ممثل عالمي يقاطع السعودية والرياض تمنع نجل خاشقجي من السفر!

ممثل عالمي يقاطع السعودية والرياض تمنع نجل خاشقجي من السفر!
الأحد ١٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٧ بتوقيت غرينتش

كشفت مصادر مطلعة على كواليس التحقيقات والمباحثات التركية السعودية بشأن مقتل الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي، بأن المملكة تتجه لاعتراف ضمني بمسؤوليتها عن مقتل خاشقجي لكن دون تحميل القيادة الحاكمة المسؤولية عنه.

العالم - السعودية

السعودية تتجه للاعتراف ضمنيا بمسؤوليتها عن مقتل خاشقجي

ووفقا للمصدر، تعمل الرياض جاهدة لاحتواء الأزمة حتى لا تنتقل الى المحاكم الدولية مما قد يؤدي الأمر الى ملاحقة أمراء، مشيرا إلى انها تتجه نحو اعتراف ضمني بشأن مسؤوليتها عن جريمة جمال خاشقجي، بعدما اطلعت على نسخة من عملية اغتيال “خاشقجي” في القنصلية في اسطنبول، ولكن ستتهم مسؤولين أمنيين بالجريمة عن طريق القتل بالخطأ.

في هذا الصدد، نقلت صحيفة “القدس العربي” عن المصدر الموثوق قوله إن تركيا وأمام التماطل السعودي في تفتيش الأتراك للقنصلية في اسطنبول، قد تكون أطلعت الوفد السعودي برئاسة الأمير خالد الفيصل على مضمون تسجيل يثبت عملية القتل بالصوت والصورة حتى لا يكرروا النفي. وهو التسجيل الذي تحدثت عنه “الواشنطن بوست”، وجرى عبر ساعة “أبل” التي كانت في معصم خاشقجي لحظة قتله.

وذهب المصدر الى أن القيادة السعودية تهدف في البدء الى احتواء الفضيحة العالمية إلى تحميل أمنيين سعوديين أنه بدل إقناعهم خاشقجي بالعودة الى البلاد بعد العفو عنه انفلتت الأمور إلى قتله خلال الصراع، وأمام الفاجعة والارتباك حاولوا مسح أي أثر للجريمة لتبرئة أنفسهم.

وفي المقابل، ستعترف السعودية بمسؤوليتها المحدودة في الجريمة بحكم انتماء الأمنيين الى أجهزتها وستعمل على إيجاد حل شرعي للجريمة عبر إقناع عائلة خاشقجي بقبول دية القتل خطأ أو محاكمة المتورطين الذين سينفون كل مسؤولية لولي العهد محمد بن سلمان وسيعلنون مسؤوليتهم الفردية من باب إنقاذ البلاد من تبعات الجريمة.

وبحسب المصدر فإنه بعدما كانت الرياض تنفي بقاء خاشقجي في القنصلية بل غادرها، تخلت عن هذا الخطاب وتقول الآن، كما جاء على لسان وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف أنه لم تصدر أوامر بقتل خاشقجي.

ولفت المصدر إلى أن القيادة السعودية تعتقد أن هذا السيناريو سيخفف مؤقتا من الضغط الدولي وتجنيب البلاد والأمراء ومنهم ولي العهد أي ملاحقة مستقبلا. ورغم تطبيق هذا السيناريو المحتمل، تدرك القيادة السعودية أن التضحية بولي العهد محمد بن سلمان هو السبيل الوحيد لتخفيف الضغط على البلاد.

وكان جمال خاشقجي قد تعرض لعملية اغتيال بشعة في القنصلية السعودية في اسطنبول يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ونفت الرياض في البدء كل علاقة لها بعملية الاغتيال، لكنها بدأت تتراجع تدريجيا أمام قوة الأدلة الجنائية والتهديد الدولي لها، وذلك لتهيئة للاعتراف بمسؤوليتها عن الجريمة دون تحميلها للقيادة الحاكمة.

السعودية سترد على ترامب بقاعدة وأسلحة روسية

صباح اليوم نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن مصدر مسؤول قوله: "إذا تلقت المملكة أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر"، مشيرا إلى أن "لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي".

