المغرب .. رعب واستنفار بسبب الإيدز!

المغرب .. رعب واستنفار بسبب الإيدز!
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٣٠ بتوقيت غرينتش

قال مصدر مسؤول في تصريح لموقع "هسبريس" المغربي إن مصالح الدرك الملكي بمدينة "قلعة مكونة" (وسط المغرب) ألقت القبض على مومستين متلبستين بممارسة الدعارة بـ "الدرب" الواقع وسط المدينة.

العالم - المغرب

وأضاف المصدر أن إيقاف المومستين جاء خلال حملة تطهيرية قامت بها مصالح الدرك بالحي الشهير بأوكار الدعارة.

وبمجرد انتشار خبر القبض على المومس المحتمل حملها لفيروس فقدان المناعة المكتسبة، طالب البعض من السلطات المختصة القيام بحملات تطهيرية من أجل تنظيف "الدرب" من جميع المومسات، وإغلاق الوكر، مشددين على أن المكان يعد من بين البؤر السوداء بمدينة قلعة مكونة حيث اختلطت الدعارة بالاتجار بالمخدرات.

الإيدز يقتل تسعمئة شخص سنويا بالمغرب

أعلنت وزارة الصحة المغربية إن مرض فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز) يقتل سنويا تسعمئة شخص في البلاد، مضيفة أنه تم تسجيل 12 ألفا و98 حالة إصابة بالداء حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، نصف تلك الحالات نساء.

وقالت الوزارة إن المغرب يسجل يوميا ثلاث إصابات جديدة بالإيدز، 37% من هذه الإصابات تصيب النساء بينما 51% من الحالات تجهل إصابتها.

فيما قال مدير برنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز في المغرب إن الأمم المتحدة وضعت برنامجا للقضاء على الفيروس في العالم بحلول العام 2030، وأضاف "لا يزال أمامنا الكثير للقيام به على مستوى حملات التوعية والعلاج وتخصيص الميزانيات للقضاء على الفيروس".

ثلث المصابين بالإيدز في المغرب نساء

من مجموع المصابين بداء الإيدز في المغرب، وصلت نسبة النساء المصابات بينهم إلى الثلث، وتحديدا 37 في المئة، وفق أرقام أصدرتها الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، في الأسبوع الذي تزامن مع اليوم العالمي للمرأة.

وقالت الجمعية المغربية في بلاغ لها إن عدد المصابين بداء الإيدز (داء فقدان المناعة المكتسبة) بلغ في المغرب 24 ألفًا، لافتة إلى أن نسبة النساء المصابات بهذا الداء لم تكن تتجاوز في نهاية التسعينيات ثمانية بالمئة، ممّا يثير الشكوك بإمكانية استمرار ارتفاع إصابة النساء بهذا الداء مستقبلا ووجود "ديناميكية في اتجاه تأنيث للوباء".

وأشارت الجمعية إلى أن "اللا مساواة تحدّ من قدرات النساء والفتيات على مواجهة الوباء لأنهن في أغلب الأحيان لا يتوفرن على معلومات وإمكانيات كافية لتبني أشكال وسائل الوقاية الناجعة"، معتبرة أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، بسبب "عراقيل التفاوض على علاقات جنسية غير مدرة للخطر مع شركائهم الرجال وتعرّضهن للعنف الجنسي.”.

وتابعت الجمعية أن نهاية الإيدز ممكنة في المغرب بحلول 2030، لكن ذلك يبقى رهينا باحترام حقوق المصابين بهذا الداء"، مطالبة بـ"إعمال بنود الدستور المرتبطة بحقوق النساء واحترام المغرب لتعهداته الدولية والعمل على إصدار قانون مكافحة العنف ضد النساء".

الهجرة الإفريقية وتفاقم الوضع في المغرب

ونشرت صحيفة المساء مؤخرا تحقيقا مطولا عن السيدا والمهاجرات من دول جنوب الصحراء قالت فيه ان دعارة المهاجرات الإفريقيات انتشرت خلال الآونة الأخيرة بالمغرب إذ أصبحت منافسة هؤلاء المهاجرات لبائعات الهوى المغربيات في الطرق أو داخل الملاهي الليلية رغم خطورة الظاهرة على صحة المغاربة، على اعتبار أن عددا من هؤلاء المهاجرات مصابات بالسيدا، والسلطات الصحية والأمنية المغربية تكتفي بحملات موسمية لا تقضي على الظاهرة من جذورها.

وتنقل الصحيفة عن مصدر من الجمعية المغربية لمكافحة السيدا أن هناك حوالي 160 مهاجرا إفريقيا مصابا بالسيدا يعيشون في المغرب فيما يبلغ عدد الإفريقيات المصابات اللائي تم تشخيص حالاتهن، بأكثر من 200 إفريقية بعضهن يتلقين العلاج بمدن الدار البيضاء والرباط ووجدة، إضافة إلى مهاجرات أخريات لا يتلقين أي علاج بسبب خوفهن من الترحيل أو عدم اكتشاف إصابتهن بالمرض بعد وهم يتلقون العلاجات الضرورية داخل مقراتها، إضافة إلى الدعم النفسي الذي يقدم إلى المصابين في هذا النوع من الأمراض.

ويوجد أكثر من 8 آلاف مهاجر سري من إفريقيا جنوب الصحراء موزعين بين الرباط بنسبة 60 بالمائة، والدار البيضاء بنسبة 40 بالمائة ويقوم مشروع وقاية القرب الخاص بالمهاجرين الذي وضعته الجمعية على حماية المهاجرين وتقليل انتشار الأمراض المنقولة جنسيا بينهم وتخفيض نسبة انتقال عدوى السيدا.

محاولات التصدي ل"الإيدز" في المغرب

وتشير آخر التقديرات لسنة 2016 أن انتشار فيروس نقص المناعة البشرية لا يزال متدنيا بين عموم السكان (0.1%). ويبلغ عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية 22.000، وتقدر عدد الإصابات الجديدة بالفيروس ب 1.000 وعدد الوفيات الناتجة عن الإيدز ب 700 سنة 2016. كما انخفض عدد الإصابات الجديدة بفيروس عوز المناعة البشري بنسبة 37% بين عامي 2011 و2016.

وفي إطار البرنامج الوطني للقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، استفادت من الكشف حوالي 150.000 امرأة حامل سنة 2016 مقابل 43.000 سنة 2012. وبلغ عدد النساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية المتكفل بهن مجانا بالمصالح الاستشفائية المرجعية التابعة لوزارة الصحة سنة 2016، 215 حالة، مع زيادة في التغطية من 33% سنة2011 إلى 62% في عام 2016، مع العلم أن هذه النسبة هي أقل من 20% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

أما عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والذين استفادوا من برامج الوقاية، فقد ارتفع من 120.000 سنة 2011 إلى 161.000 في عام 2016. من جهة أخرى حوالي1.079 شخص من مستعملي المخدرات عبر الحقن، يتلقون العلاج الاستبدالي بالميثادون.

إن تطوير العرض الصحي لخدمات الكشف الذي وصل الى أكثر من 1.000 مركز صحي و70 مركزا تابعا لجمعيات المجتمع المدني، مكن من تحقيق أكثر من 2.6 مليون تحليلة للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية منذ عام 2012. وبذلك ارتفعت نسبة الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية والذين يدركون إصابتهم بالفيروس من 37% في عام 2011 إلى 63% بحلول نهاية عام 2016. علما أن هذه النسبة لا تفوق 53% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.