نهب صهيو أمريكي للآثار العراقیة بعد الحرب

نهب صهيو أمريكي للآثار العراقیة بعد الحرب
الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

اعلن مجلس القضاء الاعلى، الاحد، ان محكمة تحقيق نينوى صدقت اعترافات ثلاثة متهمين بعد ان القي القبض عليهم وبعهدتهم مخطوطات دينية اثرية تعود لإحدى الكنائس في الموصل.

العالم - العراق

وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء عبد الستار بيرقدار في بيان تلقت السومرية نيوز، نسخة منه ان "القوات الامنية وباشراف مباشر من قبل محكمة تحقيق نينوى القت القبض على متهمين ضبطت بحوزتهم مخطوطات تعود الى متحف كنيسة مارتوما في الموصل التابعة الى ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك".

وأضاف بيرقدار أن "المضبوطات هي عبارة عن مخطوطات دينية أثرية كانت قد فقدت بعد ان استولت عصابات داعش الإرهابي الوهابي عليها"، لافتا إلى أن "المحكمة صدقت اعترافات المتهمين واتخذت الاجراءات كافة بغية احالتهم الى المحكمة المختصة".

واعلن مجلس القضاء الاعلى، في 2 اب 2018، ان محكمة تحقيق الرصافة المختصة بقضايا النزاهة والجريمة الاقتصادية صدقت أقوال ثلاثة متهمين ضبطت بحوزتهم 800 قطعة معدنية أثرية في بغداد.

سرقة منظمة

ما حدث في العراق، إثر الاحتلال الأميركي، لم يكن مجرد نهب عشوائي للمتاحف والمواقع الأثرية، بل كان تدميرا مبرمجا يستهدف تهشيم الذاكرة الجمعية للبلد وتحويلها إلى صفحة بيضاء يسهل على الطارئين استبدالها بذاكرة مزيّفة.

ولم تكن غاية المتسللين من وراء الحدود سرقة نفائسه الأثرية وبيعها لتجار الآثار في العالم طمعا في المال، بل الانتقام منه وإعادته إلى العام صفر.

تختلف الروايات حول القطع المنهوبة من المتحف العراقي، فما بين تصريح المحقق الأميركي في حادثة النهب ماثيو بوكدانوس بأنّ عدد القطع المفقودة من 12 ألفا إلى 14 ألف قطعة، فإنّ رقم مدير المتحف العراقي دوني جورج يرفع الرقم إلى 15 ألف قطعة، في حين كانت تقارير صحافية ترفع الرقم إلى 170 ألف قطعة، والتي تُشكل مجموع محتويات المتحف.

من جانبه اعلن مسئول عراقي الذي رفض نشر اسمه أنه لا توجد إحصائية دقيقة حول الآثار التي دمرت بعد سيطرة تنظيم داعش على عدة مدن بشمالي البلاد، وذلك لصعوبة الوصول إلى الأماكن الأثرية.

وكانت وزارة السياحة والآثار قد قالت في بيان صحفي إن أكثر من 4370 موقعا أثريا تتوزع في خمس محافظات شملت الموصل وديالى وكركوك والأنبار وصلاح الدين تتعرض للتخريب والتهريب المنظم من قبل عصابات الآثار الدولية والإقليمية وحتى المحلية، إضافة إلى الأضرار المادية الناجمة عن العمليات العسكرية.

من جانبه، قال المهتم بشؤون الآثار عبد الكريم اللامي في حديث للجزيرة نت إن الآثار العراقية تتعرض لمؤامرة كبيرة مشتركة من جهات محلية ودولية، بالرغم أن المجتمع العراقي لم ينتبه لها، بسبب التشتت والضياع الذي يعيشه.

وأوضح أن مقامات الأنبياء في الموصل تعرضت للتدمير بعد تفجيرها ومن الصعب إصلاحها.

واتهم اللامي الدولة العراقية بالتقصير في الحفاظ على الآثار بالبلاد، مشيرا إلى أن الحكومة لا تمتلك إحصائية صحيحة عن عدد الآثار التي دمرت أو سرقت، "لأنها غارقة في تقاسم السلطة والمكاسب".

واستغرب اللامي من دعوات مد أنابيب للنفط في مدينة بابل التاريخية، محذرا من أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تدمر المدينة الأثرية.

كما دعا جميع الدول التي لديها آثار عراقية إلى "عدم إرجاعها إلى الدولة العراقية، لأنها غير قادرة على حمايتها والمحافظة عليها".

وقال مصدر مسؤول، طلب عدم الكشف عن اسمه، في تصريحات صحفية إن قوات الاحتلال الأميركي تفرض سيطرتها على مجموعة من الآثار العراقية التي تقدم قراءة في التطور الحضاري لبلاد ما بين النهرين ولمجموعة الحضارات الكبرى التي تأسست على أرضه على مدى سبعة آلاف سنة.

وأكد المسؤول أن القوات الأميركية تؤمن لمجموعات يهودية متخصصة وفرق تنقيب عن الآثار من أميركا وأوروبا فرصة البحث والتنقيب في تلك المواقع الأثرية التي تعد أول مواطن الحضارة الإنسانية.

وأقر بحدوث عمليات تهريب من بعض الجنود الأميركيين لآثار عراقية، واصفا هذه العمليات بالتصرفات الفردية، لافتا إلى أن هذا لا يعني أن هناك عمليات تهريب منظمة للآثار العراقية من قبل القوات الأميركية.

وعن الاتهامات للقوات الأميركية يقول المصدر إن القوات الأميركية في بداية دخولها للعراق جلبت الشكوك حولها عندما اتخذت قواعد لها في بعض المواقع الأثرية، وهذا ليس دفاعاً عن القوات الأميركية، بحسب قوله.

الآثار بإسرائيل

وأشار إلى تعرض الكثير من المتاحف والمواقع الأثرية في العراق إلى سرقات عشوائية من قبل مواطنين يجهلون قيمة هذه الآثار، وقسم منها سرقات منظمة من خلال عصابات خططت لها.

وعن أهمية الآثار المسروقة بعد عام 2003 كشف المصدر عن أن العصابات المنظمة سرقت الآثار التي ترصد التطور الحضاري للعراق، وخصوصا ما يتعلق بالتراث اليهودي مؤكدا أن الكثير من الآثار هربت إلى دول الجوار ومنها إلى دول أوروبية لتستقر في إسرائيل كونها لا تلتزم بالاتفاقيات الدولية في ما يتعلق بإعادة الآثار المسروقة.

ولفت إلى أن وجود وثائق تشير إلى تهريب آثار مهمة قبل سقوط النظام عام 2003، هربت إلى خارج العراق بواسطة مسؤولين سابقين في النظام ، ولم تتمكن السلطات من إعادتها حتى الآن.

إهمال حكومي

بدورها أكدت الخبيرة في الآثار العراقية سندس محمد علي تعرض آثار العراق إلى أكبر سرقة منظمة في العالم بعد الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين.

يفید أن العراق من أكثر البلدان التي تعرضت آثارها للسرقة والتخريب والتدمير، منذ الاحتلال الأميركي في التاسع من أبريل/نيسان 2003.

ثم جاءت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي الوهابي على مساحة ثلث أرض العراق لتضيف مأساة جديدة لتدمير وتهريب وتخريب الآثار والمواقع العراقية.