وكشف الكاتب السعودي المقرب من دوائر صنع القرار في المملكة "تركي الدخيل" أن السعودية سترد على أي عقوبات أمريكية، عبر السماح بإنشاء قاعدة روسية وشراء أسلحة من موسكو، فضلا عن التصالح مع إيران، وذلك على خلفية تهديدات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بسبب أزمة اختفاء الصحفي "جمال خاشقجي".

يأتي ذلك بعدما توعد ترامب باتخاذ موقف قوي وفرض عقوبات شديدة ضد المملكة حال تأكُد تورطها في قتل وإخفاء الصحفي السعودي البارز عقب زيارة قنصلية بلاده بإسطنبول؛ في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقال "الدخيل"، وهو مدير قناة "العربية" السعودية، إن "المعلومات التي تدور في أروقة اتخاذ القرار السعودية، تتحدث عن أكثر من 30 إجراء سعوديا مضادا في حال فرض عقوبات على الرياض، وهي سيناريوهات كارثية للاقتصاد الأمريكي قبل الاقتصاد السعودي".

ونشر مقال "الدخيل" بموقع القناة، ويبدو أنه أعد مسبقا ونشر بالتزامن مع بيان سعودي أوردته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، نقلا عن مصدر سعودي مسؤول جاء فيه أن بلاده سترد على أي عقوبات اقتصادية محتملة تفرضها أي دولة.

وبحسب "الدخيل"، فإن "من بين الردود المحتملة عدم التزام السعودية بإنتاج الـ7 ملايين برميل ونصف مليون من النفط وإذا كان سعر 80 دولارا قد أغضب الرئيس ترامب، فلا يستبعد أحد أن يقفز السعر إلى 100 و 200 دولار وربما ضعف هذا الرقم، بل وربما تصبح عملة تسعير برميل النفط هي العملة الصينية اليوان، بدلا من الدولار، والنفط هو أهم سلعة يتداولها الدولار اليوم".

واعتبر "الدخيل" أن "هذه العقوبات المفترضة قد تؤدي لتقارب بين السعودية وإيران وهو تحول ستكون له تبعات هائلة في الشرق الأوسط".

وأوضح الكاتب السعودي أن "هذه العقوبات ستدفع الرياض نحو إيران وروسيا وتحول حماس وحزب الله من عدوين إلى صديقين".

وأشار "الدخيل" إلى أن "الرياض قد تستغني عن السلاح الأمريكي لصالح الصين وروسيا الجاهزتين لتقديم البدائل، بالإضافة إلى منح موسكو فرصة إقامة قاعدة عسكرية في تبوك السعودية قرب المنطقة الساخنة لمربع سوريا و(إسرائيل) ولبنان والعراق".

وقال "الدخيل" إن "من جملة الردود المحتملة إلغاء الرياض التعاون الأمني مع أمريكا ودول الغرب، التي كانت تساهم في حماية الملايين من الغربيين بشهادة كبار المسؤولين الغربيين أنفسهم"، على حد قول الكاتب.

ولفت "الدخيل" إلى أنه "من بين الاجراءات السعودية المحتملة تصفية أصول واستثمارات الرياض في الحكومة الأمريكية والبالغة 800 مليار دولار، بالإضافة إلى حرمان أمريكا من السوق السعودية التي تعتبر من بين أكبر 20 اقتصادا في العالم".

إعلان وفاة أحدهم.. هل بدأت السعودية بالتخلص من قتلة خاشقجي؟

دأبت وسائل الإعلام السعودية على تخوين وتكذيب جميع الشخصيات المقربة من خاشقجي.

وضمن محاولات الإعلام السعودي التشكيك في مصداقية قضية اختفاء خاشقجي، وإبعاد شبح الاتهام عن سلطات المملكة، قامت صحيفة "الوطن" المحلية بتزييف اسم أحد أعضاء فريق اغتيال خاشقجي زاعمة أنه متوفى منذ سنوات.

الصحيفة قالت إن "عبد العزيز شبيب البلوي" وهو ضابط سعودي تم ذكر اسمه ضمن قائمة الـ15 المتهمين باغتيال خاشقجي "توفي قبل عامين في حادث مروري"، في حين أن المتهم ضمن القائمة التي أعلنتها تركيا يدعى "فهد شبيب البلوي".

ويوم الأربعاء الماضي نشرت صحف تركية صوراً وأسماء 15 سعودياً دخلوا الأراضي التركية في اليوم نفسه الذي اختفى فيه خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول قبل أكثر من أسبوع.

