتها ضمان حركة ملاحة سفنها الحربية في المنطقة لتتمكن من اطلاق الوعود حول تعهدها ضمان حرية ملاحة الحركة التجارية فيها؟

الايام اثبتت للعالم شرقه وغربه، تكرار تنصل الولايات المتحدة عن وعودها وان هذه الدولة لن تفي بوعد طالما اذا ما تعرضت مصالحها للخطر.