دلالات التوجه الأمريكي الى النفط الليبي عوضا عن الإيراني

دلالات التوجه الأمريكي الى النفط الليبي عوضا عن الإيراني
الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

قال خبراء ليبيون إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى الوجود في المشهد الليبي، بشكل مغاير عما هو الحال في العراق وسوريا وأفغانستان، بحثا عن نصيبها في ثروات البلد، خاصة فيما يتعلق بالنفط الذي تتنازع عليه عدة دول في الوقت الراهن.

العالم - ليبيا

وقال عبدالله عثامنة، الخبير الليبي في الشؤون الاستراتيجية وأستاذ العلاقات الدولية، إن اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي نهاية يوليو/تموز الماضي، لا يمكن اعتباره تفويضا من الجانب الأمريكي لإيطاليا فيما يتعلق بالملف الليبي، خاصة أن هناك اختلافا في الرؤى والسياسات بين الدولتين فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف عثامنة، أن التجارب الفاشلة التي خاضتها الولايات المتحدة في العديد من البلدان عسكريا جعلتها تغير طريقتها، وأنها تسعى للحضور الناعم في المشهد الليبي من خلال بعض الموازنات والمقاربات، والدفع نحو إجراء الانتخابات الليبية كما طالبت من قبل.

وتابع: "هناك أطماع من الدول كافة في الملف الليبي فهي تحاول صياغة هذه الأطماع في شكل استثمارات وعمليات تنمية، إلا أنه يمكن التمييز بين الاستثمار والاستعمار"، حيث زاد الأخير على الأول في الفترات الماضية من خلال الوجود الفرنسي في الجنوب، وكذلك الرغبة الإيطالية في فرض سيطرتها وعلو النزعة الاستعمارية باعتبارها شريكا في صناعة القرار في المشهد الليبي.

وأضاف: "وتناسوا جميعا موقف الشعب الليبي وسيادة قراره، وهو ما يتضح جليا في صراع شركات النفط التي لا يمكن استبعاد الحضور الأمريكي بشأنها على الرغم من أن العالم بدأ يتجه إلى الطاقة البديلة، إلا أن النفط الليبي لا يزال يشكل مطامع دولية من دول عدة". 

من جهة أخرى قال عضو مجلس النواب الليبي أيمن سيف النصر، إن الدول التي تتدخل في الملف الليبي تعنيها مصالحها في المقام الأول وأن الولايات المتحدة حضرت في المشهد الليبي في الوقت الراهن من أجل النفط خاصة مع الاستعداد للتلاعب بسوق النفط خلال الفترة المقبلة، وهو ما يدفعها للحضور في المشهد الليبي لضمان السيطرة على عملية ارتفاع الأسعار إثر فرض الحظر على إيران وتعويض الخام الإيراني بإنتاج المزيد من النفط الليبي وبيع مخزونات السعودية وروسيا.

وأضاف أن "الداخل الليبي يستنكر التصريحات المتبادلة بين الدول وبعضها بشان ليبيا وكأنها تركة لهم يقسمونها كيفما أرادوا، وأن عمليات الاستثمار لها الضوابط والقوانين والمؤشرات التي تضعها بعيدا عن النزعة الاستعمارية، وأن ليبيا بها الكثير من المقومات لعمليات الاستثمار التي يمكن أن تستثمر بشكل أمثل ما يحقق التوافق بين الداخل والخارج ويضمن التنمية لأبناء الوطن".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن بلاده بدأت التخطيط لحوار استراتيجي مع إيطاليا بهدف تعزيز التعاون في العديد من القضايا، من بينها الأمن في منطقة البحر المتوسط.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في 30يوليو/تموز: "يسعدني اليوم أن أعلن أنا ورئيس الوزراء كونتي عن البدء في حوار استراتيجي بين إيطاليا والولايات المتحدة من شأنه تعزيز التعاون في العديد من القضايا، من بينها الجهود الأمنية المشتركة في منطقة البحر المتوسط".

وتسعى الولايات المتحدة لتعزيز وجودها بحسب الخبراء خاصة في ظل وجود بعض الشركات العاملة في النفط في الداخل الليبي.