اختفاء خاشقجي.. انهيار الإقتصاد السعودي وترامب يركب الموجات!

اختفاء خاشقجي.. انهيار الإقتصاد السعودي وترامب يركب الموجات!
الأحد ١٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

هبط مؤشر البورصة السعودية بمعدل 9% بعد ساعة من بدء التداول صباح اليوم الأحد، فاقدا مكتسبات العام 2018 بكامله، وذلك مع تزايد الضغوط الدولية على السعودية إثر اختفاء الصحافي جمال خاشقجي.

العالم - تقارير 

حيث واصل مؤشر سوق الأسهم السعودي تراجعه الذي بدأ الخميس الماضي، فاقدا اليوم نحو 700 نقطة (ما نسبته 7%)؛ وسط هبوط أغلب الأسهم في بورصة الرياض.

وبحسب موقع "أرقام" السعودي المتخصص في تحليل أداء البورصة السعودية، تشهد الجلسة تراجعا لأغلب الأسهم المتداولة، يتقدمها سهما "سابك"، و"مصرف الراجحي" بأكثر من 4%.

وتتداول أسهم "الأهلي التجاري" و"المراعي" و"صافولا" و"سامبا" و"معادن" و"الرياض" و"العربي الوطني" و"السعودي الفرنسي" و"كيان" و"ينساب"، على تراجع بنسب تراوح بين 3 و7%.

وبلغ حجم التداولات، في أول نصف ساعة من الافتتاح، نحو 650 مليون ريال (173 مليون دولار أمريكي).

وأرجعت وكالة "فرانس برس" تراجع أسهم البورصة السعودية إلى الضغوط الدولية المتزايدة على السعودية، بسبب اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

فيما نوهت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إلى أن هبوط البورصة السعودية، جاء بعد ساعات من تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للمملكة على خلفية اختفاء خاشقجي.

انهيار تاريخي في السوق الإستثماري السعودي

و هناك ... تزايدت الانسحابات من المشاركة في المؤتمر الاستثماري الكبير المقرر عقده في وقت لاحق من الشهر الجاري بالرياض، والتي وصفها متحدث باسم المؤتمر بـ "المخيبة للآمال".

وقال متحدث باسم مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي، في بيان له،قبل يومين الجمعة، بحسب رويترز: "في حين أن من المخيب للآمال انسحاب بعض المتحدثين والشركاء، فإننا نتطلع قدما إلى الترحيب بآلاف المتحدثين ومديري الجلسات والضيوف من كل أنحاء العالم في الرياض في الفترة من 23-25 أكتوبر (تشرين الأول)".

وأعلن الراعون الإعلاميون للمؤتمر السعودي على غرار صحيفة نيويورك تايمز، وسي إن إن، وفينانشال تايمز، وبلومبرغ، إلى جانب المحررين والمديرين التنفيذيين من مجلة الإيكونوميست، وسي إن بي سي، ولوس أنجلوس تايمز، انسحابهم من المؤتمر!. 

وألغى الرؤساء التنفيذيون لشركة الإعلام الضخمة فياكوم وشركة أوبر التكنولوجية مشاركتهم في المؤتمر السعودي. وقد انضم المستثمر، ستيف كيس، أيضا إلى مجموعة المقاطعين لهذا الحدث.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن مجموعة هاربر، وهي واحدة من عدد من شركات الضغط والعلاقات العامة العاملة لصالح الحكومة السعودية، قد قامت بإلغاء عقدها هي الأخرى. 

وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية اليوم منخفضا 264.21 نقطة ليقفل عند مستوى 7266.59 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها أكثر من 6.6 مليار ريال.

وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 251 مليون سهم تقاسمتها أكثر من 164 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 7 شركات ارتفاعا في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 179 شركة على تراجع.

وكانت أسهم شركات صادرات، والسعودي الفرنسي، وسامبا، وبنيان ريت، والراجحي الأكثر ارتفاعا، أما أسهم شركات المصافي، واللجين، وشمس، ورعاية، والباحة فكانت الأكثر انخفاضا في التعاملات، حيث تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض ما بين 9.95% و10%.

فيما كانت أسهم شركات دار الأركان، وكيان السعودية، والإنماء، وسابك، والجزيرة هي الأكثر نشاطا بالكمية، كما كانت أسهم شركات سابك، والراجحي، والإنماء، وكيان السعودية، ودار الأركان هي الأكثر نشاطا في القيمة.

ايضا أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) اليوم منخفضا 33.99 نقطة ليقفل عند مستوى 2396.74 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 1.7 مليار ريال، وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 107 آلاف سهم تقاسمتها 120 صفقة.

