هل ترضخ الهند للحظر الاميركي على ايران؟

هل ترضخ الهند للحظر الاميركي على ايران؟
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

قال رئيس مكتب كلكته التابع لمؤسسة أبحاث المرصد الهندي، إن نيودلهي لا تتبع واشنطن بفرض الحظر علي إيران، ولكنها ستتبع سياسة مستقلة تجاه إيران. كما اكد سانجيف سينغ رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الهندية مؤخرا ان المؤسسة تريد الاستمرار في شراء النفط الإيراني.

العالم - ايران

نيودلهي تنتهج سياسة مستقلة تجاه إيران

واشار آشوك دهار في حديث مع مراسل ارنا اليوم الاربعاء، الى مناشدة اميركا الأخيرة لحلفائها لوقف استيراد النفط من إيران، وقال إن نيودلهي لم تلتزم حتى الان بأي عقوبات انفرادية فرضتها القوى الدولية.

وذكر أن الهند، كدولة مستقلة، امتثلت فقط للعقوبات المفروضة بموجب قرارات الأمم المتحدة، مضيفا إن الهند التي تستورد 80٪ من احتياجاتها من النفط الخام، يجب أن تتبع أساليبها القديمة في توفير الطاقة.

واشار إلى أهمية إيران بالنسبة للهند، مضيفا إن إيران هي ثالث أكبر مصدر للنفط إلى الهند بعد العراق و السعودية.

وقال خبير الأعمال الدولي، إنه يأمل في إيجاد طريقة لمواصلة استيراد النفط، نظرا للعلاقات القديمة والتجارة بين الهند وإيران.

واعتبر دهار تأثير الحظر على مشاركة الهند في تطوير ميناء جابهار ضعيفا، وأشار إلى أن الميناء ليس مجرد وسيلة للهند بل أيضًا لجميع الجهات الإقليمية الفاعلة لتحقيق الممر الدولي الشمال - جنوب.

ومضى يقول إن العقوبات الأمريكية ضد إيران كانت مؤقتة في تنفيذ الخطط الهندية في أفغانستان، وذكر أن الهند لديها عزم قوى على تقوية علاقاتها مع إيران وأفغانستان وآسيا الوسطى.

من جانبه اكد سانجيف سينغ رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الهندية يوم الاثنين إن من المستبعد أن تهدد العقوبات الأمريكية على إيران خطط المؤسسة الرامية إلى توسعة مصفاة تشيناي.

وأضاف سينغ أن المؤسسة تريد الاستمرار في شراء النفط الإيراني لأن الشروط أفضل، وهي مهتمة أيضا بإبرام اتفاق طويل الأمد لشراء النفط الأمريكي.

نيودلهي لن تتخلى عن طهران

كما قالت محللة الشوون السياسة والاعلامية الهندية الشهيرة البروفسورة امريتا دهيلون ان اية قوة في العالم لا تستطيع اخذ السياسة الخارجية المستقلة والمصالح الوطنية للهند كرهينة لان نيودلهي لن تتخلى عن طهران وموسكو من اجل مصالح الولايات المتحدة.

واضافت البرفسوره دهيلون في حديث مع وكالة سبوتنيك للانباء ان الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على ايران وروسيا يمكن ان يوثر سلبا على العلاقات بين نيودلهي وواشنطن في ظل سعى الولايات المتحدة لتعزيزها بصورة حثيثة.

وصرحت ان مشروع ميناء جابهار الايرانية يشكل احد الهواجس الكبيرة لدى نيودلهي حيث يعتبر هذا الميناء نقطة هامة للوصول الى آسيا الوسطى بينما يحظى شراء منظومة اس -400 من روسيا بنفس الاهمية.

وردا على سوال اكدت البروفسورة دهيلون ان البيان الذي اصدره وزير النفط الهندي الاسبوع الحالي بشان تحول ايران الى ثاني اكبر مصدري النفط الى الهند خلال الشهرين الماضيين يشكل ردا مناسبا على سياسات التحكم التي ينتهجها الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

وشددت على ان ايران هي حليف جدير بالثقة بالنسبة للهند في الشرق الاوسط وان نيودلهي لن ترضح لضغوط اميركا اطلاقا وستواصل تعاونها مع ايران مضيفة ان التعاون بشان مشروع ميناء جابهار الايراني يشكل احد المصالح الاستراتيجية للهند في حفظ التوازن السياسي- الجغرافي في المنطقة.

علاقات طهران ونيودلهي لا تتأثر بالتهديدات الأجنبية

وكان القائم بالأعمال الإيراني في الهند 'مسعود رضوانيان'، قال في 11 آب/أغسطس في معرض تقييمه للعلاقات بين طهران ونيودلهي، ان علاقات الشعبين متواصلة على مستويات جيدة، على الرغم من التهديدات الأجنبية بما في ذلك الحظر والضغوط الأميركية.

