بوتين في المناورات الروسية والصينية: لا نعتزم مهاجمة أحد

بوتين في المناورات الروسية والصينية: لا نعتزم مهاجمة أحد
الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

تواصل روسيا منذ يوم الثلاثاء أضخم مناورات عسكريّة في تاريخها تحت عنوان "الشرق-2018" يشارك فيها 300 ألف جندي يمثلون كل مكونات جيشها، وألف طائرة، و63 ألف آلية عسكرية، و80 سفينة، فيما حضر الرئيس فلاديمير بوتين اليوم انطلاق المرحلة الأساسية من المناورات في ميدان "تسوغول" التدريبي بإقليم ما وراء البايكال شرقي روسيا.

العالم - تقارير

روسيا لا تتبنى خططا عدوانية

وقال الرئيس الروسي خلال المناورات: "اليوم، اكتملت المرحلة الأكثر نشاطا في ميدان "تسوغول" التدريبي بإقليم ما وراء البايكال. ونفذت المناورات على مستوى عال، حققت فيها جميع الوحدات وتشكيلاتها المهام الموكلة إليها".

وقال بوتين أن المناورات أظهرت قدرة روسيا على مواجهة أي تهديات جدية، مؤكدا أن "روسيا دولة محبة للسلام ولا تتبنى أي خطط عدوانية وسياستها الخارجية تهدف إلى التعاون البناء مع جميع الدول المهتمة بالتعاون".

وشارك وحدات من الجيش الصيني في هذه المناورات. وهذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها روسيا دولة خارج دائرة حلفاء الاتحاد السوفييتي سابقا للمشاركة في أكبر تدريبات سنوية تجريها، موفرة للجنرالات الصينيين تجربة فريدة وقيمة في التدريب خارج حدود بلدهم.

وهذه التدريبات، التي تستمر خمسة أيام في أقصى شرق روسيا، بالقرب من الحدود الصينية، يقصد منها إظهار أن الجانبين يتحركان إلى ما هو أبعد من مجرد إظهار القوة الرمزية المشتركة، إلى تنسيق أنظمة الأسلحة وهياكل القيادة.

عرض أخطر الأسلحة الروسية والصينية في المناورات

  • أولا وقبل كل شيء يجب الانتباه لـ"سو-35"- المقاتلة المتعددة المهام من الجيل الرابع. لقد أصبحت هذه الطائرة رمزا للتعاون بين روسيا والصين في المجال العسكري، بعد أن طلبت الصين 24 طائرة من هذا النوع في عام 2015".

وسو-35 مزودة برادار سلبي قادر على كشف الأهداف في مدى يصل إلى 400 كم. وكذلك قادر على مراقبة 30 هدفا جويا في آن واحد.

  • المقاتلة القاذفة "سو-34" التي أثبتت نجاحها خلال العمليات في سوريا. وهي قادرة على توجيه ضربات خلال الليل والنهار على حد سواء بفضل إمكانياتها الاستطلاعية.
  • وأثارت الدبابة الروسية "تي-90إس" والصينية "تايب-99" اهتمام الخبراء. والدبابة الروسية مزودة بنظام توجيه ليزري، يسمح للدبابة بإطلاق صواريخ "ريفليكس" إلى مدى يصل إلى 4 كيلومترات. وتستطيع الصواريخ ضرب الهدف في غضون 11.7 ثانية. والوحدة القتالية الجديدة تسمح بضرب الدبابات المحمية بشكل جيد وبإسقاط المروحيات التي تحلق على علو منخفض.

أما الدبابة الصينية مزودة بمدفع عيار 125 ملم ونظام إعادة الشحن الدائري وكذلك مزودة بصواريخ "ريفليكس". ولكنها تشبه الأمريكية أبرامز والألمانية "ليوبارد-2" بشكلها الخارجي.

  • والسلاح الخامس الذي تحدث عنه الموقع هو الفرقاطات الصاروخية "أدميرال غورشكوف"، وهذه السفن الجديدة من مشروع 22350 مزودة بالصواريخ المجنحة "كاليبر". وهي قادرة على ضرب أهداف على مسافة 1500-2500 كيلومتر".

مناورات “فوستوك” لا تعكس فقط القوة القتالية العملاقة، وإنّما العلاقات الساخنة العميقة بين روسيا وجيرانها الشرقيين خاصة الصين التي سيشارك رئيسها شي جين بينغ في قمة فوستوك الآسيويّة، وسيلتقي الرئيس بوتين على هامشها.

أخطر ما في هذه المفاوضات حسب المراقبين هو التدريب استعدادا لحرب نووية في شبه الجزيرة الكورية، ويظهر ذلك جليا من خلال مشاركة صواريخ إسكندر القادرة على حمل رؤوس نووية، والفرقاطات المزودة بصواريخ “كاليبر” الحديثة.

إنّه إنذار واضح لواشنطن والرئيس دونالد ترامب، لأنّ ضخامة هذه المناورات ومشاركة الصين فيها يؤكد أنّها تستهدف عدوا واحدا، ودولة واحدة هي الولايات المتحدة التي أشهرت سيف الحصارات والحرب الاقتصاديّة ضد روسيا والصين والكثير من حلفائهما في العالم.

علاقات متينة بين الصين وروسيا

ودعا الرئيس الصيني للعمل على مواجهة الممارسات الاقتصادية المعادية، في إشارة واضحة إلى الحرب التجارية التي تخوضها بكين مع واشنطن، بسبب السياسة الحمائية التي تدعمها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. وفي الواقع، تتزامن زيارة شي جين بينغ لروسيا مع مشاركة القوات الصينية في أكبر مناورات عسكرية روسية خلال التاريخ الحديث.

وروسيا تهدف إلى إثبات أن الولايات المتحدة الأمريكية عدو محتمل، وأن الصين حليف محتمل أيضا. من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن الكولونيل ديمتري ترينين، وهو خبير سابق في مركز كارنيغي في موسكو، قوله إن "الضغوط الأمريكية تدفع بالصين إلى الحفاظ على تعاون عسكري مهم مع روسيا".

وقد التقى فلاديمير بوتين وشي جين بينغ في ثلاث مناسبات خلال الأشهر الثلاثة الماضية. واعتبر الرئيس الصيني أن اللقاء المستمر بين البلدين هو علامة واضحة على العلاقة المتينة بينهما وأن سياستهما تشهد "ارتباطا وثيقا"، كما أن الدولتين ستعقدان اجتماعات أخرى ومتجددة خلال السنة الحالية لتعزيز الاتصالات بينهما.

فرض عقوبات على شركتين من روسيا والصين

هذا وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس للصحفيين، ردا على سؤال، لا يعني إجراء مناورات مشتركة واسعة النطاق بين روسيا والصين، إنشاء حلف بين البلدين: "أعتقد أن هذه الدول تتصرف وفقا لمصالحهما الخاصة ولا أرى ما يوحد روسيا والصين على المدى الطويل".

فيما قالت وزارة الخزانة الأمريكية، إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شركتين إحداها روسية والأخرى صينية، لدعمهما برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.

وتستهدف العقوبات الجديدة شركة فولاسيس سيلفرستار في روسيا، ويانبيان سيلفرستار نتوورك تكنولوجي ومقرها الصين.

وأضافت الوزارة، أن العقوبات شملت أيضًا مواطنًا من كوريا الشمالية يدعى سونج هوا جونج.