"تفريق عائلات المهاجرين"..

قرار تراجع عنه ترامب تحت الضغوطات.. والأزمة مستمرة

قرار تراجع عنه ترامب تحت الضغوطات.. والأزمة مستمرة
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٥٦ بتوقيت غرينتش

من ضمن قرارات ترامب المثيرة للجدل، قرار فصل الأطفال المهاجرين عن اهاليهم الذي أصدره الرئيس الأمريكي في 7 ايارمايو الماضي واضطر للتراجع عنه تحت ضغوطات داخلية وخارجية بفترة قصيرة.

العالم . تقارير

تعيش عائلات من المهاجرين، هرب معظمها من العنف المزمن فى أمريكا الوسطى، وقد تفرق أفرادها منذ أكتوبر 2017 فى الولايات المتحدة، إلا أن وتيرة الفصل تسارعت بشكل واضح منذ مطلع مايو الماضى، بعدما أعلن وزير العدل جيف سيشنز، أن كل المهاجرين الذين يعبرون الحدود بطريقة غير مشروعة سيتم توقيفهم سواء أكانوا برفقة قاصرين أم لا، مشيرا إلى أنه بسبب عدم إمكانية إرسال الأطفال إلى السجن الذى يتم توقيف أهلهم فيه، فإن هذا الأمر يؤدى إلى فصل الأطفال عن ذويهم.

وذكر مسؤولون في هيئة الهجرة الأمريكية أن 2342 طفلا فصلوا عن ذويهم البالغ عددهم 2206 بين 5 مايو/ أيار و9 يونيو/ حزيران. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن أطفالا في سن الرضاعة فصلوا عن ذويهم وأخذوا إلى مركز خاص.

ردود الفعل على قرار ترامب

أثار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حفيظة الكثيرين بسبب موقفه من الهجرة وسياسته القائمة على فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم و واجه موجة من الانتقادات و المظاهرات.

ردود افعال داخلية

خرجت مظاهرات في عموم مدن الولايات المتحدة احتجاجا على سياسيات ترامب حيال الهجرة وخاصة احتجاز الأطفال في مواقع منفصلة عن ذويهم. وخرجت مئات المسيرات تحت شعار "الأسر تنتمي لبعضها".

وقالت نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الاميركي: "أي مستوى من الانحطاط؟ ما هو مقياس شخصيتك وتعاطفك والتزامك لان تجعل أميركا أفضل، أنك تدافع عن سياسة سلب الأطفال من احضان آبائهم وأمهاتهم ".

وتراجع حكام 9 ولايات من بينها ولايتان جمهوريتان، عن قرار إرسال قوات الحرس الوطني إلى الحدود الأمريكية - المكسيكية.

وأشار استطلاع للرأي أعدته وكالة رويترز إلى "أن أغلب الأمريكيين يعترضون على هذه السياسة، ولا تساندها إلا نسبة 28 في المئة منهم".

ردود أفعال عالمية

قالت رئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إن "صور الأطفال تبدو كأنها أقفاص مؤثرة، وهو تصرف غير صحيح".

وعبر البابا فرانسيس، في حوار مع وكالة رويترز، عن مساندته لتصريح كبير أساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الذي وصف السياسة بأنها "مخالفة لقيمنا الكاثوليكية، وغير اخلاقية".

وقالت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، التي سبق أن ساندت سياسة ترامب، إنها "لا توافق على فصل الأطفال عن ذويهم".

ووصف وزير الخارجية المكسيكي، لويس فيديغاري كاسو، المعاملة بأنها "وحشية وغير إنسانية، وتنتهك حقوق الإنسان بطريقة صارخة".

ترامب يتراجع عن قراره!

بعد أسابيع من الغضب محليا ودوليا، استجاب ترامب للضغوطات ووعد بأنه "سيبقي العائلات مع بعضها" في مراكز احتجاز المهاجرين.

وقّع الرئيس الأمريكى، في أواخر حزيران يونيو، أمرا تنفيذيا ينهى سياسة فصل أطفال طالبى اللجوء عن ذويهم عند احتجازهم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وإدعى إن السبب وراء قراره الأخير هو صور الأطفال الذين انتزعوا من والديهم، الذين يقبعون قيد السجن وينتظرون المحاكمة بسبب عبورهم الحدود بطريقة غير قانونية وأضاف “لا أحب منظر الأسر المنفصلة”.

ورغم هذه التصريحات لكن لايخفى على أحد أن السبب الحقيقي وراء تراجع ترامب عن فصل أطفال المهاجرين عن ذويهم يكمن في الضغوطات الداخلية والخارجية التي تعرض لها الرئيس الأمريكي.

لم شمل العائلات...الأزمة مستمرة

رغم القرار التنفيذى الذى أعلنه ترامب فيما بعد بتوحيد العائلات، إلا أن القرار لم يتم تنفيذه بالشكل المتوقع، ومازالت الأزمة مستمرة، فقد دعت المكسيك يوم أمس (الجمعة) الولايات المتحدة، إلى لم شمل الأسر المهاجرة التي تم فصلها على الحدود بين البلدين على وجه السرعة.

وقالت الرئاسة بعد اجتماع بين الرئيس انريكي بينا نييتو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن بينا نييتو "عبر عن قلقه" بشأن آلاف الأطفال المنفصلين عن ذويهم. ودعا بينا نييتو إلى "بديل دائم يعطي الأولوية لرفاهية وحقوق القاصرين".

وأعلنت حكومة هندوراس انها أحصت أكثر من 450 طفلا من رعاياها فصلوا عن ذويهم بموجب سياسة "عدم التسامح التام" في الولايات المتحدة مضيفة انها تعمل على اعادة لم شملهم.

واعلنت وزارة الخارجية في بيان "في 9 تموز/يوليو تم فصل 459 قاصرا هندوراسيا عن اهاليهم بحسب تقارير رسمية". وكانت المديرة المكلفة حماية المهاجرين ليزا ميدرانو قدرت هذا العدد الخميس ب313 قاصرا.

علاوة على ذلك تشير بعض التقارير أن مسؤولي الهجرة أبلغوا المهاجرين الآباء بضرورة دفع تكاليف لم شملهم مع أولادهم. وأشارت وثائق للمحكمة من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، إلى أن مسؤولي الهجرة طلبوا بشكل مبدئي من أحد الآباء دفع 1900 دولار ليتم لم شمله مع ابنه.

وإثر هذه التقارير فقد أمر قاض أميركي الحكومة بتمويل تكاليف لم شمل المهاجرين مع أبنائهم بعد فصلهم عند الحدود الأميركية المكسيكي. واعتبر القاضي "دانا سابراو" أنه ليس من المنطق أن يدفع الآباء تكاليف فصلهم عن أبنائهم، وأمر بلم شمل الأطفال بحلول 26من يوليو/ تموز.

هذا و كان القاضي سابراو قد رفض طلب الرئيس الأمريكي بتمديد الموعد النهائي لإعادة جمع العائلات المنفصلة على الحدود وقال سابراو ـ وفقا لـ ذا هيل - إن الوزارة يجب أن تمتثل للموعد النهائي في 10 يوليو لإعادة لم شمل الأطفال دون الخامسة من العمر مع والديهم، وفي 26 يوليو للأطفال الآخرين، وفقا لوكالة أسوشيتد برس 

ولكن لم تفي الحكومة بالموعد النهائي الأسبوع الماضي للم شمل الأطفال الأصغر سنا مع آبائهم، فهل ستنتهي أزمة تفريق العائلات في 26 من يوليو تموز؟ لايبدو الأمر كذلك...