وقالت هذه الصحف، ومن بينها جريدة "صباح"، إن السعوديين الـ15 يُعتقد أنهم فرقة الاغتيال المتورطة في "تعذيب وقتل" خاشقجي.

والذين نشرت الصحف التركية أسماءهم هم: مشعل سعد البستاني، وصلاح محمد الطبيقي، ونايف حسن العريفي، ومحمد سعد الزهراني، ومنصور عثمان أباحسين، وخالد عايض الطيبي، وعبد العزيز محمد الحساوي.

إضافة إلى: وليد عبد الله الشهري، وتركي مشرف الشهري، وذعار غالب الحربي، وماهر عبد العزيز مترب، وفهد شبيب البلوي، وبدر لافي العتيبي، ومصطفى محمد المدني، وسيف سعد القحطاني.

السعودية منعت نجل جمال خاشقجي من السفر

كشفت شبكة "CNN" الأمريكية النقاب عن منع السلطات السعودية لنجل الكاتب الصحفي المختفي جمال خاشقجي، من السفر خارج المملكة منذ 3 شهور من خلال إبطال جواز سفره.

ونقلت "CNN"، اليوم السبت، عن مصادر مقربة من عائلة جمال خاشقجي، أن نجله الأكبر صلاح غير قادر على السفر خارج المملكة، دون إعطائه أي تفسيرات حول أسباب المنع، من قبل السلطات السعودية.

وأوضحت المصادر أن صلاح خاشقجي يعيش حالياً في جدة، في حين يعيش أفراد آخرون من عائلة جمال خاشقجي منهم والدته وابنته في دبي.

ما دور مستشار بن سلمان في استدراج خاشقجي؟

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن دور سعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي، في استدراج جمال خاشقجي إلى مصيره المحزن ومقتله في القنصلية السعودية بإسطنبول.

تقول الصحيفة إنه في الأشهر التي سبقت اختفاءه أخبر خاشقجي أصدقاءه بأنه تلقى مكالمات من مسؤول كبير بالدولة حثه على إنهاء منفاه الاختياري والعودة إلى بلاده، وتضمنت الدعوة وعداً بالعودة الآمنة، وحتى إمكانية الحصول على وظيفة مع ولي العهد محمد بن سلمان.

ويذكر مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن خاشقجي أخبر أصدقاءه بأنه لا يثق في العرض أو المسؤول الذي نقله له، وهو القحطاني، ووصفه بأنه رجل "زئبقي" ينفذ سياسات ولي العهد.

ووصفت الصحيفة القحطاني ذا الأربعين عاماً بأنه شخصية "نكرة" بالنسبة للغرب، لكنه يُعرف في السعودية بأنه يكاد يكون المسؤول الأكثر نفوذاً في حاشية بن سلمان.

وفي قضية حصار قطر، كانت تغريداته المروج الرئيسي لأفكار المملكة "الأكثر استفزازاً" مثل حفر قناة لتحويل قطر إلى جزيرة، كما أنه شكل "بوقاً" للأخبار المزيفة التي تحدثت عن قطر وسلطاتها، حسب الصحيفة.

ويعتبر القحطاني من المؤيدين الشرسين لحكام المملكة، بعد أن خدم تحت إمرة الملوك السعوديين منذ عام 2003، وهو من أكبر المروجين للسياسة التي يقودها ولي العهد، وخصوصاً ما يتعلق بفرض قيود صارمة على حرية التعبير والحركة التي أوقعت بالعشرات من النشطاء وعلماء الدين ومستخدمي وسائل التواصل.

وينقل كاتب مقال "واشنطن بوست" إن خاشقجي كان يعتبر القحطاني المسؤول الأول الذي يحافظ من خلاله بن سلمان على السيطرة الكاملة على الإعلام السعودي.

وأضاف أن القحطاني كان قائد ذلك الفريق ولديه "قائمة سوداء"، ويدعو السعوديين لإضافة أسماء إليها، مضيفاً على لسان خاشقجي أنه "على ما يبدو أن الكتاب مثلي الذين كانوا يبدون انتقاداتهم باحترام اعتبروا أكثر خطورة من  المعارضة السعودية الأكثر تشدداً في لندن".

وفي مقال نشرته قناة "العربية" في أبريل الماضي صوَّر القحطاني نفسه على أنه "خادم ولي العهد المتواضع"، وقال إنه تم تكليفه شخصياً من قبله لدراسة "كيفية إصلاح وتبسيط البيروقراطية السعودية".

