ردا على حظر ترامب على ايران..

أوروبا تدير ظهرها لترامب وتواصل دعمها لإيران وللاتفاق النووي + فيديو

الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:١٤ بتوقيت غرينتش

كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد ان الدول وخاصة الاوروبية ستلتحق به في حظره على ايران.. الا ان الاتحاد الاوروبي رفض عزل ايران اقتصاديا وطالب بإعادة فتح أرصدة البنك المركزي الايراني لديه.

العالم - تقارير 

ترامب في حملاته الانتخابية كان يعلن عدم قبوله بالاتفاق النووي، وكان يعتبره اسوء اتفاق وافقت عليه اميركا وتوعد اذا انتخب رئيسا سيخرج اميركا من الاتفاق النووي.

ولم تكن حملاته الدعائية ضد ايران فقط بل كان يقول ان بلاده لديها ديون تبلغ 20 ترليون دولار بمعنى ان خزينته خالية فبدأ يطالب اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية والسعودية أن يدفعوا للولايات المتحدة لأنها توفر "لهم خدمة هائلة ونخسر الثروات".

ويقول لن نكون لقمة سائغة، و قال حول السعودية إن المملكة قد تصبح قريبا هدفا لتنظيم "داعش"، إضافة إلى متاعبها في اليمن، مشيرا إلى أن "السعودية ستكون في ورطة كبيرة قريبا، وستحتاج لمساعدتنا.. لولانا لما وجدت وما كان لها أن تبقى"، بل واتهمها بالتدخل في اليمن المجاور طمعا في نفطه وثرواته.

وكان يقول: إن السعودية بمثابة بقرة حلوب لبلاده، ومتى جف ضرعها ولم يعد تعطي الدولارات والذهب عند ذلك يأمر بذبحها أو يطلب من الغير أن يذبحها.

وتحققت النبوءة وصار ترامب الرئيس الخامس والاربعين لاميركا ثم نفذ قوله وسحب اميركا من الاتفاق النووي.

لماذا خرج ترامب من الاتفاق النووي؟ وجمع جميع رؤساء الدول العربية والاسلامية في مكة واستبز السعودية بـ450 مليار دولار.

في نظرنا هناك عدة امور دعت ترامب الخروج من الاتفاق النووي اولا نعرف ان ترامب تاجر، فديدن التاجر قياس جميع الامور لمصلحته المادية، فهو ليس له مبادئ ولايلتزم باعراف  ولايخطو خطوة ولايقدم على عمل ولاينبس بشفة الا وقد عرف مقدار ربحه المالي؟

ترامب بعد وصوله الى سدة الحكم تصور ان الجمهورية الاسلامية الغنية بنفطها وغازها يستطيع ان يرعبها ثم يبتزها مثل بقية الدول العربية، لذلك لم يخرج من الاتفاق النووي دفعة واحدة بل شرع بزيادة تهديداته لايران في امل ان تخاف منه كما خافت بقية دول مجلس التعاون، الا ايران وقفت بوجهه بصلابة، حيث جاء قول قائد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي لترامب كالصفعة القوية عندما قال اذا خرجت اميركا من الاتفاق النووي  فنحن سوف نحرقه.

ثانيا ترامب كان يتصور انه اذا خرج من الاتفاق النووي ستلتحق به جميع الدول، خاصة الاوروبية، الا ان هذا لم يحدث فالصين وروسيا والهند اعلنت التزامها بالاتفاق النووي وحتى الدول الاوروبية خيبت امل ترامب:

وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يرفضون عزل ايران اقتصاديا 

ورفض وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي رسميا طلب الولايات المتحدة لعزل إيران اقتصاديًا بعد تاكيد مصادر دبلوماسية ان واشنطن رفضت طلبا اوروبيا لإعفاء شركاتها من اجراءات الحظر الاميركية ما استدعى أقرار الاوروبيين آلية قضائية لحماية شركاتهم العاملة في ايران.

وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني "لقد اقرينا تحديث نظام العرقلة سنتخذ كل الاجراءات لجعل ايران قادرة على الاستفادة اقتصاديا من رفع العقوبات.. لست قادرة الان على التأكيد بان جهودنا ستكون كافية الا اننا سنبذل كل ما في وسعنا لان تداعيات موت الاتفاق النووي ستكون كارثية".

وسيصبح قانون العرقلة الاوروبي نافذا في السادس من آب/اغسطس وهو تاريخ بدء تطبيق اول دفعة من اجراءات الحظر الاميركية ضد ايران.

من جهته شدد وزير الخارجية الفرنسي على ضرورة افساح المجال امام ايران للمضي في بيع نفطها.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان" الاتحاد الاوروبي والدول المتبقية في الاتفاق النووي تعمل على ايجاد آلية مالية تضمن لايران ان تبقى قادرة على تصدير نفطها"

الى ذلك اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف انه لا توجد سوقا اكثر امنا وثقة للاستثمار الاجنبي من السوق الايرانية.

وقال ظريف ان "العالم الان على مفترق طرق هل سيقبل الاملاءات الاقتصادية الاميركية؟ التساؤل يبقى حول قدرة شركائنا في الاتفاق النووي على مواجهة الاجراءات الاميركية المتغطرسة".

وفي بكين حيث استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ  رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك والوفد المرافق له اكد الجانبان ضرروة الالتزام بالاتفاق النووي باعتباره عنصرا اسياسيا لحظر الانتشار النووي وإنجازا دبلوماسياً مهما.

اذن الكرة الان باتت في ملعب الدول المتبقية في الاتفاق النووي لطمأنة ايران حول ضمان مصالحها الوطنية للبقاء في الاتفاق النووي عبر آليات واجراءات يمكن التأكد من مصداقيتها وامكانية الاستمرار بها.

ثم الخبر الثاني الذي استغاظ ترامب منه هو أن:

اوروبا تدرس إعادة فتح أرصدة البنك المركزي الايراني لديها

أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا دراستها موضوع إعادة فتح أرصدة البنك المركزي الايراني لدى مصارفها المركزية كسبيل للحفاظ على الإتفاق النووي.

وذركت صحيفة "وال استريت" التي اوردت النبا ان هذه الخطوة تعد إشارة ايجابية لافتة للإنتباه تُبيّن إمكانية مواصلة الدول الاوروبية التزامها بالاتفاق النووي وتصديها لسياسات الحظر الأميركية ومواجهة مساعي هذا البلد الرامية الى عزل ايران دولياً.

وكانت ايران قد حذّرت هذه الدول من امكانيه إنسحابها من الإتفاق النووي إن لم تقم الدول الاوروبية بعرض ضمانات لصالح ايران تخدم الإتفاق

بعدما راى ترامب ان ما حاكه تجاه ايران اصبح هزيلا ولم يهتم به احد اراد ان لا يكون عقب القافلة فهذا وزير خزانة اميركا يلمح إلى أن واشنطن تدرس إعفاءات من "العقوبات الإيرانية".

نعم هذه هي السياسة الاميركية لا ترى الا مصالحها، كيف يبقي الاتحاد الاوروبي تجارته مع ايران واميركا لا، فسارع وزير الخزانة الاميركية باطلاق تصريحات لاجل ان لاينقطع خيطه مع ايران.

اما الصفعة الاقوى التي تلقاهي ترامب هي ان قادة الاتحاد الأوروبي توجها الاثنين والثلاثاء إلى بكين ثم طوكيو لتوطيد العلاقات التجارية مع هذين البلدين لمواجهة دونالد ترامب في حربه التجارية العالمية... فيما توجه وفد أوروبي آخر إلى الولايات المتحدة من أجل إجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين لمحاولة وضع حلول للتوترات التجارية.

وليس بعيداً ان تنظم ايران الى هذا التحالف الذي اصبح بمثابة القشة التي ستكسر ليس ظهر البعير بل ظهر ترامب.