وتابع رضوانيان في تصريح لارنا، حول مدى آثار الحظر الأميركي على سياسات الهند قائلا: ان الأحداث والقضايا التي تقع على ساحة التجارة الدولية، تؤثر بالتأكيد على بعضها الآخر ولكن من الممكن تحويل التهديدات الى فرص بفضل الإدارة القويمة وان القضايا القائمة على صعيد العلاقات الإيرانية-الهندية لا تستثني عن هذه القاعدة.

وصرح رضوانيان، ان نوعية الموارد النفطية الإيرانية والقرب الجغرافي لإيران من الهند يوفر فرصة جيدة لنيودلهي لتطوير تعاونها مع إيران في مجال الطاقة.

وتابع ان صادرات النفط الخام الإيراني الى الهند وعلى الرغم من الضغوط الخارجية لا سيما التهديدات الأميركية وبعض التذبذبات الموجودة على صعيد هذه السوق، تظهر بأن الهند تنظر الى إيران كشريك جدير بالثقة لتوفير النفط والطاقة وتحاول الحفاظ على علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال الطاقة الى حد جيد وان الفترة الماضية من الحظر أظهرت بأن هذا الأمر ممكن وبالطبع، خلال المرحلة الجديدة من الحظر، نحن بحاجة الى تعزيز التعاطي والتفاوض مع زبائننا للحفاظ على السوق النفطية للبلاد.

وفي معرض إشارته الى العلاقات الثنائية بين البلدين، أضاف رضوانيان، ان حجم التبادل التجاري بين إيران والهند حتى نهاية العام الإيراني المالي الماضي (يبدأ من أواسط مارس)، وصل الى ما تبلغ قيمته حوالى 13 مليارا و700 مليون دولار، وقد بلغت قيمة حصة الصادرات الإيرانية الى الهند، 11 مليارا و100 مليون دولار. ومن إجمالي الصادرات الإيرانية الى الهند، بلغت قيمة التجارة النفطية لبلادنا مع الهند 9 مليارات دولار، والنسبه المتبقيه كانت تخص عائدات التجارة غير النفطية.

كما صدرت الهند من السلع الى إيران ما تبلغ قيمتها مليارين و600 مليون دولار كانت معظمها المواد الغذائية بما في ذلك الأرز والشاي والتوابل وأنواع اللحوم.

واردات الهند من نفط إيران ارتفع لمستوى قياسي في يوليو

وقد أظهرت بيانات أولية لوصول الناقلات حصلت عليها رويترز أن واردات الهند الشهرية من النفط الإيراني ارتفعت نحو 30 بالمئة إلى مستوى قياسي بلغ 768 ألف برميل يوميا في يوليو/ تموز، مع زيادة واردات شركات التكرير الحكومية قبل سريان الحظر الأمريكي في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتشير البيانات التي جرى الحصول عليها من مصادر تجارية إلى أن الشحنات تتضمن أيضا بعض الكميات التي تم تحميلها في يونيو /حزيران ووصلت إلى الهند الشهر الماضي.

وتزيد شحنات يوليو /تموز بنحو 85 بالمئة عن مستواها قبل عام حين بلغت حوالى 415 ألف برميل يوميا، بحسب البيانات.

وحسب رويترز خططت شركات التكرير الحكومية، التي خفضت الواردات من إيران في 2017-2018 بسبب خلاف على حقوق تطوير حقل غاز عملاق، لزيادة الكميات كثيرا في السنة المالية الحالية التي بدأت في أبريل نيسان، حيث جذبتها الخصومات التي تعرضها إيران.

وعرضت طهران شحنا مجانيا تقريبا وفترة سداد طويلة لمبيعات النفط إلى الهند، أكبر مشتر لنفطها بعد الصين.

وفي فبراير/ شباط، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه إن بلاده تأمل ببيع أكثر من 500 ألف برميل يوميا للهند في 2018-2019.

واستحوذت شركات التكرير الحكومية على نحو أربعة أخماس واردات النفط الإيراني في يوليو/ تموز، حيث حصلت مؤسسة النفط الهندية ووحدتها تشيناي بتروليوم على حوالي 300 ألف برميل يوميا من طهران، بحسب البيانات الأولية.

وأظهرت البيانات أنه في الفترة بين أبريل /نيسان ويوليو/ تموز، وهي الأشهر الأربعة الأولى من السنة المالية الحالية، ارتفعت واردات الهند من النفط الإيراني بنسبة 40 بالمئة على أساس سنوي إلى 677 ألفا و500 برميل يوميا.

وتشير البيانات إلى أن واردات النفط الهندية من إيران ارتفعت في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى يوليو/ تموز بأكثر من 17 بالمئة إلى نحو 612 ألف برميل يوميا.