وخلال الأيام الأخيرة، سخر القحطاني ممَّا وصفه بيانات تركية غريبة تلقي باللائمة على المملكة في اختفاء خاشقجي، ونفى أن يكون له أي دور في مؤامرة بتهديده بموت رهيب.

ممثل عالمي يتراجع عن السفر للسعودية

كشف الممثل الأمريكي جيرارد بتلر، الأحد، عن سبب عدم سفره إلى السعودية لحضور العرض الأول لفيلمه الجديد "Hunter Killer"، مشيراً إلى أنه كان يرغب في الذهاب لكنه وجد أن الوقت الحالي "غير مناسب".

وأوضح بتلر  في مقابلة مع "CNN" أنه قرر إلغاء الزيارة بعد أن سمع عن "أزمة الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي اختفى بعد زيارته للقنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر الجاري".

وقال بتلر: إن "التوقيت لم يكن ليكون أكثر سوءاً، سمعنا عن اختفاء خاشقجي قبل يومين من موعد مغادرتنا، ولا يبدو أنها خطوة ذكية".

وأضاف: "الأمر مخز لأنني أردت فعلاً الذهاب إلى هناك، كلنا أردنا ذلك، وأشعر بالسوء فعلاً لذلك وللمعجبين، لكن لم أشعر بأنها الخطوة الصحيحة للقيام بها".

وكان من المقرر عرض الفيلم في السعودية في 9 أكتوبر قبل عرضه عالمياً في 25 أكتوبر الجاري، لكن حساب "السينما السعودية" على "تويتر"، التابع لهيئة الإعلام المرئي والمسموع، ذكر أن بتلر أجل زيارته إلى المملكة لـ"ظروف عائلية".

وفي السياق ذاته، قررت عدة شركات إعلامية واقتصادية الانسحاب من مؤتمر الاستثمار، المعروف باسم "دافوس في الصحراء"، والمقرر عقده بالرياض الشهر الحالي، وذلك على خلفية اختفاء أو مقتل خاشقجي، في حين تدرس بريطانيا والولايات المتحدة عدم المشاركة أيضاً للسبب نفسه.

السعودية تشرع باغتيال الشخصيات إعلامياً

لم تجد الماكينة الإعلامية السعودية أي وقائع أو شواهد للتخفيف من حدة ما تتعرض له المملكة من مواقف دولية مناوئة وغاضبة، بسبب اتهامها بإخفاء واغتيال خاشقجي.

ولجأت وسائل إعلام سعودية لحيلة أخرى لمواجهة الحقائق الدامغة حول تحميل قادتها مسؤولية اختفاء واغتيال خاشقجي، من خلال شن هجوم عبر وسائلها المختلفة، على كتاب وصحفيين، وشخصيات، واتهامهم بنشر معلومات غير دقيقة حول الرجل.

وزعم الإعلام السعودي أن المملكة "تتعرض لمؤامرة تقودها جهات دولية، وينفذها صحفيون معروفون ومقربون من تنظيم القاعدة"، من خلال اتهامها إياهم بالمسؤولية عن اختفاء واغتيال خاشقجي.

ودأبت وسائل الإعلام السعودية والمقربة منها على تخوين وتكذيب جميع الشخصيات المقربة من خاشقجي، في محاولة منها للفت أنظار السعوديين والعالم عن الجريمة الحقيقية التي حدثت لمواطن سعودي شغل العالم كله بقضيته.

استغلال عائلته

وكانت أول الاتهامات من نصيب خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز ، صاحبة المعلومة الأولى عن اختفائه داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

وخرجت قناة العربية السعودية بمجموعة من المقابلات تقول إنها لعدد من أقارب خاشقجي، وجميعهم نفوا أن تكون خديجة خطيبته من الأصل، بل وصل الأمر إلى اتهامها بأنها تكذب وتسعى للشهرة من وراء حديثها.

وأظهرت "العربية" لجمهورها أن خطيبة خاشقجي تسعى لتسييس قضيته من خلال المعلومات التي تنشرها بين فترة وأخرى بعد اختفائه.

ووصل الأمر بهذه القناة إلى دعوة جنكيز إلى التوقف عن نشر أي معلومة حول خاشقجي، وترك قضيته للسلطات السعودية فقط.

