لبنانيون يرشدون العشرات من السلاحف الصغيرة نحو البحر

لبنانيون يرشدون العشرات من السلاحف الصغيرة نحو البحر
الأربعاء ٠١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:٢٦ بتوقيت غرينتش

تابع عشرات المواطنين والمهتمين عملية “غزو جماعي” لحوالي 200 سلحفاة بحرية حديثة التفقيس بدروعها السوداء المائلة إلى الأخضر المرقط، على شاطئ المنصوري على بعد حوالي 15 كيلومترا جنوب مدينة صور. وقد توجهت السلاحف الصغيرة غريزيا إلى مياه المتوسط بعدما فقست بيوضها.

العالم _ منوعات

وشقت السلاحف البحرية الصغيرة طريقها إلى البحر للمرة الأولى، الأحد الماضي، بعدما وضعت السلاحف الكبيرة بيوضها تحت رمل شاطئ قرب مدينة صور في جنوب لبنان، وقد احتضن فريق من المتطوعين الناشطين في مجال البيئة أعشاش هذه السلاحف ضمن مشروع “البيت البرتقالي” (أورانج هاوس) بإشراف منى خليل التي تعمل في رعاية محمية المنصوري منذ العام 2000.

وأكدت خليل أن الهدف من العملية هو التوعية، موضحة “أردنا أن يرى الناس ولا سيما الأطفال كيف تخرج السلاحف متجهة من بيوضها إلى البحر. منطلقنا هو التوعية حول الحفاظ على البحر وبيئته، فثمة لبنانيون لا يعرفون أن في لبنان سلاحف تبيض بيوضها وتضعها تحت رمل الشاطئ”.

وأعربت عن قلقها “من إقامة المنشآت السياحية العشوائية على الشاطئ على حساب البيئة، حيث ستغادر عندها أنواع كثيرة من حيوانات المنطقة لتلجأ إلى مناطق آمنة لها”.

وأشارت إلى أنها كانت قبل سنوات تهتم برعاية حوالي 50 عشا بداخلها 5 آلاف إلى 6 آلاف بيضة إلا أن هذا العدد تراجع إلى 23 عشا الآن.

وأكدت “ثمة مخاطر عدة تحيط بحياة السلاحف البحرية على الشاطئ اللبناني أبرزها الصيد البحري بالديناميت الذي يمارسه بعض الصيادين، وغزو الإسمنت بمشاريع سياحية تحتل الشواطئ، إضافة إلى الإنارة المنتشرة على الشاطئ. كلها تشكل إزعاجا للسلاحف وتجعلها تهجر المنطقة”.

وبدأت خليل قبل 18 عاما حماية موطن السلاحف على شاطئ المنصوري وقد نجحت في إدراج “منطقة المنصوري ضمن الخارطة العالمية للسلاحف البحرية”.

ويساعد خليل عشرات المتطوعين من مختلف المناطق اللبنانية ضمن مشروع حماية السلاحف “البيت البرتقالي”.

ويشهد لبنان تعديات عدة على الأملاك البحرية مع عمليات بناء عشوائية تهدد التنوع البيئي والحياة البحرية.

وبحسب تصريحات سابقة لخليل، فإنها بدأت عملها في حماية السلاحف بالصدفة قبل عشر سنوات، مشيرة إلى أنها تهتم بشكل أساسي بالبيوض التي تتركها السلاحف وتساعدها على التفقيس، ثم تعنى بصغار السلاحف، قبل أن تنطلق هذه الأخيرة بدورها إلى البحر.

وأوضحت خليل “في بعض الأحيان، لا تكون البيوض ناضجة، فنضعها في حاضنات خاصة رطبة فيها مياه ساخنة ليومين لتتمكن من التفقيس. عندها ننقل الصغار بأيدينا إلى البحر خوفا من اصطدامها  بالسلطعون أو أي حيوان بحري آخر يكون في انتظار الضعيف لينقض عليه”.

ووفقا لمصادر إعلامية، فإن خليل كانت تعيش في هولندا وتعمل في أحد متاحفها قبل عودتها إلى لبنان واكتشافها صدفة خلال سباحتها قبالة المنزل، ظاهرة السلاحف البحرية، فقررت الانصراف للاعتناء بها، وتسعى إلى جعل المنطقة الرملية كمحمية طبيعية، ولا سيما أن المكان بدأ يشهد إقبالا من الزوار.

وتجدر الإشارة، إلى أن السلحفاة الواحدة تضع تقريبا بين خمسين إلى سبعين بيضة كل سنة دفعة واحدة، وهناك نوع محدد نادر هو السلحفاة الخضراء ذات الرأس الضخم والنقاط الخضراء حول العنق، والتي تضع بين ما يقارب مئة إلى 150 بيضة.

تصنيف :
كلمات دليلية :