على انغام "صفقة ترامب"

كوشنر يبدأ بـ"تصفية اللاجئين"

 كوشنر يبدأ بـ
السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:٢٣ بتوقيت غرينتش

كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية في تقرير لها أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره، يعمل لإلغاء وضعية مليوني لاجئ فلسطيني في الأمم المتحدة.

ونشرت المجلة مضمون رسائل بريدية بين كوشنير وعدد من كبار المسؤولين الآخرين، بينهم مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، يعبّر فيها كوشنير عن ضرورة بذل جهد حقيقي لتعطيل "الأونروا"، قائلاً إنها "تديم الوضع القائم ولا تساعد في عملية السلام".

وبحسب ما نقلت المجلة عن مسؤولين أميركيين وفلسطينيين، فإن ذلك يأتي في إطار هدف أميركي أوسع لإسقاط قضية اللاجئين عن طاولة المفاوضات، وكذلك إلغاء وكالة "الأونرا" بوصفها السبب الأساسي في استمرار قضية اللاجئين، وبحسب التقرير، فقد تمّ اقتراح ما لا يقل عن قانونين بهذا الشأن في الكونغرس الأميركي.

وتسعى ادارة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية ككل وذلك من خلال مشروع صفقة ترامب الذي يقوده كوشنر وذلك من خلال زياراته المكوكية إلى المنطقة ومن الواضح ان كوشنر يعول كثيرا على دور الدول العربية، خاصة السعودية لإجبار الفلسطيينيين على القبول بهذه الصفقة كما يعول ايضا على دور الدول الخليجية في عملية توطين اللاجئين الفلسطينين وخاصة في الاردن التي تبلغ فيها نسبة الأردنيين من أصل فلسطيني ما بين 50-70%.

خدمات الأونروا للاجئين

وتشمل خدمات الأونروا اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مناطق عملياتها الخمس وهي  الضفة الغربية، وقطاع غزة، ولبنان، والاردن، وسوريا، ويقارب عددهم أربعة ملايين لاجئ، بحسب إحصاءات 2001.

وفي 16 يناير/كانون الثاني 2018 أعلنت الولايات المتحدة -أكبر مساهم في الأونروا- أنها ستحجب 65 مليون دولار من 125 مليونا كانت تخطط لإرسالها إلى الوكالة.

وفي نهاية يناير/كانون الثاني 2018، ناشدت الوكالة الأونروا العالم تمويل برامجها الطارئة بمبلغ يتجاوز 800 مليون دولار. وتقسم هذه المبالغ مناصفة بين سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونسبت إلى المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية بواشنطن إيلاد استروهماير قوله إن حكومته ترغب في إنهاء "أونروا" نظرا إلى أنها منظمة تعمل سياسيا ضد الكيان وتديم قضية اللاجئين الفلسطينيين، مضيفا بأن الفلسطينيين هم الشعب الوحيد في العالم القادر على تمرير "وضع لاجئ" عبر الأجيال.

وفي وقت سابق من هذا العام، فقد وصفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك دور الأونروا بأنه لا غنى عنه. وقد أكدت على ذلك لأن الأونروا لديها مسؤولية تجاهكم أنتم – لاجئي فلسطين.

أين يعيش اللاجئون الفلسطينيون؟

ويعيش ثلث اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا، أو ما يزيد عن 1,4 مليون لاجئ، في 58 مخيم معترف به للاجئين في كل من الأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

وعندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تعمل على الاستجابة لاحتياجات ما يقارب من 750,000 لاجئ فلسطيني. واليوم، فإن ما يقارب من 5 مليون لاجئ فلسطيني يستحقون التمتع بخدمات الأونروا.

ووفقا للتعريف العملي للأونروا، فإن اللاجئين الفلسطينيين هم أولئك الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة ما بين حزيران 1946 وحتى أيار 1948، والذين فقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة حرب 1948.

وتبدو الإدارة الأميركية الأكثرَ استعجالاً في فرض ما بات يعرف بصفقة القرن (صفقة ترامب) ومعها تحقيقُ هدف تصفية القضية الفلسطينية على ما ترغب وأدواتها في المنطقة.

وما يدلل على الاستعجال الاميركي تكثيفُ مستشار الرئيس الأميركي وصهرِه جاريد كوشنر حضوره في الشرق الأوسط عارضاً مع زعماء عدد من دوله ما يزعم أنها تسوية فلسطينية - إسرائيلية.