من جهة أخرى، قام ما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني" السعودي، بترويج صورة ومحادثة مختلقة بين جنكيز والصحفي القطري جابر الحرمي، للتشكيك بأخلاق خطيبة خاشقجي.

اتهامات لصفوري

ولم يكتفِ الإعلام السعودي بشيطنة خطيبة خاشقجي، بل اتجه إلى اتهام الكاتب والمحلل السياسي المعروف خالد صفوري، بالتآمر على السعودية من خلال مد الإعلام الأمريكي والغربي بمعلومات حول قضيته.

وادعت عدة قنوات سعودية وحليفة أن صفوري المقرب من خاشقجي يقف وراء "مؤامرة" مدعومة من قوى إقليمية ودولية، هدفها تزويد العالم بمعلومات مضللة حول الرجل.

وألصقت وسائل إعلام سعودية اتهامات لصفوري بارتباطه بتنظيم القاعدة، في محاولة منها لتأليب الإعلام الدولي والأمريكي على هذا الرجل الذي يعتبر مصدراً مهماً في نقل حيثيات اختفاء واغتيال خاشجقي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

اختلاق روايات

وعملت قناة العربية الوسيلة الأبرز للسعودية على اختلاق روايات مضللة حول اختفاء خاشجقي، وكان آخرها اتهامها الإعلامي التركي توران كشلاكجي بالمسؤولية عن اختفاء الصحفي السعودي، وارتباطه بجهات استخباراتية.

وخصصت "العربية" مساحة واسعة من بثها وعبر منصاتها في الإنترنت، للادعاء بأن كشلاكجي رجل غامض له علاقة باختفاء خاشقجي، وهو ما يعكس حالة التخبط وعدم الاتزان في التعامل مع هذه القضية.

وحول هذه المزاعم، لم يتأخر رد كشلاكجي الذي يشغل منصب "رئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا"، على تقرير "العربية"، وقال: "إعلام قذر!.. أشهر صحفيي بلادها مفقود وربما قتل.. استهدفونا لأننا نقلنا هذا الحدث إلى العالم بشكل سريع، بينما كان ينبغي عليهم الاستفسار عن مصير الصحفي".

وأضاف: "هذا ليس عملاً صحفياً، بل محاولة القتلة تبرئة أنفسهم.. الشعب السعودي الشقيق لا يستحق هذا".

كذلك لم يسلم مراسل قناة الجزيرة الفضائية جمال الشيال من هجوم الإعلام السعودي، والقنوات القريبة من المملكة، حيث اتهم بتأجيج قضية خاشقجي.

ولم تدعم تلك الوسائل بأي حقائق أو براهين ادعائها للشيال بنشر معلومات غير صحيحة عن خاشقجي، بل اكتفت بالقول أنه "يضلل الرأي العام الدولي".

وعكست هذه الحالة للإعلام السعودي تخبطه في التعامل مع القضية التي تشير كل المعطيات الحالية إلى أن الرياض متورطة بها.

هل ينقذ اغتيال خاشقجي رؤوس معتقلي الرأي في السعودية؟

قضية خاشقجي أعادت إلى الأذهان قضايا مئات المعتقلين في سجون السلطات السعودية، الذين طالهم التعذيب والحبس ظلماً ونفذت بحقهم محاكمات سرية لا تخضع للقوانين الدولية، ما دفع النشطاء اليوم إلى المطالبة بالإفراج عنهم، ووضع حد لهذه الممارسات البعيدة عن حقوق الإنسان. 

وقال الناشط محمود البنداري عبر حسابه على موقع "تويتر": "نتمنى على تركيا وهي تبرم صفقة حول مقتل خاشقجي مع السعودية برعاية أمريكا أن تضع في سلة مطالبها ومصالحها الإفراج عن العلماء والشيوخ المعتقلين بالمملكة وتأمين خروجهم من البلاد".

في حين أشادت الناشطة سحر عيسى بوقوف دول العالم بجانب خاشقجي، وقالت: "ها نحن في الطريق لأخذ حقه، انطلقوا لإكمال الإفراج عن كل الصحفيين المعتقلين في سجون كل الديكتاتوريين".  

