هل تُحل المشاکل العالقة بین ایران و اميركا برحيل ترامب؟

هل تُحل المشاکل العالقة بین ایران و اميركا برحيل ترامب؟
الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:٣٧ بتوقيت غرينتش

في محاولة منه للرد علی اللقاءات الاخیرة التي جرت بین وزیر الخارجية الامریکي السابق جون کیري و وزیر الخارجية الایراني ظریف ادعی ترامب في تغریدة بان كيري قد اوصی نظیره الایراني ظریف بان تصبر بلاده الی نهایة حکم الرئیس ترامب، ثم تفاوض رئیسا امریکیا آخر یخلف ترامب من الحزب الدیموقراطي.

العالم- تقارير

وفي مقابلة اجرتها معه قناة فوکس نیوز اثارت تصریحات کیري هذه التکهنات. و من ضمن ما قاله کیري في هذه المقابلة هو ان الجمیع سینتظرون ویتحدثون عن هذا انتظارهم الی نهایة حکم ترامب. لکن هل ینفع ایران ان تنتظر نهایة حکم ترامب لتستانف التفاوض مع رئیس امریکي آخر یخلفه؟

ویری بعض المحللین من امثال "شیرین هانتر" استاذة الدراسات الدولية في جامعة جورج تاون انه لیس من صالح ایران ان تنتظر نهایة حکم ترامب وان القیام بهذا العمل سیزید من مشاکل ایران الاقتصادیة والسیاسية وتشجع الادارة الامریکية علی فرض تقییدات وعقوبات اکثر ضد ایران.                                                            

وتتابع الدکتورة: تقوم استراتیجية الصبر والاحتمال الی نهایة حکم ترامب علی فرضية وهي أن السیاسات التي انتهجتها الدول الامریکية السابقة تجاه طهران تختلف عن سیاسات ترامب. وثمة فرض آخر وهو ان دولة دیموقراطية قادمة بل حتی رئیس معتدل من الحزب الجمهوري سیتبنیان اتجاها مختلفا تجاه طهران.

لکن من  المستبعد ان یحصل مثل هذا التغییر في الموقف الامریكي؛ اذ قد تغیرت العلاقات الدولية بعد انهیار الاتحاد السوفیاتي السابق. فأثناء الحرب الباردة وخلال فترة الثمانینیات کان الموقف الامریکي تجاه ایران متاثرا الی حد کبیر من الاتحاد السوفیتي والحرب الباردة، وکانت امریکا تخاف من ان تؤدي کثرة الضغوطات علی ایران او القیام بهجوم عسکري ضدها  الی السیطرة الروسية علی هذا البلد وبالتالي تراجع مکانة امریکا في الخلیج الفارسي بشکل جدي.

ولکن بعد ان تغیرت سیاسة الاتحاد السوفیاتي تجاه الغرب تغیر بالطبع سیاسات امریکا تجاه ایران و ذلك منذ عام 1987 وفیه تقرر ان تتحدد السیاسة الخارجية لروسيا علی اساس المصالح الوطنية الروسية و لیس علی اساس التنافس الایدیولوجي مع الغرب. ووفق هذا القرار فلا تتحدی روسیا الحضور الامریکي في الشرق الاوسط والخلیج الفارسي ومن ضمنه ایران. ولهذا قصفت امریکا ناقلات النفط الایرانیة وحقولها النفطية سنة 1988. وبعید الانهیار السوفیاتي السابق سنة 1991 حاولت امریکا ان تمارس سیاسة احتواء ایران من شتی المجالات بغیة التقویض علی ایران من خلال العقوبات الاقتصادية و الحظر الشامل.

وبعد استهداف برجي التجارة بنيويورك سعت امریکا الی التقویض علی بعض الانظمة الحاکمة في منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنها ایران وقد مارست الادارة الامریکية في عهد کلینتون وبوش و حتی اوباما نفس السیاسة: سیاسة الضغط علی ایران. ولعلنا لا نبالغ اذا قلنا في فترة حکم اوباما فرضت علی ایران اشد العقوبات و اسوأها. فما ان ابرم الاتفاق النووي حتی طرح اوباما قضية الصواریخ الایرانية.

وخلاصىة القول ان ترامب قد زاد الطین بلة و اثار الصراع اکثر بهدف ارکاع ایران من خلال اعمال الضغوطات. هذا هو جوهر سیاساته تجاه طهران. و هو لا یختلف في هذا عمن سبقه من الرؤساء الامریکية السابقة.  ومرد ذلك ان العوامل الاصلية المتصلة بهذه الازمة القائمة بین الدولتین ما تزال باقية منها: الشعارات الایرانية المرددة ضد امریکا والکیان الصهیوني وسیاسة ایران تجاه هذا الکیان الغاصب والموقف الایراني من القضية الفلسطينية و... .

 ولا شك في ان سیاسة امریکا تجاه طهران لا تتغیر تغیرا مبدئیا وملحوظا ما لم تتخلّ ایران عن مبادئها و سیاساتها تجاه امریکا و الکیان الصهیوني والقضایا العالقة في المنطقة. ولحلفاء امریکا ایضا دورها السلبي في هذا المضمار وهم یزیدون الامور تعقیدا.  

ویبدو ان انتهاج سیاسة الانتظار لذهاب ترامب والحصول علی اتفاق افضل سیزید فقط من معاناة الشعب الایراني وان ایران لا تتوصل الی اتفاق افضل في حال انتهاء حکم ترامب وتولي آخر رئاسة الجمهورية.

د.نظري