 تأثير قضية اختفاء خاشقجي على الاقتصاد السعودي، ومصير الاستثمارات الأجنبية بالمملكة...

قال الخبير الاقتصادي أحمد ذكر الله:"إن قضية خاشقجي ستقتل أي أمل لنمو الاستثمار الأجنبي".

وأضاف: "الاستثمارات الأجنبية في السعودية موضوع حديث يرتبط بالكثير من المعوقات الأخرى أهمها نظام التملك للأجانب ونظام الكفيل وغيره من الأنظمة التي تؤثر سلبا الاستثمار، وعموما مثل هذه الأنظمة القمعية لا يهمها مصالح الشعوب وحتى الاستثمار المزمع كان في الخدمات وليس في قطاعات الإنتاج السلعي الحقيقي".

ويرى ذكر الله أن أهم ما يقلق السعودية في تلك الأزمة وغيرها من الأزمات السابقة هو صندوقها السيادي، لافتا إلى أن "المملكة تمتلك واحدا من أكبر الصناديق السيادية في العالم باحتياطيات تتجاوز 650 مليار دولار وهذا هو التهديد الأكبر ضد الاقتصاد السعودي".

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن ابتزازات ترامب المتوالية للمملكة موجهة إلى الاحتياطيات في صندوقها السيادي، وهذا أكثر ما يثير المخاوف السعودية من تلك التهديدات.

وأردف: "تجميد الصندوق والاستيلاء على الاحتياطي إضافة إلى مئات المليارات المملوكة للأفراد والشركات السعودية هو التهديد الذي بات أكثر ما يخشاه السعوديون بعد حادثة خاشقجي".

ولفت ذكر الله إلى أن "الاقتصاد السعودي ما فتئ يتحسن بعد ارتفاع أسعار النفط، عانى خلالها من أربع سنوات عجاف أكلت جزءا من الاحتياطي النقدي الأجنبي بواقع أكثر من 100 ملياردولار في المتوسط. وتشير التقديرات للعجز في الموازنة العامة للعام المالي القادم إلى نحو 50 مليار دولار".

وقال المحلل المالي عمرو السيد، متوقعا إمتداد تلك المخاوف إلى العديد من القطاعات الاقتصادية في السعودية، بما فيها المشروعات الاستثمارية الكبرى التي أعلنت عنها السعودية مؤخرا".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال السبت إن السعودية قد تكون وراء اختفاء الصحافي جمال خاشقجي ملوحا بـ”عقاب قاس” إذا مقتله.

وقال محمد زيدان، من شركة “ثينك ماركتس” ومقرها دبي، إن هبوط مؤشر السوق السعودية يأتي بسبب “حالة هلع” في البيع لأسباب سياسية واقتصادية.

ويأتي المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية، بفعل تخوفات المتعاملين من إمكانية فرض الولايات المتحدة عقوبات على السعودية، عقب اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفق ما أوردته وكالة بلومبيرغ الأمريكية التي قالت: إن "الأوضاع الجيوسياسية هبطت بالبورصة السعودية، واستمرار إصرار المملكة على موقفها النافي لأي علاقة لها باختفاء خاشقجي لن يكون في صالح السوق".

وتراجعت أسهم 183 شركة في تعاملات الأحد، مقابل صعود شركة واحدة، من أصل 188 شركة مدرجة في البورصة.

محلل سعودي : خسارة سوق الأسهم السعودية بسبب جمال خاشقجي هي أخبار عارية من الصحة تماما!!!...

وبالرغم من كل هذه المزاعم التي ظن بها الخبراء و المحللون حول تأثير اختفاء الصحفي خاشقجي على هبوط أسهم السعودي،الا أن هناك، الدكتور علي بوخمسين، المحلل المالي للمملكة  ينفي تورط هذه القضية في الخسارة و يقول:

"أن خسارة الأسهم السعودية تعود إلى إعادة تموضع المستثمرين في سوق الأسهم، من خلال نقل أموالهم من شركات ذات طبيعة المضاربية والدخول في الخيارات الاستثمارية الآمنة، والأكثر توازنا واستقرار وجاذبية من قبل متخذي القرار".

وأشار بوخمسين إلى أن صناديق استثمارية حكومية، وغير حكومية، يستفيدون من مثل هذه الموجات بالمضاربة على الأسهم لتحقيق أرباح قياسية.

ولفت إلى أن هبوط سوق الأسهم عالمي يشمل السوق الخليجي والأمريكي، مرجعا ذلك إلى مرور سوق الأسهم بمرحلة تصحيحية تعودا عليها المستثمرين من فترة لأخري.