وتساءل أحد النشطاء، ماذا لو طلبت تركيا من السعودية الإفراج عن جميع المعتقلين في سجون النظام المصري؟

قضية خاشقجي تصدر معها نقاشات عميقة حول اعتقالات الدول العربية لمعارضين وكتاب وصحفيين، إذ إن الكاتب السعودي كان ينتقد سياسات ولي العهد والحرب في اليمن، وطالب بالإفراج عن المعتقلين، وكتب العديد من المقالات بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ما أدى في النهاية إلى اختطافه. 

وخلال تصدر قضية خاشقجي واصل خبراء مستقلون من الأمم المتحدة مطالباتهم بالإفراج عن المعتقلين في السجون السعودية، فوراً ودون شروط.

ولطالما طالبت بذلك أيضاً منظمات حقوقية دولية ودول غربية مثل كندا، ما أدى إلى قطيعة بينها وبين المملكة بنهاية الأمر. 

وشارك حساب "معتقلي الرأي" على موقع "تويتر" مقطع فيديو لخاشقجي وهو يتحدث عن القسوة بالاعتقالات في السعودية، والتضييق على حرية الرأي، والتي أدت لخسارة بن سلمان للمكاسب التي حصل عليها سابقاً. 

كما ذكر الحساب ترجيحات أن يتكرر سيناريو اختطاف خاشقجي مع أشخاص آخرين، مثل الكاتب والناشط السعودي أحمد بن راشد بن سعيد الذي فرّ من بلاده، ووجهت له تهم متعلقة بالإرهاب. 

قضية خاشقجي أسهمت أيضاً بشكل كبير بدعم قضايا حقوق الإنسان والمعتقلين في السعودية منذ سبتمبر عام 2017، وسط آمال بأن يوضع حد لهذه الانتهاكات.

وقالت مصادر حقوقية إن المعلومات التي تصلهم "بخصوص أحوال المعتقلين داخل السجون لا تزيد عن عُشر عدد المعتقلين الحقيقي"، في وقت ينتهك الإهمال الصحي لمعتقلي الرأي بالسعودية نظام الإجراءات الجزائية، وجميع المواثيق الحقوقية الدولية التي تكفل حقوق المعتقل وتضمن له رعاية صحية تامة.

وتقول منظمات حقوقية وناشطون في المجال الإنساني إن تحرّكات بن سلمان الأخيرة تهدف إلى القضاء على النشاط الدعوي والحقوقي بالبلاد، وتعزيز قبضته الأمنية على "مملكة الخوف".

وتعزّز المحاكمات السريّة التي أجرتها السلطات السعودية لعدد من المعتقلين على غرار الشيخ سلمان العودة الذي طالبت النيابة العامة بقتله "تعزيراً"، فضلاً عن الدكتور علي العمري وعصام الزامل، الشكوك حول نيّة بن سلمان إعدام عدد من المعتقلين خلال الأشهر المقبلة، تمهيداً لتنصيب نفسه حاكماً جديداً للبلاد.

أرامكو فداء لرقبة المسؤول الحقيقي عن اغتيال خاشقجي

في تناول من زاوية جديدة لأزمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، توقعت صحيفة “صباح” التركية أن الرياض ستقدم تنازلات كبيرة وتضحيات لترامب مقابل الصمت على مقتل خاشقجي، وقد يكون طرح شركة “أرامكو” للاكتتاب في بورصة نيويورك أحد هذه التضحيات.

ورأى الكاتب طه داغلي في مقال بالصحيفة أن هناك إمكانية لأن تضحي الرياض بشخصية كبيرة تحملها مسؤولية الاغتيال وتقدمها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ولم يستبعد الكاتب أن تسرع السعودية بطرح شركة النفط “أرامكو” -التي تبلغ قيمتها السوقية تريليوني دولار- للاكتتاب العام في بورصة نيويورك “فداء لرقبة المسؤول الحقيقي عن قتل خاشقجي”.

وأكد أن على الرياض في حال رفضت التعاطي مع هذا الموضوع أن تستعد لعقوبات ثقيلة من ترامب قد تطال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفسه.

وكانت السعودية قد أبدت قلقها من طرح “أرامكو” في بورصة نيويورك، وعبرت عن مخاوف تتعلق بتعريض الشركة لمخاطر مرتبطة بالتقاضي والمسؤولية القانونية في حال تم ذلك.

وقال داغلي في مقاله إن ترامب ينظر إلى السعودية باعتبارها مهمة للمثلث الذي يجمع بلاده بكل من الإمارات و"إسرائيل".