حكومة هادي تعود للمنفى الإجباري مجددا

حكومة هادي تعود للمنفى الإجباري مجددا
الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٨ - ١٢:١٩ بتوقيت غرينتش

عاد الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي الى مقر إقامته في المنفى بالعاصمة السعودية الرياض بعد أيام من مغادرة رئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر والوزراء لمدينة عدن نتيجة تصاعد عمليات الإغتيالات والإنفلات الأمني والضغوط الإماراتية على هادي وحكومته.

العالم - مقالات وتحليلات 

ويرى مراقبون ان مغادرة هادي وحكومته لمدينة عدن يأتي بعد فشل التفاهمات مع قيادة القوات الإماراتية بعدن وتصاعد عمليات الإغتيالات والتفجيرات الإرهابية والتي طالت مسؤولين بارزين في حكومة هادي  كان آخرها محاولة اغتيال محافظ تعز محمود أمين والتي أدت لإصابته ومقتل عددا من مرافقيه.

وعاد هادي الى الرياض بعد زيارته لجمهورية مصر في محاولة منه لطلب الرئيس السيسي للقيام بدور الوسيط مع حكومة الإمارات وكان من المقرر عودته الى عدن لكن ضغوط أجبرته للعودة الى الرياض حسب المعلومات.

وانفجر الوضع العسكري في مدينة تعز حيث تدور منذ أيام مواجهات عنيفة بين مليشيا أبى العباس الموالية للإمارات وقوات موالية لحزب الإصلاح جناح الأخوان المسلمين في اليمن  أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح.

وكانت مصادر سياسية قد تحدثت عن ضغوط تمارسها الإمارات على هادي للتخلي عن مساندة حزب الإصلاح وإبعاده من المشهد السياسي ،لكن تلك الضغوط ووجهت برفض هادي نتيجة تحالفه الوثيق مع الحزب، وهو مادفع الإمارات للتصعيد مجددا في عدن من خلال طرد وزراء هادي ومنعه من العودة لعدن وكذا تفجير الوضع عسكريا في تعز .

وعلى الرغم من غموض الموقف السعودي تجاه الأزمة السياسية بين حكومة هادي و الإمارات، الا ان هادي لايزال يحظى بدعم سعودي متأرجح حسب ماتقتضيه مصالح المملكة في تقليص النفوذ الإماراتي في المحافظات الجنوبية  وتخوف من تمدد حزب الإصلاح في المحافظات الشرقية .

وكشفت مصادر سياسية عن فشل هادي خلال زيارته لمصر ولقاءه بقيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام وتحظى بدعم إماراتي في كسب تلك القيادات لترشيحه لرئاسة الحزب حيث أوضحت المصادر  ان محاولات هادي لرئاسة المؤتمر ووجهت برفض قيادات الحزب  وهو مايعني ان الإمارات تسعى لحشر هادي في دائرة ضيقة بعد تصاعد التظاهرات في المحافظات الجنوبية تنديدا بفشل حكومته في تحقيق الإستقرار الإقتصادي.

وكان هادي قد اطلق تصريحات خلال تواجده في مدينة عدن متوعدا بعدم مغادرة المدينة مهما كانت الظروف ،لكن تزايد الضغوط الإماراتية من خلال أذرعها في المحافظات الجنوبية قد دفع هادي لمغادرة المدينة مجبرا لا مخيرا .

ويكشف الصراع بين حكومة هادي والحكومة الإماراتية مدى تصدع تحالف العدوان السعودي وهشاشته والأطماع التي تحملها الإمارات في السيطرة على سواحل وموانئ اليمن والقرار السياسي بعيدا عن دعاوى الشرعية والتضامن العربي والشعارات البراقة التي رفعت في بداية العدوان وانكشف زيفها اليوم .

بقلم : عبدالله الشريف