دور لبنان في اعادة اعمار سوريا

دور لبنان في اعادة اعمار سوريا
الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:١٢ بتوقيت غرينتش

يقول الخبراء الدوليون إن إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة في سوريا ستتطلب من 200-300 مليار دولار على الأقل.

العالم - تقارير

وتشمل هذه العملية الاعمارية، المباني السكنية والتجارية والمصانع والخطوط الكهربائية والطرق والاتصالات وغيرها من البنى التحتية التي دمرتها الحرب خلال السنوات السبع الماضية.

ويعدّ مشروع اعادة اعمار ​سوريا​ الأهمّ بالنسبة للبنان​ الذي يُنتظر أن يكون له دور أساسي في هذا المجال، بحيث يساعد هذا الأمر على إعادة تحريك العجلة الاقتصادية اللبنانية التي تأثّرت سلباً خلال ​الحرب السورية​ نتيجة عدّة عوامل أبرزها ​النزوح السوري​ الكثيف وتداعياته وصعوبة حركة التصدير والتبادل التجاري.

ويختلف الوضع الحالي عن الأيام السابقة، خصوصاً وأن ورشة إعادة إعمار سوريا باتت اليوم في انتظار الاعلان عن انطلاقها، مع بسط ​النظام السوري​ سيطرته على مساحة شاسعة من الأراضي في سوريا. ويعوّل الكثيرون على دور لبناني في ان يكون بوابة لهذه الورشة، ليبقى السؤال: هل يكون لبنان شريكا أساسيا في اعادة اعمار سوريا؟

كل المؤشرات تعطي لبنان الافضلية في الورشة المرتقبة، وعليه، بدأ عقد المؤتمرات تحضيراً للمرحلة القادمة، ومنها ورشة عمل متخصصة بآفاق الاستثمار بمرحلة اعادة الاعمار بعنوان "How & Why - Invest Syria Re -Build " في بيروت. وهنا يرى المدير التنفيذي لشركة الباشق السورية المنظمة للورشة تامر ياغي أن "اعادة اعمار سوريا هي المرحلة التي يراهن عليها الإقتصاد العالمي خلال السنوات العشر المقبلة".

ولفت ياغي  الى أننا "نسعى الى تنظيم مثل هذه المعارض وذلك حتى نحفّز الأسواق اللبنانية لتكون نقطة إنطلاق الى سوريا"، مضيفاً: "يمكن للبنان أن يلعب دوراً عن طريق الصناعة والتجارة وحتى عن طريق ​القطاع المصرفي​ اللبناني الذي يمكن أن تستخدمه سوريا كممر في ظلّ الحصار عليها، فيتحول الى طرف ثالث يربط سوريا بالشركات العالمية".

 

من جهته، يرى المدير التنفيذي لشركة "شام القابضة" نصوح النابلسي أن "العقوبات على سوريا ستشكّل العامل الاساس الذي سيعيق عملية إعادة الإعمار بسهولة"، مشيرا الى أن "العقوبات الاقتصادية شلت كل نواحي الحياة، ولكن القاعدة الأساسية تم وضعها، والخطوات التي تتخذها ​الحكومة السورية​ في تعديل أنظمة الاستثمار كانت جريئة وهي ستساهم في تأمين تسهيلات للمستثمرين وتوفّر في المرحلة القادمة طفرة على صعيد الإستثمار".

أما العضو السابق لمجلس الشعب السوري​ مايا سعادة فأكدت أن "اعادة الإعمار بدأت، ليس على صعيد ​البناء​ ولكن على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي"، لافتة في نفس الوقت الى أن "سوريا يمكن أن تستفيد من الخبرات اللبنانية التي تمرّست في السنوات السابقة في مجال إعادة الإعمار، خصوصاً وأن لبنان مرّ بحروب إستلزمت إعادة اعماره".

لم تعد عملية اعادة الاعمار في سوريا بعيدة، وفيما تصب كل التوقعات في خانة استفادة لبنان من هذا الحدث الذي سيشكل العنصر الاقتصادي الابرز في المنطقة للسنوات المقبلة، على اللبنانيين ان يتحضروا جيداً لمواكبة الوضع وعدم تفويت الفرصة لتحقيق انطلاقة اقتصادية موعودة.

وعلى الصعيد ذاته حدد الرئيس السوري، بشار الأسد، مصادر الأموال التي يمكن أن تسهم في عملية إعادة الأعمار في سوريا، دون مشاركة الدول الأوروبية.

وأعلن الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة “NTV” الروسية في  24 من حزيران الماضي ، أنه لن يسمح للدول الأوروبية بالمشاركة في عملية الإعمار بالرغم من التكلفة العالية للعملية والتي قدرها بـ 400 مليار دولار.

 

وقال إنه “يمكننا الحصول على القروض من أصدقائنا (روسيا وإيران)، ومن السوريين الذين يعيشون في الخارج، ومن السوريين الذين يعيشون في الداخل، وكذلك من أموال الحكومة”.

وأضاف “نحن لسنا قلقين بهذا الشأن، قد يستغرق ذلك وقتًا أطول، لكننا لسنا قلقين على الإطلاق بشأن إعادة إعمار سوريا”.

تصريحات الرئيس الأسد جاءت ردًا على سؤال حول قدرة سوريا على إعادة الإعمار دون مشاركة الدول الأوروبية، التي تشترط حلًا سياسيًا.

وجدد الرئيس الأسد  رفضه لمشاركة أي دول أوروبية بإعادة الإعمار باعتبارها أسهمت في الحرب ضد سوريا، قائلًا “نحن ببساطة شديدة، لن نسمح لهم بأن يكونوا جزءًا من هذا السوق”.

واضاف  “لن يكونوا جزءًا من إعادة الإعمار لأننا ببساطة شديدة لن نسمح لهم أن يكونوا جزءًا منها، سواء أتوا بالمال أم لا، وسواء أتوا بقرض أو بمنحة أو بتبرع أو بأي طريقة كانت”.

وتعتمد سوريا اساسا في عملية اعادة الاعمارعلى الدول الصديقة بما فيها ايران وروسيا  ودول اسيا الوسطى و لبنان والدول الاسيوية وان لبنان يمكن ان يقوم بدور مهم في هذه العملية نظرا لقربه الجغرافي وطاقاته في مجال البناء.