لماذا قبل ترامب استقالة زعيمة دبلوماسية "الحذاء" بسهولة؟!

لماذا قبل ترامب استقالة زعيمة دبلوماسية
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٢:٤١ بتوقيت غرينتش

قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استقالة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي كانت تعتبر مساندة قوية للسياسة الخارجية لإدارة ترامب وواحدة من أبرز المدافعين الشرسين عن سياسته حيال إيران وكوريا الشمالية وروسيا. فلماذا قبل ترامب استقالتها بسهولة ودون تقديم أي أسباب مقنعة؟

العالم تقارير

خلافات هايلي وترامب هي خلافات قديمة

أكد المحلل السياسي نصير العمري وفي لقاء مباشر مع قناة العالم ان الرئيس ترامب كان يحيط نفسه بشخصيات تقليدية في البداية لانه لم يكن لديه الخبرة في الحكم، ولكن اليوم بعد ان اصبح لديه خبرة اكثر واصبح لديه ثقة اكثر بنفسه وقدرته على ادارة دفة الحكم اصبح يتخلص تدريجيا من الجمهوريين التقليديين ويستبدلهم بشخصيات تميل الى التطرف في السياسة الخارجية، وبالتالي ياتي بشخصيات أخرى في الخارج وان السيدة نيكي هايلي ربما تكون طامحة الى تحدي ترامب، وربما تشكل خطرا سياسيا عليه، وبالتالي اراد ترامب التخلص منها والاستعانة بشخصية اقرب الى طريقته في الحكم.

وأوضح العمري ان: المجاملات تعتبر عادية ولكن الصراع لدى اروقة صناع القرار وادارة ترامب معروف، وكانت هايلي في اوقات سابقة قد احتجت بشكل حاد جدا على بعض الانتقادات التي وجهها ترامب، حيث في فترة من الفترات لم يثق بها وقال انها تختلط عليها الامور، وردت بشكل عنيف عليه قائلة انها لا تختلط عليها الامور، والحقيقة تتحول تدريجيا الى صراع مع الخارج، وشخصية نيكي هايلي تطمح الى الرئاسة حيث ربما تتحدى ترامب في عام 2020، فهي تريد الابتعاد قليلا حول الايقاع في الحكم، الذي يبدو في تحد لدول الخارج وتحد في الداخل، وستعود الى اصولها في الحزب الجمهوري.

هايلي تجسيد لقمة البذاءة والعُنصرية والتطرف

وكتب عبدالباري عطوان في افتتاحية "راي اليوم" حول استقالة نيكي هايلي انه لا توجد إمرأة في هذا العالم تكره العرب والمُسلمين انطلاقاً من دعمها لـ"إسرائيل" أكثر مِن نيكي هايلي، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة.

واضاف: هذه السيدة التي تنتمي إلى والدين هنديين مهاجرين، كانت تجسد قمة البذاءة والعنصرية والتطرف، والوقوف خلف كُل سياسات ترامب في قَرعِ طُبول الحَرب ضِد إيران، ونقل السفارة الأمريكيّة مِن "تل ابيب" إلى القُدس المحتلة، والاعتراف بِها عاصِمة للكيان الاسرائيلي، وشن حرب مدمرة على سوريا وبقاء القوات الأمريكية فيها.

وقال: ليس أدَل على هذا الفُحش في القَول ما قالته في مؤتمر “الإيباك” رأس حِربَة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الذي انعَقد في نيسان (إبريل) الماضي "أنا أرتدي حِذاء ذا كَعب عال ليس من أجل المُوضة، ولكن أركُل أي شَخص يُوجِّه انتقادا لإسرائيل".

الاسرائيليون سيتأسفون على رحيل هايلي

وتابع: لا نعرف الأسباب الحقيقيّة التي دَفَعَت هايلي للاستقالة مِن مَنصِبها فَجأةً، فما قالته أنّها تُريد الرَّاحة غير مُقنِع على الإطلاق، ولكن ما نعرفه أن “قِلّة” في الأُمم المتحدة سيتأسّفون على رَحيلِها، أبرَزهم أعضاء الوَفد الإسرائيليّ في المُنظّمة الدوليّة.

ومِن غَير المُستَغرب أن تكون السيدة هايلي استقالت إثر خِلافٍ مع مايك بومبيو، وزير الخارجيّة الحاليّ، مِثلَما اختلفت مع ريكس تيلرسون، سَلفه في المنصب نفسه، أو ربّما للاستعدادِ لخَوضِ الانتخابات الرئاسيّة المُقبِلة بعد عامَين كمُرشَّح الحِزب الجمهوري، مُعتَمدةً على آرائِها العُنصريّة ضِد المُهاجرين مِن أمثالِها، ودعم اللوبي اليهودي، وجاريد كوشنر، صِهر الرئيس ترامب وزوج ابنته إيفانكا، الذي تَربُطه وزوجته علاقات صداقة قَويّة بِها.

