العلاقات التركية الأمريكية إلى مزيد من التوتر ومستقبل غير معروف

العلاقات التركية الأمريكية إلى مزيد من التوتر ومستقبل غير معروف
الخميس ٠٢ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:١٩ بتوقيت غرينتش

تصاعدت الأزمة بين أمريكا وتركيا على خلفية احتجاز أنقرة للقس الأمريكي، أندرو برونسون، وكان آخر فصولها، فرض عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية على وزيري العدل والداخلية التركيين، الأربعاء. يأتي ذلك بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على تركيا ما لم يتم الإفراج عن القس الذي فرض القضاء عليه الإقامة الجبرية عوضا عن الحبس الأسبوع الماضي.

العالمتقارير

نشرت وزارة الخزانة بيانا أعلنت فيه عن فرض عقوبات على وزير الداخلية التركي سليمان سويلو، ووزير العدل، عبد الحميد غل، لدورهما في اعتقال واحتجاز برونسون.

وقالت الخزانة الأمريكية في بيانها: "هذان المسؤولان يقودان منظمات تابعة للحكومة التركية وهي مسؤولة عن انتهاكات تركيا الصريحة لحقوق الإنسان".

بدوره، أكد وزير العدل الأمريكي، ستيفن مانشن، أن احتجاز القس الأمريكي دون وجه حق أمر لا يمكن القبول به، ونوّه إلى ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن واشنطن تنتظر من أنقرة الإفراج عن برونسون.

عندما لا يبالي وزير العدل التركي بالخطوة الأمريكية المستفزة

علق وزير العدل التركي، عبد الحميد غل، بسخرية على قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات عليه، على خلفية اعتقال القس الأمريكي، أندرو برانسون، من قبل السلطات التركية.

وقال عبد الحميد غل، الأربعاء، في أول تعليق له على قرار الإدارة الأمريكية، إنه سيكتفي بالعيش في بلده تركيا إلى آخر لحظة في حياته، مؤكدا أنه لا يملك أي استثمار في الولايات المتحدة.

وكتب غل على صفحته في تويتر: "سأعيش على هذه الأرض وأموت فيها. ليس لي أي شجرة في الولايات المتحدة ولا في أي بلد آخر، وليس لدي استثمار ولو بقرش واحد خارج تركيا".

رفض وإدانة تركية قوية على الخطوة الأمريكية

أعلنت وزارة الخارجية التركية مساء الأربعاء، أنها تدين بشدة فرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا.

وقالت الوزارة، في بيان، إنها تدعو الإدارة الأمريكية للتراجع عن "قرارها الخاطئ"، مؤكدة عزم أنقرة على الرد بالمثل على هذا الموقف العدائي الأمريكي الذي لا يخدم أي هدف، بحسب البيان.

القضاء التركي رفض الافراج عن القس الأمريكي المحتجز

وتأتي الأزمة في العلاقات بين البلدين بعد أن رفضت محكمة تركية، التماسا لرفع الإقامة الجبرية عن القس الأمريكي المحتجز في البلاد بتهمة التجسس والإرهاب أندرو برانسون.

وذكر تلفزيون "خبر" الرسمي التركي أن القضاء رفض الالتماس المقدم من قبل القس أثناء محاكمته، حيث احتجز في 9 ديسمبر 2016 بتهم "التجسس والتواطؤ" لصالح الداعية التركي المعارض فتح الله غولن و"حزب العمال الكردستاني".

اردوغان مشيرا إلى صفقة المقاتلات اف 35: لغة التهديد لن تفيد

وقبل ساعات من الإعلان عن العقوبات الأمريكية على الوزيرين التركيين كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال إنة لغة التهديدات لن تفيد، ولا يليق بأمريكا استخدامها مؤكدا عدم خضوع بلاده للتهديدات، في إشارة إلى تهديدات من واشنطن بإيقاف عملية تسليم أنقرة مقاتلات أف- 35.

وفي تصعيد للهجة الهجوم على واشنطن، اعتبر أردوغان أن تهديدات ترامب تحمل ما أسماها "العقلية الإنجيلية الصهيونية" وقال: "من غير الممكن قبول لغة التهديد التي تستخدمها العقلية الإنجيلية الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية".

واوضح اردوغان أن تركيا لا تعاني من مشاكل مع الأقليات الدينية مضيفا: "سنواصل المضي قدما في السبيل الذي نؤمن به، دون أدنى تنازل عن حريتنا واستقلالنا واستقلالية قضائنا".

ترامب يصف القس المحجوز في تركيا بالرجل المسيحي العظيم

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كتب الخميس الماضي، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "الولايات المتحدة ستبدأ بفرض عقوبات واسعة ضد تركيا"، بسبب خضوع القس الأميركي أندرو برانسون، للمحاكمة في تركيا بتهم التجسس ودعم الإرهاب.

وأضاف أن العقوبات تأتي "بسبب الاحتجاز الطويل لمسيحي عظيم ووالد عائلة، والإنسان الرائع القس أندرو برانسون (..) ينبغي إطلاق سراح هذا الرجل المؤمن فورا"، وفق تعبيره.

مسؤول تركي: بإمكان تركيا وأمريكا انقاذ العلاقات بينهما

وكان المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اعلن السبت الماضي إن بإمكان تركيا والولايات المتحدة إنقاذ العلاقات بينهما وذلك بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على أنقرة.

وكتب إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان في مقال رأي نشرته صحيفة صباح المؤيدة للحكومة "يمكن إنقاذ العلاقات وتحسينها إذا نظرت الإدارة الأمريكية بعين الجدية لمخاوف تركيا الأمنية"