الامن الاقليمي.. متطلبات وهواجس ودور ايراني لتحقيقه

الامن الاقليمي.. متطلبات وهواجس ودور ايراني لتحقيقه
الأربعاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:٣١ بتوقيت غرينتش

الامن الاقليمي ليس مجرد عبارة مثيرة لاهتمام ارباب الصحافة والاعلام انما هو غاية حقيقية تصبو اليها وتنشدها دول وشعوب المنطقة.

العالم - تقرير

الجمهورية الاسلامية في ايران كانت ولازالت تنادي بضرورة تحقيق امن اقليمي تشارك في صنعه بلدان المنطقة بعيدا عن التدخلات الخارجية.

واضافة الى مايحقق لها هذا النهج من الاشراف على مواردها البشرية والاقتصادية هو يكسبها  القدرة على حفظ سيادتها على كامل رقعتها الجغرافية والسياسية.

الجمهورية الاسلامية كانت قد دعت دول مجلس التعاون الى تشكيل مجلس مشترك للامن تنخرط فيه جميع البلدان المتشاطئة على الخليج الفارسي، واكدت ان هذا الامر كان سيحقق النمو والتطور لهذه البلدان.

دعوات ايران بلدان الجوار الاقليمي لتشكيل مثل هذا المجلس ينبع من حرصها على الالتزام بامن هذه المنطقة الحيوية من العالم اضافة الى انه ينبع من التزامها بمصالح شعوبها.

ولاشك انه لو كانت تلك الدول قد ساهمت في انشاء مثل هذا المجلس لما كنا قد واجهنا هذه الازمات والحروب المشتعلة في المنطقة ومن بينها الحرب في اليمن وسوريا وليبيا.

المشكلة ليست ان بلدان الجوار الاقليمي لاتعرف قيمة التعاون الاقليمي بين بلدانها لانها ببساطة هي ايضا تشعر بالتهديد وان انظمتها تتعرض للاهتزاز نتيجة حروب المنطقة وعلى راسها حرب اليمن.

لكن المشكلة الحقيقية هي ان هناك قوى خارجية تعمل على بث الفرقة بين دول الجوار الاقليمي وهي لاتسمح بتشكيل مجلس يحقق لها امنها واستقرارها، لفرض هيمنتها على المنطقة والعالم.

القوى الخارجية وعلى راسها الولايات المتحدة التي لاتريد ان تصل دول المنطقة الى تحقيق مستوى كاف من الاستقرار والهدوء هي لن تسمح بتشكيل مجلس اقليمي للامن سيحد من قدراتها وتدخلاتها اللامنطقية في شؤون هذه البلدان.

الدور الايراني في صنع السلام الاقليمي

لايران مشاركة واسعة في صنع السلام في المنطقة والعالم، والجهود التي تبذلها الجمهورية الاسلامية في اطار تحقيق التسوية السياسية للازمة السورية مشهودة، وقد تكللت الجهود الايرانية والروسية والتركية بتحقيق الامن والاستقرار في مناطق شاسعة من الاراضي السورية في اطالر مابات يعرف بمناطق خفض التصعيد التي اتفقت عليها مجموعة استانا.

ولم يعد السلام والامن الى العراق من دون المساعدة التي قدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية الى العراق بعد الهجمة الشرسة لتنظيم داعش الارهابي وسقوط المحافظات والمدن العراقية بيد الارهاب، فكانت الجمهورية الاسلامية الدولة الاولى التي قدمت يد المساعدة للعراقيين كي يستعيدوا امنهم ومدنهم من يد داعش الارهابي.

نحن نستطيع ان نستغرق في الحديث عن الدور الايراني في صنع السلام العالمي والاقليمي ومشاركة ايران بتحقيق الامن والاستقرار في القرن الافريقي على سبيل المثال عندما واجهت البحرية الايرانية القراصنة هناك وحرمتهم من ممارسة هوايتهم في تهديد الامن والاستقرار في تلك المنطقة الحيوية من العالم لكننا سنكتفي بالامثلة البارزة لتوضيح ذلك الدور على الصعيدين العالمي والاقليمي.

 ونكتفي بالقول انه لولا  مشاركة ايران في صنع السلام والاستقرار في المنطقة  لتحول الخليج الفارسي هو الآخر مرتعا للقراصنة مثلما حدث في القرن الافريقي.

اميركا و"اسرائيل" وسياسة خلق الازمات

وفي مقابل التوجهات الايرانية لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة هناك التوجهات الاميركية والاسرائيلية لزرع بذور الشقاق والنفاق في المنطقة من اجل الذهاب بها الى محيط الحرب والدمار.

فايران التي كانت تعمل من خلال استانا وسوتشي لتحقيق الامن والاستقرار في سوريا كانت لدى الولايات المتحدة اجندات اخرى لدعم الجماعات المسلحة بالمال والعتاد وفتح الحدود وتسهيل تنقل افراد داعش والجماعات المسلحة نحو سوريا واشعال المزيد من النيران فيها.

واليمن هو مثل آخر على التورط الاميركي والاسرائيلي في الدفع ببلدان مثل السعودية والامارات للسقوط اكثر فأكثر في المستنقع اليمني وهنا لو نسال بشكل عفوي لو كانت الولايات المتحدة صادقة في رغبتها بتحقيق الامن والاستقرار في اليمن هل كانت تستطيع السعودية او الامارات معارضتها؟

كلا؛ لاتتمكن لانه ببساطة جميع الاسلحة التي تحصل عليها قوى العدوان تاتي من الولايات المتحدة ، وان  قرارا واحدا من جانب واشنطن بحرمان تلك البلدان من الاسلحة الاميركية لكانت تلك البلدان قد اجبرت على وقف حربها ضد الشعب اليمني.

دول المنطقة الهواجس ومتطلبات الامن

لقد دخلت الولايات المتحدة على خط الازمة بين بلدان الخليج الفارسي وتمكنت من زرع الشقاق بين قطر وجاراتها، وهذه القضية يجب ان تنبه الدول العربية الى ان التدخل الاميركي اصبح مباشرا في قضاياها وهي التي لم تسمح بعقد احتماعات مجلس التعاون لن تسمح ايضا لهذه البلدان ان تشكل منظمومتها الامنية.

من هنا يجب ان تعرف هذه البلدان ان الخطر الحقيقي الذي يتهدد بلدانها ياتي من واشنطن وليس من طهران، لان ايران من مصلحتها ان تتمتع المنطقة بالهدوء والاستقرار وان الدولة الوحيدة التي لاتريد الهدوء والاستقرار للمنطقة هي الولايات المتحدة وربيبتها "اسرائيل" اللتان زرعتا الشقاق والنفاق بالمنطقة.

من هنا فإن الذي يحقق الامن والاستقرار لهذه البلدان هو تفاهمها مع ايران والتفكير بشكل جماعي بوضع حد لعوامل عدم الاستقرار في المنطقة ووقف الحروب فيها ابتداء من سوريا وانتهاء باليمن.

طاهر قزويني