استقالة هايلي لا يعني أن من سيخلفها سيكون أفضل منها

استقالة هايلي مِن مَنصِبها لا يعني أنّ مَن سيَخلِفها سيَكون أفضَل مِنها، فالعُنصريّة، وكراهيّة العَرب والمُسلمين بالذَّات، ودَعم جرائِم الحَرب الإسرائيليّة باتَت مِن صُلب قِيَم ومَبادئ وسِياسات إدارة الرئيس ترامب.

ترامب يدرس تعيين مصرية الأصل خلفا لهايلي

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يدرس اختيار دينا باول، المسؤولة التنفيذية السابقة في بنك غولدمان ساكس والمستشارة السابقة بالبيت الأبيض، سفيرة جديدة لأمريكا لدى الأمم المتحدة بدلا من نيكي هايلي التي قررت الاستقالة.

من هي دينا باول؟

وكانت دينا المولودة عام 1973 في القاهرة بمصر في الرابعة من العمر عندما هاجرت أسرتها القبطية إلى ولاية تكساس في الولايات المتحدة عام 1977.

وفي دالاس نشأت دينا وسط أسرة بسيطة، فالأب كان يقود حافلة، ويدير مع والدتها بقالة، فيما تفوقت دينا في دراستها، وخطت أولى خطواتها في عالم السياسة بالعمل مع السياسيين في الولاية. وبعد تخرجها من جامعة تكساس في أوستن، حصلت على دورة تدريبية في مكتب عضوة مجلس الشيوخ الجمهورية كاي بيلي هاتشيسون.

وعام 2003 انضمت دينا حبيب باول، التي تتحدث العربية بطلاقة، إلى إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، إذ كانت أصغر مساعد للرئيس داخل البيت الأبيض، حينما كان عمرها 29 عاما فقط..

كما تقلدت في وزارة الخارجية منصبي مساعدة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس للشؤون التعليمية والثقافية، ومنصب نائب وكيل وزارة الشؤون العامة والدبلوماسية العامة في عام 2005.

ووصفتها رايس بأنها "واحدة من أكفأ الشخصيات التي تعاملت معها".

وفي عام 2007 التحقت بغولدمان ساكس، وهناك تدرجت في الوظائف لتشرف على برامج الاستثمار والخدمات الخيرية، وهي وتولت الاشراف على برنامج للإسكان وتنمية المجتمعات العمرانية تقدر قيمته بحوالي أربعة مليارات دولار. كما اشرفت على شركة تعنى بمبادرات تمكين 10 آلاف امرأة من خلال المشروعات الصغيرة في الدول النامية.

نيبينزيا يعرب عن أسفه لاستقالة هايلي

هذا وأعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن شعوره بالأسف لاستقالة نظيرته الأمريكية، نيكي هايلي، من منصبها.

وقال نيبينزيا للصحفيين: "ما سمعناه هو قرارها، وعلينا أن نحترم هذا القرار. أنا أشعر بالأسف لرحيلها لأن هناك علاقات عمل كانت تجمع بيننا رغم كل الخلافات القائمة".

كما وعد بتقديم هدية إلى نظيرته الأمريكية، نيكي هايلي، قائلا: "بالطبع سأقدم لها هدية وداع".

ايفانكا: لن اكون بديلا لهايلي

وعلقت إيفانكا ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبيرة مستشاريه على الأنباء المتداولة حول احتمال تعيينها مندوبة دائمة جديدة لواشنطن لدى الأمم المتحدة.

وفي تغريدة لها على صفحتها في موقع "تويتر"، قالت إيفانكا "إنه لشرف لي أن أخدم في البيت الأبيض إلى جانب العديد من الزملاء العظماء، وأنا أعلم أن الرئيس سوف يرشح بديلا هائلا للسفيرة هايلي. هذا البديل لن يكون أنا".

ومن جهته، أعرب ترامب عن حسرته لعدم إمكانية تعيين ابنته البكر مندوبة أمريكية لدى الأمم المتحدة، خلفا لنيكي هايلي المستقيلة.

وقال إن إيفانكا لديها مواصفات تخولها أن تكون مندوبة "غاية في الروعة" لدى المنظمة الدولية، لكنه لا يستطيع تعيينها كي لا يتهمونه بالمحسوبية.

المندوب الإسرائيلي يشكر هايلي؟

و قدم داني دانون، المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، الشكر لنظيرته الأمريكية نيكي هايلي، على دعمها لـ"اسرائيل"، طوال فترة عملها في المجلس الأممي.

ونشر السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، تغريدة جديدة له على حسابه الشخصي على "تويتر" تعليقاً على تقديم هايلي استقالتها من منصبها الأممي، وقدم لها الشكر العميق على مساعدتها لتل ابيب في الأمم المتحدة.